أطباء يدعون إلى توخي الحذر والتزام التدابير اللازمة حذرت مصادر طبية من حالات جد خطيرة من الأنفلوانزا العادية سجلت في الجزائر مؤخرا، مشيرة إلى أن هذه الحالات سريعة العدوى والانتقال من شخص إلى آخر. وأضافت المصادر أن أشخاص يرقدون في المراكز العناية الطبية بكل من الجزائر العاصمة والمدية والبليدة جراء هذه الإصابات· ومع بداية التغير الجوي في الجزائر، الانخفاض الكبير في درجات الحرارة التي تعرفها بعض الولايات، بدأ هذا الوباء ينتقل بسرعة، حيث قال الدكتور ديراري فوزي مسؤول المخبر المرجعي للأنفلوانزا بمعهد باستور بالجزائر العاصمة، أن الأنفلوانزا يمكنها أن تحدث مضاعفات وتعقيدات خطيرة، مثل الالتهاب الرئوي والالتهاب الرئوي الفيروسي الثانوي، والتي تزيد بدورها من خطر بعض الأمراض على غرار السكري وأمراض القلب والربو· وتتضاعف درجات الخطر عند شرائح معينة في المجتمع، منها شريحة الأطفال التي تبقى بنيتها الجسمانية غير قادرة على تحمل مثل هذه المضاعفات، مما يشكل تهديدا حقيقيا على صحتهم، بل حتى على حياتهم، سيما الرضع الذين لا يزيد أعمارهم عن السنتين، كما تتضاعف درجة الخطر عن المسننين الذين تفوق أعمارهم ال 65 سنة، إضافة إلى شريحة المصابين بأمراض مزمنة على غرار السكري أمراض الكبد والرئة والكلى، وكذا النساء الحوامل· ولهذا يضيف المصدر الطبي أن خبراء من المنظمة العالمية الصحة ينصحون الأطباء بإعطاء هذه الشريحة الأولوية في تلقي التلقيح في آجاله المحددة، قبل بداية استفحال المرض وانتشاره، ويؤكد الخبراء أنه على السلطات المعنية أن تبدأ في عملية التلقيح مع نهاية فصل الصيف، أي قبل بداية التغير الجوي بانخفاض مفاجئ لدرجة الحرارة، كما ينصح الخبراء بتلقيح النساء الحوامل بداية من الثلاثي الثاني من بداية الحمل· وأوضح المصدر الطبي أن هذه الشرائح يمكنها أن تلقي عملية التلقيح مجانا بالمؤسسات الاستشفائية العمومية المنتشرة عبر كافة التراب الوطني، او في الصيدليات العامة والخاصة، مشيرا إلى أن تكاليف هذه العملية مدرجة في قائمة الأدوية المعوضة من قبل الضمان الاجتماعي· ودعا المسؤول بالمخبر المرجعي المتخصص في الأنفلونزا العادية بمعهد باستور بالعاصمة من هذه الشريحة إلى التقرب في أسرع الآجال الممكنة، من أجل القيام بعملية التلقيح، تفاديا لأي طارئ، مشيرا إلى أن أبواب المؤسسات مفتوحة وتستقبل يوميا الأشخاص الراغبين في التلقيح أو الذين يرغبون في تلقي الإرشادات أو التوجيهات في هذا المجال· وأضاف المصدر ذاته أنه على الذين يتقدمون لتلقي عملية التلقيح والمصابين بأمراض مزمنة أن يحملوا ملفهم الطبي كاملا إلى المؤسسة الاستشفائية، حتى يمكن من معرفة كامل تفاصيل مرضه، لتلقي التلقيح المناسب لمثل تلك الأمراض· وأضاف المسؤول أنه تم توفير كل الإمكانيات والشروط اللازمة من أجل المساهمة في تسيير ناجح فعال لهذه العملية، حيث تم توفير مليونين و100 ألف قنينة تلقيح، منها 120 ألف موجهة إلى شريحة الأطفال، حيث تمكن هذه الكمية من تغطية النقص في هذا المجال· وأضاف المتحدث أن مركبات القنينة المستعملة في التلقيح لسنة 2010 / 2011 تم تغييرها، وإضافة بعض التعديلات عليها بالمقارنة مع السنة الماضية، مشيرا إلى أن خطر أنفلوانزا الخنازير المعروف بفيروس (آش وان آن وان) الذي انتشر بشكل رهيب سنة 2009 في كل أنحاء العالم لا يزال ساري المفعول، وذلك بناء على نصائح الفريق الإقليمي لمتابعة هذا الوباء، حتى يمكن من احتواء سريع لهذا الداء في حالة عودة انتشاره، تجنبا للأحداث الأليمة لسنة 2009·