يعاني الكثير من الجزائريين في هذه أيام مع الموزعات الآلية البريدية، وذلك بعد نفاذ صلاحية البطاقات الإلكترونية الخاصة بسحب الأموال من الموزعات بتاريخ ديسمبر 2014، ولم تقم مصالح البريد الجزائر بتجديد البطاقات وهو الأمر الذي تسبب في الكثير من المشاكل للمواطنين الذين وجدوا أنفسهم في طوابير غير منتهية حتى يتمكنوا من سحب أموالهم، لقضاء كافة احتياجاتهم. عتيقة مغوفل قامت (أخبار اليوم) بالذهاب إلى واحد من مراكز البريد على مستوى شارع بورسعيد بالجزائر العاصمة لسحب مبلغ من المال، وتفاديا للطابور والناس الذين كانوا واقفين داخل المركز من أجل سحب أموالهم باستعمال الصكوك، قمنا بالاستعانة بالبطاقة الإلكترونية البريدية بغية السحب من الموزع البريدي الآلي ربحا للوقت واختصارا للجهد، ولكن استغربنا من عدم اشتغال البطاقة، ما دفعنا إلى الدخول إلى المركز البريدي من أجل طلب الاستفسار هناك وتم إخبارنا أن تاريخ نهاية صلاحية البطاقة قد انتهى ونحن مجبرون على الانتظار حتى يتم صدور بطاقة جديدة للعام الجديد. وهو الأمر الذي جعلنا نصطدم بطابور طويل عريض من الناس الذين ينتظرون الدور في سحب أموالهم، ما دفعنا للتقرب من بعض الأشخاص هناك حتى نرصد آراءهم فيما يحدث. المواطنون متذمرون من توقف بطاقات السحب الفوري أول من تقربنا منه كان السيد (إبراهيم) صاحب 54 ربيعا، عامل بالمقاطعة الإدارية لحسين داي، كان رفقة زوجته وابنيه الصغيرين استغل يوم عطلته حتى يقوم بشراء بعض الأغراض لعائلته، وقد قاموا بزيارة بعض محلات شارع حسيبة بن بوعلي المشهورة ببيعها لأحسن الملابس، وقبل أن يقوموا بالتجول في المحلات اضطر السيد (إبراهيم) إلى اللجوء إلى مركز البريد حتى يقوم بسحب المال اللازم الذي يحتاجه، ولكن لم يتمكن من فعل ذلك فقد حاول السحب عن طريق الصك إلا أن الطابور اللامنتهي من الناس منعه من السحب، فحاول عن طريق البطاقة البريدية الخاص بالموزع الآلي، إلا أنه لم يفلح، فبطاقته منتهية الصلاحية ما جعله يقف في الطابور من أجل سحب المال لأزيد من نصف ساعة دون أن يتمكن من الحصول على المال المطلوب، وهو الأمر الذي تسبب في نرفزة السيد إبراهيم الذي قرر في نهاية المطاف الذهاب إلى البريد المركزي ،عساه يستطيع سحب ماله وشراء مستلزمات عائلته، وقد دخل السيد (إبراهيم) إلى قابض البريد بمركز بورسعيد، وقد حاول الاستفسار عن سبب عدم عدم إصدار بطاقات بريدية جديدة خاصة بالموزعات الآلية، إلا أن هذا الأخير رد عليه بأن السبب خارج عن نطاقه. انقطاع شبكة الأنترنت يزيد الطينة بلة لجوء السيد (إبراهيم) إلى مكاتب البريد المركزي جعلنا نفكر في التوجه إلى هناك أيضا، عسانا نستطيع أن نسحب المال الذي نرغب به، وفعلا توجهنا إلى هناك ولكن فور وصولنا لمحنا على بعد 10 أمتار تقريبا مجموعة من الأشخاص واقفين أمام أبواب المركز البريدي ينتظرون دورهم في سحب المال المطلوب، لكن ما زاد الطين انقطاع شبكة الأنترنت في الوقت الذي كان الجميع محتاجا إليها. لذلك تقربنا من بعض الواقفين هناك فسألنا سيدة كانت في طابور الانتظار، هي أيضا لم تتمكن من سحب مالها الذي أرادت أن تشتري به بعض مستلزمات بيتها بسبب توقف بطاقتها عن الاشتغال بعد نفاذ تاريخ صلاحيتها، وقد كانت علامات الغضب واضحة على وجهها وذلك من خلال احمرار وجنتها بسبب ارتفاع ضغطها الدموي، تقربنا منها رويدا رويدا وسألناها عن المدة الذي قضتها وهي واقفة تنتظر متى تعود الأنترنت، فردت علينا أنها هناك لأزيد من ساعة حاولت مرتين لكنها لم تفلح ولم تستطع سحب مالها الذي كانت في أمس الحاجة إليه، فكلما كانت تستعمل البطاقة البريدية الآلية تبقى داخل الموزع ل 10 دقائق ثم تعود وتخرج، دون أن تعطيها المال الذي تريده، وأردفت السيدة قائلة لست الوحيدة هنا غيري كثيرون، كما أن زوجي لم يستطع هو الآخر سحب ماله بسبب نهاية تاريخ صلاحية بطاقته أيضا، لذلك حاولت أن أعيد الكرة الآن في وضح النهار أين يستطيع عمال المركز البريدي أن يشغل بطاقتي ولكن من دون جدوى ولم أتمكن من سحب النقود، بالإضافة إلى هذا فإني لا أستطيع الوقوف في طابور مثل ذاك المتواجد بالداخل من أجل السحب بالصك، فإن ضغطي سيرتفع حتما وسأسقط هناك.