توقفت الموزعات الآلية للبريد المركزي عن العمل لليوم الثالث على التوالي، مما خلق جوّا من التوتر وسط المترددين على المكتب، ليتحوّل المدخل الرئيسي للبريد المركزي إلى مساحة لاصطفاف المواطنين في طابور طويل أمام الموزع الوحيد الذي يشتغل من أصل أربعة موزعات متوقفة. لقاؤنا أمس بعدد من المواطنين الذين كانوا في الطابور كشف لنا حجم المعاناة التي يتخبطون فيها بسبب صعوبة سحب أموالهم، سواء أيام العطل وحتى خلال باقي أيام الأسبوع، وفي هذا الإطار قال لنا أحد المواطنين أن التعطلات المتكررة لهذه الموزعات أصبحت غير مبررة ”فلا يعقل أن تتوقف لأكثر من ثلاثة أيام متواصلة دون تدخل المسؤولين”، كما أن تخصيص أربعة موزعات فقط بالبريد المركزي أمر غير معقول بالنظر إلى عدد المترددين عليه نظرا لموقعه وسط العاصمة مما يجعله قبلة للعديد من المواطنين من داخل وخارج الوطن.من جهته أشار مواطن آخر إلى أن تعميم تقنية التذاكر الإلكترونية بمكتب البريد المركزي بهدف تنظيم الطوابير عقد الموقف، كوّنه لم يتمكن من سحب تذكرته بسبب نفادها على مستوى الموزع ليجد نفسه مجبرا على الوقوف في طابور طويل عريض أمام الموزع الآلي الوحيد الذي يشتغل وهو لا يعلم حتى إن كان يستطيع سحب أمواله أو لا بسبب تذمر العديد ممن سبقوه للموزع لرفضه تلبية طلب البعض وقبول صرف أموال البعض الآخر. ونحن بالقرب من الموزع الآلي جمعنا حديث مع كهل في العقد الستين تعود الجلوس على أدراج البريد المركزي لقراءة جريدته المفضلة، ليؤكد لنا أن موزعات المكتب تشتغل يوما على ثلاثة أيام وغالبا ما كان شاهدا على محاولات تخريب هذه الأجهزة بسبب عدم تلبيتها لطلب المواطنين الناقمين على مثل هذه الحلول ”الترقيعية”، التي تتباهي بها المؤسسة التي تضم حسابات أكثر من 7 ملايين زبون، مشيرا إلى أن الموزع الآلي تم اللجوء إليه للسماح للمواطن بسحب أمواله أيام نهاية الأسبوع والعطل.وبعد نهاية ساعات العمل، غير أن هذا الأخير لا يقوم بالمهمة المطلوبة منه، حيث لا يشغِّل عن قصد خلال هذه الأيام، هنا يطرح السؤال لماذا وضعت هذه الموزعات إذا كانت لا تٌشغّل ليلا وأيام العطل؟ورغم أن الموزعات الآلية تم اللجوء إليها من طرف الوصاية خلال السنوات الأخيرة، لعصرنة عمليات صرف الأموال والسماح لحاملي البطاقات المغناطيسية بإتمام معاملاتهم المالية أيام نهاية الأسبوع وبعد نهاية ساعات عمل المكاتب البريدية، إلا أن هذا الحل تحول إلى ”نقمة” بالنسبة للمواطنين الذين دخلوا في رحلة مضنية للبحث عن موزعات آلية تشتغل.