ارتفاع ضحايا الفيروس القاتل إلى 15 شخصا وزير الصحّة يعقد اليوم اجتماعا تقييميا مع مديري الصحّة شهدت الجزائر في الأيّام القليلة الماضية انتشار رهيبا وسريعا لفيروس الأنفلونزا الموسمية، والذي تسبّب في وفاة 15 شخصا وإصابة أزيد من ألفي شخص، وهو ما استدعى المراكز الاستشفائية عبر الوطن إلى إعلان حالة طوارئ وتكثيف جهودها لمحاصرة الفيروس الذي عرف انتشارا رهيبا في أوساط المواطنين، في الوقت الذي سيعقد فيه وزير الصحّة عبد المالك بوضياف اجتماعا تقييميا يجمعه مع مديري الصحّة، حيث من المحتمل أن يشهد القطاع حركة تحويلات واسعة. بينما تبثّ أخبار الأنفلونزا القاتلة الرعب في نفوس الجزائريين أفاد سليم بلقسام، المكلّف بالإعلام بوزاة الصحّة وإصلاح المستشفيات، بأن فيروس أنفلونزا الموسمية لهذه السنة معقّد وخطير وقد تسبّب في وفاة 15 شخصا منذ الفاتح جانفي الجاري أغلبهم من المسنّين ومن بينهم أربع نساء، إحداهنّ حامل. حيث يتميّز هذا النّوع من الفيروس بتدمير الجهاز المناعي للمصاب وسرعة العدوى، كما أنه مصحوب بارتفاع شديد للحرارة وآلام للرأس، فضلا عن احتقان الجهاز التنفّسي والهضمي. وينتقل هذا الفيروس عبر الهواء وقد تضرّر منه الأطفال، خاصّة فئة الرُضَّع والمسنّون والمصابون بأمراض مزمنة. وأكّد بلقسام أن عدد الإصابات المرتفع مقارنة بالسنوات الماضية دفع وزارة الصحّة إلى التحرّك بسرعة، حيث وجّهت تعليمة إلى كلّ مديري الصحّة والمؤسسات الصحّية والإستشفائية لرفع مستوى التكفّل بالمرضى المصابين بتعقيدات (الأنفلونزا الموسمية) التي كانت هذا الموسم معقّدة جدّا والإعلان عن كافّة الإصابات الصعبة، مع إرسال عيّنات من دم المصابين إلى المخبر المرجعي لمراقبة (الأنفلونزا) في معهد باستور سيدي فرج، إلى جانب ضمان كافّة الوسائل للعناية بالمرضى المتوافدين عليها من خلال توفير مخزون إضافي من الأدوية، وكذا عدد محدّد من الأسِرّة على مستوى مصالح الأمراض المعدية. وذكر المكلّف بالإعلام بوزارة الصحّة أن القطاع اتّخذ في شهر أكتوبر إجراءات احترزاية لمجابهة كلّ أنواع فيورسات الأنفلونزا الموسمية، سواء كانت قاتلة أم لا، حيث أطلقت الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية ووفّرت مليون و600 ألف جرعة لقاح مضادّ لكلّ المؤسسات الاستشفائية والوكالات الصيدلانية عبر مختلف ولايات الوطن، حيث استمرّت العملية طيلة شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين. وشمل التلقيح ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية أصحاب الأمراض المزمنة كمرضى السُكّري والربو وغيرها، كما تخص الأشخاص كبار السنّ الذين يفوق سنّهم 65 سنة والنّساء الحوامل في الثلاثة أشهر الأخيرة، إلاّ أن هذا الفيروس الذي اجتاح الجزائر خطير ومعقّد ولم تحدّد طبيعته بعد، ما تسبّب في هذا العدد الكبير من الإصابات. وقد سجّل مستشفى عين طاية وفاة 06 أشخاص كانوا يعانون أمراضا مثل السُكّري وارتفاع ضغط الدم، ويتعلّق الأمر بأربع نساء منهنّ امرأة حامل، ورجلين، وكانت أعمارهم تتراوح بين 28 و99 سنة. فيما أشار أطبّاء إلى وفاة أكثر من 10 أشخاص بهذه (الأنفلونزا الغريبة والخطيرة) التي حذّر منها العديد من الأطبّاء المختصّين، منها حالة شابّ (30 سنة) توفي بمستشفى مفتاح إلى جانب حالة سيّدة 57 سنة توفّيت بمستشفى (بن بولعيد) بالبليدة بعد أقلّ من 24 ساعة من إصابتها بالزكام، كما توفّيت بمستشفى تيزي وزو ثلاث نساء بعد إصابتهنّ بأنفلونزا حادّة. ومن المنتظر أن يعقد الوزير عبد المالك بوضياف اليوم اجتماعا تقييما يجمعه مع مديري الصحّة عبر الوطن لتقييم إنجازات القطاع والوقوف على المشاكل التي تعرقل تطوّر المنظومة الصحّية في الجزائر، كما أنه من المحتمل جدّا أن يجري الوزير حركة تحويلات هامّة في سلك الصحّة وإصلاح المستشفيات.