شددت، أمس، مديرية المؤسسات الصحية على مستوى ولاية تلمسان، الدكتورة صوفي أمينة أن الأنفلونزا الموسمية إصابة فيروسية حادة وخطيرة وأحيانا قاتلة تتطلب حملة وقائية واسعة لحث الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة على اللقاح، موضحة أن هذا الأخير هو أحسن وسيلة للوقاية لأنه يجنب الإصابة ب 80 بالمائة. وأكدت، أمس، الدكتورة صوفي أمينة خلال استضافتها مراسل الجريدة أن الأنفلونزا تبقى خطيرة وقاتلة، بحيث أنها تصيب خصوصا الأشخاص البالغين من العمر 65 سنة الذين يكون جهازهم المناعي ضعيفا، وكذا المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة على غرار إصابات قلبية أو رئوية أو كلوية، إضافة إلى داء السكري والربو. وذكرت مديرية المؤسسات الصحية استنادا إلى إحصائيات المنظمة العالمية للصحة أن أكثر من 90 بالمائة من الوفيات الناجمة عن الأنفلونزا تسجل لدى الفئات الأكثر عرضة للإصابة وهم المسنين، مشيرة أن خطر الوفاة والتعقيدات الطبية يرتفع في سن 60 سنة. وأوصت الدكتورة صوفي أمينة باستعمال اللقاح الذي تنتجه المنظمة العالمية للصحة لأنه يقضي على الفيروس المطابق لشكل هذا الأخير المنتشر خلال الموسم، مضيفة أنه خلال شهر فيفري من كل سنة يجتمع أعضاء المنظمة العالمية للصحة للتحدث عن الفيروس الأنفلونزا الموسمية ويقدمون على أساس الأشكال المكتشفة تعليمات للمخابر لإنتاج اللقاح المطابق لشكل الفيروس. وأضافت ذات المتحدثة أن فيروس الأنفلونزا يؤثر بشكل مباشر على الخلية البشرية التي لا تتوفر على مضادات حيوية للمقاومة، وهو ما يفسر ضعف الشخص المصاب، خصوصا إذا كان هذا الأخير ينتمي إلى الفئة الأكثر عرضة للإصابة. وحرصت الدكتورة صوفي أمينة الوسيلة الوحيدة لمواجهة الوباء الشتوي، في احترام معايير النظافة والتلقيح الذي من شأنه أن يقلص 80 بالمائة من حالات الوفاة و90 بالمائة من الحالات الخطيرة، خاصة للفئة الأكثر عرضة للوفاة، ويتعلق الأمر بالمصابين بالأمراض المزمنة والأطفال ولمتعاطي الخمور والسجائر إلى جانب المرأة الحامل لأن هذه الأخيرة تكون في حالة نقص المناعة، كاشفة أن امرأة حامل توفيت مؤخرا في الجزائر العاصمة بسبب الأنفلونزا الموسمية وعدم أخذها اللقاح الذي من شأنه حمايتها وتحصينها. وأوضحت الدكتورة صوفي أمينة أن لقاح الأنفلونزا يحوي عادة على عدة أنواع من الفيروسات المضعفة أو الميتة تبعا لتغيير الفيروسات المتوقع انتشارها. كما نصحت بأخذ التطعيم سنويا لضمان استمرار المناعة، مؤكدة أنه في الحالات التي تحصل فيها الإصابة بالأنفلونزا بعد التطعيم تكون الأمراض أخف وأقل حدة. وقالت الدكتورة صوفي أمينة إن كل لقاح للأنفلونزا نوع واحد من سلالة فيروس إش3إن2 وسلالة فيروس موسمي وسلالة فيروس إش1إن1 ويعطي اللقاح عادة في بداية فصل الشتاء عندما تكثر الإصابة، خاصة شهري نوفمبر وأكتوبر، أما بخصوص أنفلونزا المنتشرة بالجزائر طمأنت على أنها تبقى موسمية بالرغم من انتشارها الواسع ومن المتوقع أنها تتوقف مع أواخر الشهر المقبل. وأضافت نفس المتحدثة أن مديرية الصحة بولاية تلمسان، شرعت في حملة تلقيح واسعة ضد الأنفلونزا الموسمية عبر كل المؤسسات الصحية الموزعة بتراب الولاية والبالغ عددها أزيد من 350 مؤسسة إستشفائية للصحة الجوارية، وفي هذا الشأن عملت على تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لإنجاح هذه الحملة من خلال تسخير أزيد من 1200 إطار بقطاع الصحي وأزيد من 200 علبة لقاح تم توزيعها على هذه المؤسسات الصحية، حيث انطلقت العملية في أجواء منظمة وسط إقبال كبير من طرف المواطنين، وخاصة كبار السن والأطفال الصغار. وفي هذا الصدد، أكدت مديرة المؤسسات الصحية الدكتورة صوفي أمينة أن العملية متواصلة إلى غاية الفاتح من مارس 2013 مؤكدة على ضرورة تلقيح من داء الأنفلونزا الموسمية التي قد تشكل خطرا على حياة المصاب أو المريض.