عاد لقب خادم الحرمين الشريفين إلى الواجهة بقوة بمناسبة وفاة الملك السعودي عبد اللّه بن عبد العزيز واستخلافه بأخيه سلمان، ويُطلق اسم الحرمين الشريفين على المدينتين المقدّستين (مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة)، ومنذ عام 1986م أعلن الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود تغيير لقب صاحب الجلالة، والذي كان يطلق على الملوك واستبداله ب (خادم الحرمين الشريفين) ليكون أوّل ملك رسمي يلقّب بهذا المصطلح، حيث انتقل المسمّى من المكان إلى الأشخاص. ترجع بعض المصادر الاسم إلى ما قبل تولّي آل سعود الحكم، فكثير من السلاطين والملوك والأمراء تسابقوا لإضافة هذا اللّقب إلى أسمائهم كنوع من أنواع الافتخار والاعتزاز، أوّلهم السلطان صلاح الدين الأيّوبي، حيث أقدم ذكر للقب خادم الحرمين الشريفين ذكره يوسف بن رافع ابن شداد (ت 632 ه)، حيث لقّب به السلطان صلاح الدين الأيّوبي (ت 589 ه) في كتابه (النوادر السلطانية) فقال: (خادم الحرمين الشريفين أبي المظفر يوسف بن أيوب بن شادي). كما أنه يوجد نقش على قبّة يوسف الواقعة في الجهة الجنوبية لصحن قبّة الصخرة المشرّفة بين القبّة النحوية ومنبر برهان الدين جاء فيه قبّة يوسف ويظهر النقش فيها: (بسم اللّه الرحمن الرحيم وصلواته على محمد النبيّ وآله، أمر بعمارته وحفر الخندق مولانا صلاح الدنيا والدين سلطان الإسلام والمسلمين خادم الحرمين الشريفين وهذا البيت المقدّس أبو المظفر يوسف بن أيّوب محي دولة أمير المؤمنين أدام اللّه أيامه ونصر أعلامه في أيّام الأمير الأسفهسلار -الأسْفَهْسَلار كلمة أعجمية بمعنى مقدم العسكر- الكبير سيف الدين علي بن أحمد أعزه الله في سنة سبع وثمانين وخمسماية للهجرة النبوية). ومن الأمراء أيضا السلطان العثماني سليم الأوّل، حيث كان يلقّب ب (خادم الحرمين الشريفين) بعد أن سمع خطيب مسجد دمشق يدعوه بحاكم الحرمين الشريفين في خطبة الجمعة، فقد ورد في كتاب (الإشراف على المعتنين بتدوين أنساب الأشراف) (1 / 353 / ط. مؤسسة الريان: تأليف إبراهيم الهاشمي الأمير) قول الشريف فوزان العبدلي إن (شريف مكة قَدَّم للسلطان العثماني سليم الأول سنة 923 ه لقب). وتمسّك الملك عبد اللّه ين عبد العزيز باللّقب بعد وفاة الملك فهد في أوت 2005م، وطلب من كافّة أبناء شعبه عدم إطلاق لقب (ملك القلوب) أو (ملك الإنسانية) عليه، داعيا الجميع إلى إعفائه من هذا لأن (الملك هو اللّه) ونحن عبيد للّه عزّ وجلّ.