في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة أعلن الديوان الملكي في الرياض عن وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الملك السادس في المملكة التي تأسست على يد الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. رحل الملك عبد الله عن عمر يناهز 91 عامًا، وتولى الأمير سلمان بن عبد العزيز الحكم والأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد بحسب آلية انتقال الحكم في المملكة التي تنص المادة الخامسة في النظام الأساسي للحكم، ونظام هيئة البيعة، الذي أصدر العاهل السعودي قراراً بإنشائه، في أكتوبر 2006، ليتولي اختيار الملك وولي العهد مستقبلاً على أن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية ملكي ويكون الحكم في أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء، ويبايع الأصلح منهم للحكم على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . الملك سلمان بن عبد العزيز صاحب ال80 عاماً والمصاب بالخرف، بحسب المحلل بمعهد واشنطن سايمون هندرسون، كان يلاقي ضغوطا طيلة الأعوام الأخيرة من قبل أبناءه إلى جانب أخوته الأشقاء المتبقيين في ما يسمى بزمرة السلطة من السديريين ، للاحتفاظ بمظهر الملك القادم. واحتفظت الزمرة السديرية الأكثر نفوذًا وهم أبناء سبعة أبناء وأحفاد الملك عبدالعزيز من زوجته حصة بنت أحمد السديري والذي ينتمي إليها العاهل السعودي الأسبق الملك فهد إضافة إلى ولي العهد الراحلين الأميرين سلطان والأمير نايف، ويتبقى من أبناء السديريين على قيد الحياة الملك سلمان والأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز المستبعد من حسابات الحكم إضافة للأمير أحمد بن عبد العزيز وزير الداخلية الأسبق احتفظت بمواصلة الضغط على الملك سلمان حتى تولى الحكم وهذا ما حدث. تصنيفات الأسرة الحاكمة حسب زوجات الملك عبد العزيز. وجاء الملك سلمان بحزمة قرارات ملكية، أكثرها جدلاً هي تسمية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وليا لولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وتسمية الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزيرًا للدفاع ورئيسًا للدوان الملكي، وإعفاء خالد التويجري من منصبه كريس للديوان الملكي وللحرس الملكي. وفيما وصف البعض قرارات الملك الجديد بأنها محاولة لإعادة ترتيب البيت السعودي من الداخل، إلا أن محللون اعتبروها بمثابة الإنقلاب الذي استطاع الملك سلمان من خلاله تمكين حلفاءه السديريين وعزل أبرز المتحكمين في صنع القرار إبان حكم الملك الراحل عبدالله وعلى رأسهم الأمير متعب بن الملك الراحل الذي كان يسعى لأن يكون وليا لولى العهد ورئيس الديوان الملكي خالد التويجري الذي لقب ب صانع الملوك داخل الأسرة الحاكمة والذي أطاح به الملك سلمان وعين ابنه الأمير محمد خلفا له. وحول القرارات الملكية التي أصدرها الملك سلمان؛ قال الكاتب البريطاني الشهير(ديفيد هيرست) في مقال له بصحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية: إن انقلابا حدث داخل القصر الملكي السعودي خلال الساعات الأخيرة في حياة العاهل السعودي أطاح بمن وصفه ب رجل المؤامرات الخارجية بالقصر خالد التويجري رئيس الديوان الملكي . وأضاف هيرست بحسب ترجمة موقع شؤون خليحية السعودي أن كل ما حدث في المملكة خلال الساعات الماضية كان انقلابا بمعنى الكلمة دون أن يسمى انقلابا علنيًا حيث أطيح بفكرة دخول الأمير متعب نجل الملك الراحل عبد الله إلى سلم الخلافة، وجيء بدلًا منه بالأمير محمد بن نايف كنائب لولي العهد وذلك باتفاق مع السدايرة، وأشار إلى أن السدايرة الأغنياء والأقوياء سياسيا والذين أضعفوا من قبل الملك الراحل عبد الله، عادوا من جديد وأحدثوا انقلابا داخل القصر.