سوء الأحوال الجوية يدفع بعض الأئمة إلى التماس رخصة وزارة الشؤون الدينية لم تخوّل لأئمة العاصمة الجمع بسبب اضطرابات الطقس دفعت سوء الأحوال الجوية التي شهدتها مختلف ولايات الوطن خلال الأيام الأخيرة بالعديد من أئمة المساجد إلى الجمع بين صلاتين، كالجمع بين صلاتي الظهر والعصر أثناء تأدية صلاة الظهر، وكذا الجمع بين المغرب والعشاء أثناء تأدية المغرب وهو الأمر الذي استغربه الكثير من المواطنين ما دفع بالعديد منهم إلى تغيير المسجد أو إعادة الصلاة وحده منفردا، فحسب اعتقادهم ما قام به الإمام فعل خارج عن الشرع الإسلامي. عتيقة مغوفل تعتبر الصلاة عماد الدين وديدنها لأنها الطريقة التي نعبر بها لله عزوجل عن شكرنا له عن العديد من النعم التي خصنا بها الله دون غيرنا، إلا أن هاته الأخيرة تشبه بعض الشبائب هذه الأيام في المساجد الجزائرية، بعض أن أصبح الكثير من الأئمة يجمعون بين الصلاتين في صلاة واحدة بسبب سوء الأحوال الجوية التي نعيشها هذه الأيام، وهو ما تسبب في فتنة داخل الكثير من المساجد ما جعل العديد من المصلين يعزفون عن تأدية الصلاة في المساجد وتأديتها منفردين في منازلهم لتسقط صلاة الجماعة عن الكثير منهم، وقد قامت (أخبار اليوم) بالالتقاء ببعض المواطنين الذين يشتكون من تكرر هذه الظاهرة في العديد من مساجد العاصمة. إمام مسجد ببولوغين يجمع بين الصلاتين بسبب البرد أول من التقيناه كان نسيم شاب في مقتبل العمر من سكان بلدية بولوغين يؤدي صلواته الخمس في مسجد الفلاح بذات البلدية، يؤديها في المنزل فقط حين تتهاطل الأمطار بغزارة ويردد الإمام عبارة (الصلاة في الرحال) أثناء تأدية الأذان، لكن ما دون ذلك يؤديها في المسجد ولكنه استغرب أول أمس من شيء قام به إمام المسجد، فقد قام هذا الأخير بالجمع بين صلاتي المغرب والعشاء أثناء تأدية صلاة المغرب، مع أن الأمطار لم تكن غزيرة تستدعي الجمع بين الصلاتين، فقد كانت تتهاطل بعض الأمطار فقط هناك برد وهو أمر عادي لأننا في فصل الشتاء، وحسب نسيم حاول الكثير من المصلين الاستفسار من الإمام عن السبب الذي دفعه للجمع بين الصلاتين، إلا أنَ هذا الأخير تحجج ببرودة الطقس وعدم استطاعة المصلين الخروج من منازلهم لتأدية صلاة العشاء في هذا الطقس، ليردف نسيم قائلا إن أئمة مساجد باب الوادي كلهم أدوا صلاة العشاء في وقتها في نفس الظروف الجوية إلا أن إمام مسجد الفلاح ببولوغين جمع بين صلاتي المغرب والعشاء.
...وآخر يجمع بين الظهر والعصر بسبب الأمطار في الرايس حميدو وعلى ما يبدو أن إمام مسجد الفلاح ببولوغين ليس الوحيد الذي يجمع بين الصلاتين أثناء التغيَرات الجوية، فقد قام إمام مسجد ببلدية الرايس حميدوا بالجمع بين صلاتي العصر والظهر الأسبوع الفارط، حسبما قاله لنا بعض المواطنين الساكنين بالبلدية والذين التقينا بأحدهم صدفة بأحد المحلات التجارية بالعاصمة، والذي روى لنا كيف أن إمام مسجد الحي الذي يسكن فيه قام بالجمع بين صلاتي العصر والظهر في صلاة الظهر وحجته في ذلك سوء الأحوال الجوية، فقد كانت في ذلك اليوم الأمطار غزيرة فرأى الإمام ضرورة الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في صلاة الظهر لا يشق على المصلين القدوم إلى المسجد وقت صلاة العصر، وهو الأمر الذي استغربه الكثير من سكان الحي الذين اعتبروا ما قام به الإمام استخفاف بالدين فحسبهم كان باستطاعة الإمام إقامة صلاة العصر في وقتها لأن الأمطار لم تكن غزيرة جدا وكان من المحتمل أن تتوقف في أية للحظة، فحسب اعتقادهم فوّت عليهم الإمام فرصة صلاة العصر جماعة في وقتها وفي المسجد.
التماس رخصة الجمع بين الصلاتين محببة شرعا ومن أجل الاستفسار في موضوع الجمع بين الصلاتين من المنظور الشرعي قامت (أخبار اليوم) بربط اتصال هاتفي بالشيخ الإمام (سعيد بوجنان) مفتش مقاطعة أئمة القبة، الذي شرح لنا بدوره أنه في الصلاة فيها ما يوسع وفيها ما يضيق، فمساجدنا حسب الشيخ أصبحت لا تستند لمرجعيات ولا تسير وفق المذهب المالكي الذي نعتمده في بلادنا، فمن يوسع يعتبر جمع التقديم بين الصلاتين رخصة من رخص الله التي يجب التماسها فسقوط المطر والثلوج والأوحال وحتى غياب الإنارة العمومية وبعد المسجد تخوَل للأئمة الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء بالنسبة للمناطق الداخلية والنائية، في حين في المدن الحضارية والعواصم فقليل ما تجمع بين الصلاتين لأن الظروف المناخية فيها تكون أقل حدة، بالإضافة إلى توفر الإنارة العمومية وقرب المساجد والطرقات المهيأة، وعن ذلك يمكن للأئمةالتماس هذه الرخصة الإلاهية لأن الله عزَوجل يحب أن تلتمس رخصه، ويجب على الأئمة أن يفقه الناس في مثل هذه الرخص، و أضاف الشيخ سعيد بوجنان أن المذهب المالكي التي نتبعه في الجزائر خوَل الجمع بين صلاتي المغرب والعشاء فقط، في حين أن المذهب الحنبلي أجاز الجمع بين صلاتي العصر والظهر أيضا.
وزارة الشؤون الدينية لم تصدر تعليمة الجمع في العاصمة من جهة أخرى صرح السيد (ليشاني عبد الكريم)، رئيس مكتب الثقافة والإعلام بوزارة الشؤون الدينية أن الوزارة الوصية لم تصدر ولحد الساعة أية تعليمة من طرفها لأئمة العاصمة حتى يجمعوا بين الصلاتين في حال سوء الأحوال الجوية، لأن الأسباب الحقيقية للجمع تسقط في الكثير من الأحيان عن المدن الكبرى، وذلك لقرب المساجد من المجمعات السكنية مع توفر الإنارة العمومية والطرق المهيأة، لذلك لا يجوز شرعا الجمع بين الصلاتين في العاصمة، أما في الأماكن البعيدة والمداشر والقرى يجوز الجمع بين صلاتين لأنها رخصة من الله تعالى لعباده حتى لا يشق عليهم كما أنه يحب عزوجل أن تؤتى رخصه.