طالبت مختلف الجمعيات النّاشطة للدفاع عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصّة كافّة الجهات التي لها صلة من بعيد أو من قريب بهؤلاء بالتدخّل لانتشالهم من مشاكل عديدة لا تعدّ ولا تحصى، أهمّها إيجاد صيغ عاجلة للرّفع من المنحة المقدّمة كي تصل إلى الحدّ الأدنى للأجر القاعدي المضمون حتى يحفظوا بها كرامتهم، إلى جانب الدّعوة إلى القضاء على بيروقراطيات الإدارة التي تعرقل العديد من الإجراءات التي تسمح لهم بتسهيل تنقّلاتهم كاستغلال النّقل المجّاني وبعض المشاكل الأخرى التي تنفيها وزارة التضامن، غير أن الملموس في الميدان يظهر عكس ذلك· كشف رؤساء كلّ من جمعية البركة، التحدّي والمكفوفين النّاشطة في مجال مساعدة فئة ذوي الاحتياجات الخاصّة خلال استضافتهم في حصّة جدل التي قدّمتها أمس القناة الأولى بالإذاعة الوطنية، عن تدنّي الخدمات الموجّهة لهذه الشريحة التي تزداد مآسيها من سنة إلى أخرى بالرغم من التصريحات والأرقام الموجّهة من طرف وزارة التضامن الوطني· حيث تتّهم تلك الجمعيات الوزارة الوصية في التقصير في حقّ هذه الفئة بالرغم من الأرقام والإنجازات التي يتحدّث عنها إلاّ أنها تبقى بالنّسبة إليهم مجرّد أرقام نظرية لم يلمسوا من خلالها أيّ تحسّن ملموس· وقالت في هذا الشأن السيّدة فلورا رئيسة جمعية البركة إن هناك مجهودات من طرف الدولة إذا ما وقفنا عند الأرقام المتداولة والأموال المخصّصة لهذه الفئة حسب ما كشفت عنه ممثّلة عن وزارة التضامن السيّدة بومدين مسعودة عن تخصيص الدولة لهذه الشريحة ميزانية تفوق ال 9 ملايير دينار، غير أن المعاق في الجزائر تزداد معاناته من يوم إلى آخر في ظلّ تدهوّر محيطه ومطالبه التي تبقى حبرا على ورق· من جهته، تحدّث ممثّل عن الجمعية الوطنية للتحدّي عن مشكل تأخّر وصول المنحة إلى أصحابها وأعطى مثالا على ذلك بلدية العاشور التي لازال معاقوها ينتظرون المنحة منذ أكثر من 11 شهرا، وهي فترة طويلة حسبه على هذه الفئة التي لا تسترزق سوى على هذه المنحة في ظلّ غلاء التكاليف الطبّية التي ترافقهم كالحفّاظات وأجهزة السّمع التي لا يتمّ التعويض عنها، كما تطرّق بالمناسبة إلى انعدام مشكل تسهيل المحيط من التهيئة والأرصفة الخاصّة بهذه الشريحة حتى بالمستشفيات وبالوزارة التي تتكفّل بهم، والتي تعتبر بالنّسبة لهم المشاكل نفسها التي تعاد لتطرح من جديد منذ أكثر من 10 سنوات، ليضاف إليها مشكل النّقل من انعدام وسائل نقل خاصّة بهم ومجّانيته، سواء برّا أو على القطارات التي لايزال المعاق يجد صعوبات بيروقراطية للوصول إلى الإدارة· كما تحدّث سناوي رئيس جمعية التحدّي عن انعدام المساعدات لهذه الفئة إلى جانب السكن وانعدام فرص التشغيل، فيما ذهب للحديث عن المنحة التي كشف عن الزيادة فيها لتصل من 4 آلاف دينار إلى 6 آلاف، غير أن هذا لم يتحقّق بيْد أنه يرى ضرورة الرّفع منه لتصل إلى الحدّ الأدنى المضمون للأجر القاعدي حتى تتمكّن هذه الفئة المقعدة بحكم غياب فرص الشغل لها من ضمان كرامتها، وهو ما أقرّته ممثّلة عن وزارة التضامن التي تحدّثت عن اقتراح بالرّفع منها في انتظار الردّ من طرف وزارة المالية العام المقبل·