قال إن الحكومة أوضحت قضية الغاز الصخري.. يوسفي: ما يحدث في عين صالح سببه إشاعات لم يحسن الإعلام التعامل معها أبرز وزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي أمس الأوّل الدور الذي يلعبه الإعلام في إعادة الأمور إلى حالها في الجنوب فيما تعلّق بالاحتجاجات المناهضة لاستغلال الغاز الصخري، مشيرا إلى أن ما يحدث هناك سببه إشاعات لم يحسن الإعلام التعامل معها، داعيا في المقابل رجال الإعلام إلى المشاركة في توعية سكان عين صالح ومختلف ربوع الوطن وشرح أهمّية استغلال الغاز الصخري. أوضح يوسفي خلال نزوله ضيفا على ولاية بومرداس أمس الأوّل في زيارة أشرف خلالها على حفل تخرّج دفعة من 72 طالبا من المعهد الجزائري للبترول بالشراكة مع الجامعة البريطانية (روبرت غولدن) أن الحكومة تعمل على قدم وساق لإنهاء المشكلة الحاصلة في الجنوب بسبب استغلال الغاز الصخري، مؤكّدا أن تواصل الاحتجاجات رغم تطمينات وتأكيدات الرئيس نفسه هو إشاعات وسوء شرح من طرف الإعلام الذي تبقى على عاتقه -يقول الوزير- مسؤولية توعية سكان عين صالح ومختلف ربوع الوطن وشرح أهمّية استغلال الغاز الصخري. كما شدّد الوزير على أهمّية ودور وسائل الإعلام الوطنية المختلفة في شرح ونقل (المعلومات الصحيحة) حول الغاز الصخري بالجزائر، فيما حذّر في السياق من الانصياع خلف ما يذاع هنا وهناك من إشاعات وأقاويل هدفها إحداث الفتنة لا غير، في وقت تبحث الجزائر فيه عن استراتيجية صحيحة لإنقاذ اقتصادها، خاصّة بعد الأزمة التي تعرفها مؤخّرا بعد انهيار أسعار البترول. كما دعا يوسفي وسائل الإعلام الوطنية المختلفة إلى (عدم الانجرار وراء نقل ونشر الإشاعات الخاطئة) التي تروّج في مجال الغاز الصخري، فيما أكّد أيضا أن (الحكومة تقوم بدورها لطمأنة المواطنين المعنيين في المجال من خلال إجراء عدّة اتّصالات ميدانية مع المحتجّين لتوعيتهم وإفادتهم بكلّ المعلومات الضرورية)، مبديا (الاستعداد التام للاستمرار في ذلك عبر التراب الوطني لشرح كلّ ما يتعلّق باستغلال الغاز الصخري). وقال يوسفي إنه سيواصل توعية سكان الجنوب بالاحتياطات المتّخذة لحماية صحّتهم وحماية الموارد المائية التي لها أهمّية كبيرة، مضيفا: (سنأخذ بعين الاعتبار توجّهات رئيس الجمهورية فيما يخص حماية البيئة)، مؤكّدا أن سوناطرك تمتلك من الكفاءات والأخصّائيين والخبراء ما يؤهّلها لاستغلال الغاز الصخري دون أيّ مشاكل ودون أيّ أضرار على صحّة المواطن والبيئة والثروة المائية. كما أشار وزير الطاقة إلى أن الحكومة تريد وتعمل على تعزيز الاتّصال مع كلّ المواطنين المعنيين بالأمر و(الأبواب مفتوحة للحوار مع الجميع) لتوعية وشرح كلّ الجوانب التي تخص صناعة الغاز الصخري والإجراءات المتّخذة في المجال ل (حماية صحّة المواطنين والبيئة) دون تفريط في أيّ جانب كان. وقفة احتجاجية بورفلة واستمرار مظاهر الاحتجاج في عين صالح نظّمت يوم الخميس بورفلة حركة احتجاجية ضد (استغلال الغاز الصخري)، فيما تتواصل في مدينة عين صالح (ولاية تمنراست) مظاهر الاحتجاج ضد استغلال هذه الطاقة. وقد شارك عشرات المواطنين في وقفة احتجاجية سلمية بساحة سوق الحجر وسط مدينة ورفلة للمطالبة بوقف (استغلال الغاز الصخري) في منطقة عين صالح. وألقيت كلمات خلال الوقفة ركّز فيها متدخّلون على (المخاطر البيئية) و(الصحّية) التي تتسبّب فيها -حسبهم- عملية (استغلال الغاز الصخري)، مطالبين (بإصدار قرارات حكومية شفّافة وواضحة من أجل الوقف الفوري لكلّ عمليات الاستكشاف). وشدّد المشاركون في هذه الوقفة على سلمية حركتهم الاحتجاجية وعلى (رفضهم القاطع لاستغلالها لأغراض أخرى من أيّ جهة كانت). وقد انتهت هذه الوقفة السلمية التي تنظّم بمدينة ورفلة للمرّة الثالثة على التوالي بتفرّق المشاركين في هدوء. وتواصلت في مدينة عين صالح بولاية تمنراست مظاهر الاحتجاج على مشروع (استغلال الغاز الصخري) في المنطقة، حسب ما علم من مصادر محلّية. وفي هذا الصدد نظّمت مسيرة سلمية جاب خلالها المحتجّون شوارع المدينة مندّدين بعملية (استغلال الغاز الصخري) في المنطقة، فيما يتواصل الاعتصام السلمي لعدد من المحتجّين أمام مقرّ دائرة عين صالح. وتبقى الأوضاع هادئة في مدينة تمنراست باستثناء بعض اللاّفتات والشعارات الرافضة لاستغلال الغاز الصخري التي لازالت معلّقة في مدخل حي تهفارت. قسنطيني يقترح استشارة الخبراء الوطنيين والدوليين اقترح رئيس اللّجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان فاروق قسنطيني يوم الخميس بالجزائر العاصمة استشارة خبراء وطنيين ودوليين فيما يخص استغلال الغاز الصخري. وصرّح السيّد قسنطيني في بيان له بأنه (من الضروري ترجيح الرأي السديد الذي يجب أن يميّز القرارات الكبرى لبلد ديمقراطي واستشارة الخبراء الوطنيين والدوليين الذين تعدّ آراؤهم السديدة والمعمّقة حتى وإن كانت متناقضة الوحيدة والكفيلة باتّخاذ القرار الأصح). واعتبر السيّد قسنطيني أن (الاختلاف الحادّ في الآراء) فيما يتعلّق بالغاز الصخري (يشكّل في حدّ ذاته ومن دون شكّ إشارة لردّ فعل إيجابي، إذ يظهر مدى اهتمام كلا الجبهتين بالموارد الطبيعية التي تمنح مزايا يمكن استغلالها وبالبيئة التي يجب احترامها طبقا للدستور)، وأضاف أن هذه الآراء (وإن تباينت فهي جديرة بالاحترام)، مشيرا إلى (أنه لا يمكن اتّهام أحد باللاّ مبالاة فيما يخص مستقبل بلده). ودعا رئيس اللّجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان إلى (تفادي الخلافات التي تفضي إلى نقاشات عقيمة).