أدت الأشغال التي قامت بها السلطات المحلية لبلدية الكاليتوس، في الجزائر العاصمة، بمعية شركة سيال في ظرف قياسي خلال الأيام القليلة الماضية، على مستوى حي فازلي بالشراربة التابع لبلدية الكاليتوس شرق العاصمة إلى تجنب أحداث شغب وانتفاضة جماعية لسكان هذا الحي الذين كانوا يتهيئون للخروج إلى الشارع مرة أخرى مثلما حدث خلال شهر رمضان الكريم، للتعبير عن سخطهم لتماطل السلطات في حمل انشغالهم بجدية خاصة وأن الحي المذكور لم يشهد قطرة من الماء تكون قد زارت حنفياتهم منذ أكثر من 30 سنة من المعاناة· ناهيك عن انشغالات أخرى أكد السكان أنها ليست أولية بقدر المياه· تنفس سكان حي فازلي بالشراربة في الكاليتوس الصعداء أخيرا، بعدما تدخلت السلطات المحلية بعد مد وجزر وتماطل في تطبيق وعودها للسكان بشأن إعادة تهيئة الحي وبدرجة أكبر إدخال المياه إلى السكان الذين لم تزرهم قطرة بحنفياتهم منذ أكثر من 30 سنة من المعاناة، وكان ممثلو الحي المذكور كانوا قد تحدثوا في اتصال لأخبار اليوم الأسبوع المنصرم، عن نيتهم للخروج إلى الشارع والتصعيد هذه الأيام، بعدما فشلت كل نداءاتهم إلى الجهات المهنية التي لم تأخذ مطالبهم محمل الجد والانتفاضة الجماعية مثلما حدث في ديار العافية بالقبة الأسبوع الماضي، غير أن تدخل بعض العقلاء حال دون الوصول إلى ذلك بعدما تم عقد اجتماع بين ممثلي الحي والوالي المنتدب لبراقي الأسبوع الماضي بحيث خرج اللقاء بحل نهائي لهذه الأزمة التي عصفت بهؤلاء السكان خاصة فيما يتعلق بأزمة أهم المواد الضرورية كالمياه، حيث اتخذت السلطات جملة من الإجراءات بمعية شركة سيال لربط الحي بالمياه في ظرف قياسي، بعدما استخدمت طاقات كبيرة لهذه العملية بحيث شاهد السكان العمال يعملون ليل نهار حتى يمكنهم ذلك من الانتهاء من الأشغال في الفترة التي حددت لهم بحيث تم ربط شبكتهم مع شبكة الحي المجاور المتكون من العمارات وهو ما لقي استحسان السكان الذين تنفسوا أخيرا الصعداء وتجنبوا انتفاضة كانت ستكلفهم الكثير من الخسائر· للإشارة، فإن سكان الحي المذكور قد هددوا، بالعودة مجددا إلى لغة الاحتجاجات وبالتصعيد خلال هذا الأسبوع في حالة عدم نظر السلطات المحلية إلى انشغالاتهم اليومية التي أثرت بالسلب على حياتهم، أين يعيش الحي العديد من المشاكل أهمها انعدام الكهرباء بحيث يضم الحي على محول واحد لا يمكنه الاستجابة لعدد هائل من السكنات الجديدة والقديمة إلى جانب المياه الصالحة للشرب التي لا تصل حنفيات منازلهم خاصة لأولئك الذين لديهم الشبه الجديدة ناهيك عن حالة الطرقات التي تزداد تأزما من عام إلى آخر دون ذكر مختلف المشاريع التنموية التي لا أثر لها بحيث يتخيل للزائر إلى عين المكان أنه بمنطقة نائية بعيدة عن العاصمة بالآلاف الكيلومترات· هذا وكان سكان حي فازلي قد أشاروا وأكدوا أن احتجاجهم خلال شهر أوت الماضي والذي دام لثلاثة أيام بعدما لجؤوا إلى قطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى الأربعاء ومفتاح ما كان ليكون لولا تأزم الأوضاع التي صادفت الشهر الفضيل، فالكل سئم من حمل الدلاء ورحلة البحث عن قطرات من المياه في عز الصيف، كما أن الشموع أضحت لا تجدي نفعا خاصة وأن الإفطار يأتي بعد عناء يقضيه هؤلاء مع متاعب النهار، أما عن حالة الطرقات فحدث ولا حرج هي يوميات سكان حي فازلي منذ أكثر من 30 سنة وهم يتجرعون مختلف الآهات في صمت حتى جاءت القطرة التي أفاضت الكأس بعدما اتفق الكل على الخروج إلى الشارع والاحتجاج على هذه الأوضاع المزرية قصد لفت انتباه الجهات المسؤولة عن طريق حرق العجلات المطاطية ووضع المطاريس والحجارة بالطريق الرئيسي للمنطقة إلى أن تدخلت مصالح مكافحة الشغب بعدما فشلت السلطات المحلية في احتواء الغضب لتفرقة هؤلاء المحتجين الغاضبين على أوضاعهم·