الكيان الإرهابي يحتفل ب انتصار القاهرة بعد فشله في غزّة حماس : النّظام المصري يبحث عن كبش فداء انقلبت الموازين وانكشفت الأقنعة التي كان يخفيها نظام الانقلاب المصري، حيث كشّرت عن أنيابها في وجه الفلسطينيين، فبعد الحصار والمنطقة العازلة على غزّة ها هو القضاء المصري يجرّم المقاومة الفلسطينية علنا، وبعدها بيوم واحد يستقبل كبار الصهاينة بالأحضان علنا. أثار تجريم كتائب (القسّام)، الجناح العسكري ل (حماس)، من طرف النّظام المصري موجة استياء كبيرة، خاصّة من طرف (حماس)، حيث نقلت وكالة (صفا) الفلسطينية عن الناطق باسم الحركة سامي أبي زهري خلال لقاء إعلامي القول إنه لا علاقة لحركة (حماس) بالشأن الداخلي المصري (ونتعجّب من صدور قرارات سياسية). وقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بإدراج كتائب عزّ الدين القسّام ك (منظّمة إرهابية). وعقّب أبو زهري بالقول إن (القضاء المصري غير نزيه ويتورّط في قضايا قومية)، وأن (المستفيد الوحيد هو الكيان الإسرائيلي). وحمّل القيادي في الحركة إسماعيل الأشقر القيادة المصرية كامل المسؤولية عن قرار اعتبار محكمة مصرية الجناح المسلّح للحركة كتائب القسام (منظّمة إرهابية)، وقال في تصريحات لفضائية الأقصى: (الجيش والأمن والرئيس المصري يبحثون عن كبش فداء لتقديمه للشعب المصري الذي يبحث عن حقيقة ما جرى في سيناء قبل أيّام). وأصدرت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة حكما بإدراج كتائب عزّ الدين القسّام كمنظّمة إرهابي، وقالت المحكمة في حيثيات القرار إنه (ثبت من الأوراق التي قدّمها مقيم الدعوى ارتكاب كتائب القسّام تفجيرات أتلفت منشآت واستهدفت رجال القوات المسلّحة المصرية والشرطة). * استقبال حافل للإخوة الصهاينة بعد يوم واحد من تجريم المقاومة استقبلت مصر وفدا صهيونيا من أجل بحث تزويد أكبر البلدان العربية من حيث تعداد السكان بالغاز الطبيعي اللاّزم لسدّ احتياجاتها من الطاقة. وباعت مصر الغاز لإسرائيل بموجب عقد مدّته 20 عاما، لكن الاتّفاق انهار في 2012 إثر هجمات متكرّرة على الخطّ في شبه جزيرة سيناء المصرية ليتوقّف العمل به منذ ذلك الحين. وتقاضي شركة غاز شرق المتوسّط الحكومة المصرية للحصول على تعويضات. غير أن اكتشاف حقول غاز بحرية في الآونة الأخيرة مثل حقل تمار الذي يقدّر احتياطيه بنحو 280 مليار متر مكعّب وحقل لوثيان الذي يزيد حجمه على مثلي ذلك قد يحوّل الاحتلال الصهيوني التي كانت تعتمد من قبل على واردات الطاقة إلى بلد مصدّر للغاز. وفي الشهر الماضي فتح وزير البترول المصري شريف إسماعيل الباب أمام احتمال استيراد مصر الغاز الطبيعي من اليهود عندما قال في تصريحات صحفية: (كلّ شيء وارد، ما يحقّق مصلحة مصر وما يحقّق مصلحة الاقتصاد المصري ودور مصر في المنطقة سيكون هو الحاكم في قرار استيراد الغاز من إسرائيل). * إسرائيل ترحّب رحّب مسؤولون وكتّاب إسرائيليون بقرار محكمة الشؤون المستعجلة إعلان (كتائب عزّ الدين القسّام)، الجناح العسكري لحركة (حماس)، منظّمة (إرهابية). ونقلت الإذاعة الإسرائيلية صباح أمس الأحد عن محافل في ديوان كلّ من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشي يعلون قولها إن القرار يقدم خدمة استراتيجية لإسرائيل تتمثّل في تقليص قدرة حركة (حماس) على تعزيز قوتها العسكرية أو تكريس حكمها في القطاع. وأشارت المحافل إلى أن القرار سيلزم الحكم المصري بعدم السماح بنقل أيّ نوع من المساعدة من أيّ دولة لقطاع غزّة من خلال مصر. وفي ذات السياق، أكّدت معلّقون إسرائيليون أنها المرّة الأولى في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي الذي تتّفق دولة عربية مع إسرائيل في اعتبار المقاومة الفلسطينية شكلا من أشكال الإرهاب. وفي مقال نشرته صحيفة (هآرتس) الأحد قال تسفي برئيل معلق الشؤون العربية في الصحيفة إن قرار محكمة الشؤون المستعجلة المصرية اعتبار (كتائب القسّام) منظّمة (إرهابية) يمثّل انقلابا على المبدأ القائل أن المقاومة الفلسطينية تخدم بالضرورة المصالح العربية. واستهجن بارئيل أن يتمّ تحميل جماعة الإخوان المسلمين وحركة (حماس) المسؤولية عن العمليات التي تحدث في سيناء على الرغم من أن منظّمة تتبنّى أفكار الدولة الإسلامية هي التي تعلن مسؤوليتها عنها. وشدّد بارئيل على أن الهدف الرئيس لقرار المحكمة هو إضفاء شرعية على تواصل إغلاق قطاع غزّة وحصاره. ولم يستبعد بارئيل أن يكون القرار متعلّقا بالانتخابات التشريعية التي ينوي السيسي تنظيمها قريبا، مشيرا إلى أن السيسي يريد أن يوظّف الاتّهامات ل (حماس) والإخوان لنزع الشرعية عن حقّ ممثّلين عن الإخوان في الترشّح كمستقلّين في هذه الانتخابات. ونوّه بارئيل إلى أنه لم يعد بإمكان مصر أن تلعب دور الوسيط بين (حماس) وإسرائيل أو (حماس) وحركة (فتح). ونقل بارئيل عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إنه على الرغم من ارتياحها لمواقف السيسي ضد (حماس) إلاّ أنها قلقة من إمكانية أن يسهم زيادة وطأة الحصار إلى إجبار (حماس) على شنّ حملة جديدة ضد إسرائيل. من ناحيته، اعتبر مشير المصري، القيادي البارز في حركة (حماس)، قرار المحكمة المصرية بأنه (يندرج ضمن سياسة مصرية شاملة لشيطنة حركة حماس بكل ثمن). وفي تصريحات أوضح المصري أن (حماس تنطلق دائما من المبدأ القائل أن الأمن القومي المصري يعدّ أمنا قوميا فلسطينيا، فنحن نريد لمصر والأمن والاستقرار). واعتبر المصري إن القرار يأتي استكمالا للهجمة الإعلامية التي يشنّها الإعلام المصري على حركة (حماس). وشدّد المصري على أن (المستفيد الأوّل من أيّ توتّر وتحريض على المقاومة الفلسطينية هو الاحتلال الإسرائيلي). وحمّل المصري السلطة الفلسطينية جزءا من المسؤولية عن الموقف المصري ضد (حماس)، مشيرا إلى أن السلطة تلعب دورا مركزيا في تشويه صورة (حماس) في مصر، وأضاف: (لقد كشفت حماس مئات الوثائق التي حصلت عليها، والتي تؤكّد تورّط السلطة وخاصّة جهاز المخابرات الفلسطينية في ردف الإعلام المصري ببعض القصص المفبركة والأكاذيب بهدف اتّهام حركة حماس بكلّ ما يحدث بمصر). وطالب المصري السلطة ب (كفّ شرّها عن غزّة وأن توقف دورها الخبيث في تشويه المقاومة الفلسطينية وخصوصا حركة حماس لأهداف فئوية وحزبية ضيّقة).