الإعلان عن بناء كنيس يهودي في الحرم القدسي وزير الأوقاف الفلسطيني يحذّر من تزايد حملات التهويد في الوقت الذي برّرت فيه الأردن قرارها إعادة السفير الأردني إلى تل أبيب بأن إسرائيل (حسّنت من تعاطيها مع المسجد الأقصى)، توعّد وزير إسرائيلي بارز بأن يشهد العام الجاري بدء تطبيق التقاسم الزماني والمكاني في الحرم القدسي الشريف. في مقابلة أجرتها معه الإذاعة العبرية صباح أمس الأربعاء أوضح وزير الإسكان أوري أرئيل أن العام الجاري سيشهد (تمتّع اليهود بممارسة حقوقهم الدينية والقومية في جبل الهيكل [المسجد الأقصى] الذي يعدّ أهمّ بقعة مقدّسة بالنّسبة لليهود على وجه الأرض). وأوضح أرئيل الذي يعد الرجل الثاني في حزب (البيت اليهودي) الذي يرأسه وزير الاقتصاد نفتالي بنات، أن البرلمان الذي سيتشكّل بعد الانتخابات القادمة سيحرص على (ضمان الحقوق الدينية لليهود في المسجد الأقصى عبر سَنّ قوانين واضحة تلزم الحكومة الإسرائيلية بعدم الانصياع للضغوط التي تمارس عليها من أطراف دولية وعربية)، وقال: (على الرغم من أننا نقدّر الدور الكبير الذي يبديه الأردن في التعاون معنا أمنيا واستخباريا واقتصاديا، ومع أننا معنيون باستقرار حكم الملك عبد اللّه، إلاّ أن هذا لا يمكن أن يكون على حساب حقوق اليهود في هذا المكان). وتوعّد أرئيل الذي سبق له وأن شغل منصب مدير عام مجلس المستوطنات اليهودية في الضفّة الغربية، بأن (فيضانا من اليهود سيقتحم المسجد لتكريس حقوقهم الدينية والوطنية)، مشدّدا على أنه يتمّ منذ الآن الإعداد لتنظيم مسيرات يهودية حاشدة بغية تغيير الواقع في المكان. في السياق ذاته، كشفت النائب ميري ريغف، رئيسة لجنة الداخلية في (الكنيست)، النقاب عن أن عددا من الساسة وكبار الحاخامات ونشطاء مهتمّين بحقوق اليهود في المسجد الأقصى اقترحوا تدشين كنيس يهودي في الحرم القدسي الشريف لكي يصلّي فيه اليهود. وفي مقابلة مع إذاعة (راديو الجنوب) صباح الأربعاء أوضحت ريغف التي حلّت في المرتبة الخامسة في الانتخابات التمهيدية في حزب الليكود التي جرت مؤخّرا، أن المكان المفضّل لبناء الكنيست هو محيط مسجد قبّة الصخرة المشرّفة. وارتأت ريغف العلمانية أن إقامة الكنيس ستكون مقدّمة لإعادة بناء الهيكل الذي يمثّل (الخلاص بالنّسبة للشعب اليهودي). من ناحيته، توقّع رفيف دروكير، معلّق الشؤون السياسية في قناة التلفزة العاشرة، أن تتحوّل قضية تهويد المسجد الأقصى للقضية الرئيسة في الحملة الانتخابية التي ستبدأ بشكل رسمي في الثالث من مارس القادم. وخلال تعليق له بثّته القناة الليلة الماضية حذّر دروكير من أن حرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على ضمان بقائه في ديوان رئاسة الوزراء يدفعه إى القيام بخطوات بالغة التطرّف من أجل استرضاء قواعد اليمين الديني المتطرّف. وأعادت دروكير إلى الأذهان حقيقة أن معظم مشاريع القوانين التي تهدف إلى تهويد المسجد الأقصى يقدّمها نواب من حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو. * أكثر من 100 اعتداء وانتهاك للمقدّسات في جانفي قال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ يوسف أدعيس إن الاحتلال الإسرائيلي استهلّ العام الجديد في شهره الأوّل بأكثر من 100 اعتداء وانتهاك للمسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي ودور العبادة، ضاربا بعرض الحائط كلّ الشرائع السماوية والقوانين الدولية. وأوضح أدعيس في بيان وصل وكالة (صفا) الأربعاء أن الاحتلال قد تجاوز في العام المنصرم ال 1345 اعتداءً وانتهاكا، وأضاف أن الاحتلال وأذرعه التنفيذية يمارسون أشدّ الحملات ضد الأقصى، خاصّة مع تعاظم الحملة الانتخابية، والتي محور حديثها عن تهويد وضرورة السيطرة على الأقصى وتنامي الأصوات المنادية لتسجيل المسجد ك (طابو) للاحتلال، وأشار إلى تعمّد الاحتلال وكعادته لإخلاء ساحات الأقصى والمرابطين فيه ومنعهم من دخوله ويمارس عليهم شتى أنواع العقاب، وأكّد أن الشعب الفلسطيني سيبقى على الدوام مرابطا في الأقصى ولن تنحني هاماته أبدا وسيبقى متجذّرا بأقصاه وسائر أرضه حتى يزول الاحتلال وتقام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وذكر أن الاحتلال يمارس غطرسته وسياسته على المسجد الأقصى بشتى السبل والوسائل ما بين منع المصلّين من الوصول إليه وتشديد الإجراءات الأمنية كما حدث سابقا من إطلاق المستوطنين لطائرة صغيرة موجّهة عن بعد باتجاه المسجد الأقصى، وأشار إلى إعلان منظمات (الهيكل) المزعوم عن افتتاح مساق تعليمي جديد لتعليم النّساء اليهوديات حول معالم (الهيكل) المزعوم وتاريخه وكيفية الاستعداد للحظة التي يتمّ فيها بناؤه على حساب المسجد الأقصى وفق الخرافة الإسرائيلية، ونوّه إلى أن الاحتلال منع الأذان في المسجد الإبراهيمي لأكثر من 51 وقتا وقيامه بوضع منصّة خشبية عند الدرج الأبيض لمنطقة العنبر في المسجد الإبراهيمي الشريف وصعود جنوده فوقه وتنظيم فعالية لجنوده في ساحات المسجد ووضعه لغرف إضافية على مدخله، وأكّد أن المسجد الأقصى اليوم في خطر شديد ومباشر ومع كلّ طالعة شمس يزداد هذا الخطر، ممّا يقتضي وضع آلية عمل على المستوى الإسلامي والعربي والدولي لمواجهة المخططات الإسرائيلية لإنقاذ المسجد من خطر الهدم أو التقسيم أو بناء هيكل المزعوم. وشدّد أدعيس على أن الأقصى بمساحاته وساحاته وأبنيته وأروقته وكلّ أركانه فوق الأرض وتحتها هو حقّ خالص للإسلام والمسلمين.