سادت مدينة القدسالمحتلة، أمس، أجواء مشحونة بالتوتر الشديد والحذر في ظل تهديدات أعضاء من حزب الليكود اليميني المتطرف باقتحام جماعي للمسجد الأقصى بهدف الدعوة لبناء ''الهيكل المزعوم'' مكان الأقصى المبارك. وتلبية لنداء الأقصى الشريف تلاحم آلاف الفلسطينيين منذ الساعات الاولى، من فجر أمس، بساحات المسجد ومحيطه وفي مناطق متفرقة من مدينة القدسالمحتلة ووقفوا وقفة رجل واحد في وجه محاولات اليهود المتطرفين تدنيس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. وحولت سلطات الاحتلال هذه المدينة وخاصة بلدتها القديمة ومحيطها ومحيط بوابات المسجد الأقصى إلى ثكنة عسكرية عبر دفعها لعشرات العناصر من شرطة وجنود وتسيير الدوريات في شوارعها وأزقتها. ومخافة انفجار الوضع اضطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى عدم تقييد حرية وصول الفلسطينيين عبر بوابات القدس القديمة والذين جاؤوا من كافة أنحاء المدينة المقدسة للمشاركة في أداء صلاة الفجر وحماية الأقصى الشريف. ولكن ذلك لم يمنع من وقوع مواجهات واشتباكات متعددة بين سكان القدس القديمة وقوات الاحتلال تركزت في باب الناظر أحد أشهر بوابات المسجد وشارع الواد. وتصاعدت حدة التوتر في القدسالمحتلة إثر الدعوات التي أطلقها أعضاء في حزب الليكود اليميني المتطرف والحاكم في إسرائيل وفي مقدمتهم عضو الكنيست موشية فغلين باقتحام باحات الأقصى لبناء ''الهيكل المزعوم'' مكانه. وهو ما أثار حفيظة الجهات الدينية والشعبية والرسمية الفلسطينية التي سارعت إلى دعوة الفلسطينيين لشد الرحال إلى الأقصى المبارك للتصدي للهجمة المتطرفة ومنع تدنيسه على يد جماعات من المستوطنين اليهود. وحمل الشيخ يوسف أدعيس رئيس المحكمة العليا الشرعية الفلسطينية ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي حكومة الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية لعدوانها على المدينة المباركة ومقدساتها. ووصف موافقة ما تسمى ب ''اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في بلدية القدس'' على مخطط بناء استيطاني ضخم في حائط البراق ب''القرار الباطل'' لأن المدينة واقعة تحت الاحتلال بموجب القوانين والقرارات الدولية والحق التاريخي الثابت للشعب الفلسطيني، مشددا على أن القدس هي عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ولا حق لليهود فيها. ولفت إلى أن الأخطار التي تحيط بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية حقيقية وواقعية، داعيا جامعة الدول العربية ولجنة القدس ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأممالمتحدة إلى تحمل مسؤولياتها في التصدي لهذه الأعمال الإجرامية الاستفزازية ونصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك. وكانت ما تسمى ب ''اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس'' بالحكومة الإسرائيلية قد وافقت على مخطط لإقامة مشاريع بناء ضخمة في ساحة حائط البراق بالمسجد الأقصى المبارك قرب جسر باب المغاربة ضمن واحد من أخطر المخططات التهويدية التي تستهدف القدس. ووسط استمرار المخططات الصهيونية لتهويد القدسالمحتلة وكل الأرض الفلسطينية يبقى السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، إلى متى يستمر صمت الجهات الرسمية العربية والإسلامية على الانتهاكات الإسرائيلية بحق أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين؟ ثم إلى متى تبقى مهمة الدفاع عن احد أهم مقدسات كل المسلمين في العالم يتكفل بها فلسطينيون سلاحهم الوحيد الحجارة في مواجهة ترسانة من الأسلحة المتطورة. ألم يحن الوقت لتحرك عربي إسلامي صارم يضع حكومة الاحتلال أمام مسؤولياتها ويوقف آلتها التهويدية التي تسعى إلى طمس كل المعالم العربية والإسلامية وحتى المسيحية في أرض الإسراء والمعراج. وعلى اثر هذه التطورات الخطيرة في القدسالمحتلة قررت أمانة الجامعة العربية تحويل اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية الذي كان مقررا أمس إلى اجتماع غير عادي لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بشأن القضية الفلسطينية.