سبحان اللّه مغيّر الأحوال، قبل نصف سنة من الآن وعقب سقوط منتخبنا الوطني في مباراته الأولى أمام المنتخب البلجيكي بهدفين لهدف ضمن منافسات كأس العالم بالبرازيل، أقام الكثير من زملاء المهنة القيامة على الناخب الوطني البوسني وحيد حليلوزيتش وراح البعض منهم يقولون عنه كلاما لا يقال، إلى درجة أن البعض كتبوا وبإسهاب حول شخصيته وماضيه ليس الكروي، بل الاجتماعي، لا لشيء إلاّ لكونه من بلد اسمه البوسنة والهرسك. قبل ذلك بسنة ونصف السنة، وخلال نهائيات كأس أمم إفريقيا التي جرت في جنوب إفريقيا، وعقب خروج منتخبنا الوطني من العرس القارّي في الدور الأوّل بتلقّيه هزيمتين أمام تونس (1 - 1) وأمام الطوغو (2 - 0) وتعادل أمام كوت ديفوار (2 - 2) لم يتركوا أيّ كلمة (قبح) إلاّ ووصفوا بها (المسكين) وحيد حليلوزيتش. ولم يكتف كلّ هؤلاء بما كتبوه في جرائدهم عن وحيد حليلوزيتش، بل طالبوا وألحّوا قبل أيّام من انطلاقة مونديال البرازيل بإقالته كونه لا يصلح لتدريب منتخب سيشارك في كأس العالم، ورغم عودة المنتخب الوطني في المباراتين المواليتين وتأهّله إلى الدور الثاني وجرّه المنتخب الألماني إلى الوقت الإضافي إلاّ أنهم نسبوا هذه العودة إلى اللاّعبين وكأن الفريق الوطني كان دون مدرّب. الآن ونفس الوجوه التي وجّهت سهامها إلى صدر وحيد حليلوزيتش ترفع القبّعة في وجه المدرّب الفرنسي كريستيان غوركوف، والمتمعّن في كتابات هذه الجرائد يجد نفسه يظنّ وكأن بهذا المدرّب الذي لم يسبق وأن درّب أيّ منتخب كان ولو اللوزوتو والبنغلاداش قد عاد من غينيا الاستوائية حاملا الكأس القارّية. فهل تجرّأ هؤلاء وكتبوا كلمة حقّ في حقّ كريستيان غوركوف؟ لماذا فشلت في الهدف المسطّر في غينيا الاستوائية ليس الفوز بالكأس، بل التأهّل إلى الدور نصف النّهائي؟ لكن الذي تأسّفت له هو لجوء بعض (الأسماء) وللأسف الشديد إلى الدفاع عن غوركوف في وقت هو ليس بحاجة إلى الدفاع عنه كونه محصّن من طرف الرجل الأوّل في (الفاف) محمد روراوة، بقول أحدهم: (غوركوف يستحقّ كلّ الثناء على ما قدّمه منتخبنا في دورة غينيا الاستوائية). وخير ما أختم به موضوعي هذا القول الذي لم يثبت عن الرسول الكريم سيّد الأنبياء (محمد) عليه الصلاة والسلام: (الساكت عن الحقّ شيطان أخرس) والفاهم يفهم.