حذر الحاخام ديفيد روزن، وهو أحد زعماء الجالية اليهودية الدولية، من أن تواجه أوروبا خطر "اجتياحها" من قبل الإسلام ما لم تعِد اكتشاف جذورها المسيحية وتتمسك أكثر بهويتها الدينية. وبحسب ما نشره موقع "ريليجيوسكوب" المعني بأخبار الأديان الثلاثاء الثلاثاء، فإن الحاخام ديفيد روزن، مدير شؤون العلاقات بين الأديان في اللجنة الأمريكية اليهودية (ايباك) بواشنطن، قال في مؤتمر صحفي عقده في القدسالمحتلة مطلع الأسبوع الجاري إن "العلمانية والليبرالية في المجتمع الأوروبي الغربي يواجهان تهديدات متلاحقة من نمو المجتمعات الإسلامية التي لا تريد الاندماج مع جيرانها". وطالب روزن مسيحيي أوروبا "أن يعيدوا اكتشاف جذورهم المسيحية"، مشيرا إلى "أن مواطني أوروبا ليس لديهم هوية قوية.. لذلك يمكن اجتياحهم وتجاوزهم بسهولة من قبل المسلمين" في المستقبل القريب. وفي نبرة تحذيرية شديدة اللهجة، أضاف روزن "أنا ضد بناء الحواجز بين البشر.. وإنسانيتي هي العنصر الأكثر أهمية بالنسبة لي.. لكن المجتمع الغربي بشكل واضح جدا يواجه خطرا من المسلمين.. لأنه لا يملك هوية قوية" مسيحية. وقال الحاخام اليهودي، موجها كلامه إلى مسيحيي أوروبا، "إن هناك فرصة جيدة جدا لأحفاد أوروبا، إذا كانو ليسوا مسلمين، أن يستعيدوا هويتهم المسيحية بشكل كبير". وتماثل وجهة نظر الحاخام روزن، نظيرتها عند عدد من رجال الدين اليهود، الذين ينظرون إلى النمو الديموغرافي للمسلمين في أوروبا باعتباره خطرا مماثلا لنمو السكان العرب في إسرائيل. ويقدر عدد المسلمين في القارة الأوروبية في غرب أوربا بنحو 23 مليون نسمة، أي ما يعادل خمسة بالمائة من سكان دول غرب القارة العجوز، بحسب تقديرات غربية شبه رسمية. تكتيكات صهيونية وفي إطار التوجه نفسه، قال موتي كريستال، المحلل السياسي المتخصص في إدارة الصراع ورئيس مركز إدارة المفاوضات في مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلي، خلال المؤتمر الصحفي، "لدينا مشكلة.. وهي إننا لا ندرك أن تحمسنا لفكرة التعددية لا يلائم العرب والمسلمين في بيئتنا الليبرالية"، وأضاف "الآن يجب أن نحمي أنفسنا من خطر نمو الإسلام".. بحسب موقع أوروبا أوبزرفر. وبدوره، زعم نحمان شاي، وهو عضو في الكنيست الإسرائيلي عن حزب كديما، أن "الهوية الأوروبية تتعرض لتهديد أمني واضح من الجماعات الإسلامية المتشددة". وأضاف شاي أن"المتتبع للتيارات الحالية في العالم العربي وتطوراتها، يجد أن المسلمين يتوجهون نحو الحفاظ على تقاليدهم وطريقتهم الخاصة في الحياة رافضين التسوية والاندماج مع أساليب وطرق الغير"، بحد قوله. وأوضح البرلماني الإسرائيلي "تل أبيب محاطة بقوس الإسلام الذي يمتد من إيران مرورا بسوريا إلى حزب الله في لبنان وحماس في غزة". وتعتقد إسرائيل أن جيرانها في الاتحاد الأوروبي في خطر مع المحاولات التي تجريها تركيا، والتي تعمل على توسيع نفوذها في أوروبا والعالم الإسلامي، للدخول في الاتحاد الأوروبي. كما ترى إسرائيل أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يسعى للتنافس مع إيران على زعامة العالم الإسلامي. وتأتي هذه الدعوات الإسرائيلية في وقت تشهد القارة الأوروبية بوجه عام تصاعداً لمشاعر العداء أو الخوف من الإسلام التي تسعى لزيادتها قوى اليمين المتطرف. ومن جانبه، أشار محمد دراوشة، مدير العلاقات الخارجية في مبادرات صندوق إبراهيم، وهي منظمة غير حكومية، مقرها نيويورك وتعمل على تعزيز التعايش بين المواطنين العرب واليهود في إسرائيل، إلى "أن هذه الدعوة اليهودية لأوروبا تستهدف أيضا عرب إسرائيل وتأتي في إطار رغبة السلطات الإسرائيلية في الترويج لفكرة عدم تقاسم الثروة والسلطة مع ما يقارب من 1.4 مليون عربي يشكلون 20 % من سكانها" من خلال خلق نموذج مشابه في أوروبا حيث تعيش أقليات مسلمة. وأضاف دراوشة" إنني أعيش في بلد أشعر كل يوم فيه بأنني لا أنتمي إليه.. نحن يُنظر إلينا في إسرائيل بأننا أعداء وامتداد للشعب الفلسطيني، وجزء من الطابور الخامس في الدولة اليهودية". وأكد دراوشة على "نمو العنصرية في المؤسسات الإسرائيلية اليهودية الرسمية"، مشيرا إلى دراسة أجرتها جامعة تل أبيب أظهرت أن 65% من الأطفال في المدارس الثانوية اليهودية لا يحبون صوت الموسيقي العربية.. ولا يريدون العيش بجوار العرب.. وليس لديهم أي اعتراض على فرض مزيد من القيود على حقوق عرب إسرائيل". يقدر عدد المسلمين في القارة الأوروبية في غرب أوربا بنحو 23 مليون نسمة، أي ما يعادل خمسة بالمائة من سكان دول غرب القارة العجوز، بحسب تقديرات غربية شبه رسمية.