أعلن ما يسمّى القطب الوطني الديمقراطي رفضه التام وعدم قَبوله لما بادر به حزب جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) والمتمثّلة في الندوة الوطنية التي أطلق عليها اسم (الإجماع الوطني)، معتبرا إيّاه مبادرة لا تخدم الصالح العام. أوضح القطب الوطني الديمقراطي خلال اجتماعه المنعقد في مقرّ حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة أنه غير مساند لهذا المشروع، واصفا إيّاه بالوهمي وغير واضح المعالم والأهداف، حسب بيان تلقّت (أخبار اليوم) نسخة منه. وقال أحمد فوارية في بيانه: (كيف يطلق عليها تسمية الإجماع الوطني وفي الوقت ذاته تتجاهل الجهة المبادرة العديد من الأحزاب التي تنشط على الساحة السياسية الجزائرية؟ ومن جملة التساؤلات التي يطرحها القطب الوطني الديمقراطي ما هو الهدف من الندوة التي ستولد ميّتة من خلال العبث السياسي؟). ومن هذا المنطلق دعا القطب بالمقابل السلطة إلى ضرورة فتح باب الحوار بين كلّ الشركاء السياسيين، الأحزاب والشخصيات مع السلطة لتحقيق من خلالها مكاسب جديدة للوطن وللمواطن وليس للمجموعات الضاغطة وضرورة عقد ندوة وطنية كنداء وطني شامل لكلّ الفاعلين في الساحة السياسية بغض النظر عن موقعها واتجاهها ومناهجها وتصوّرها للفعل السياسي في الجزائر حتى تكون ندوة متكاملة الأركان. وجاء في نفس البيان أن (هذا السلوك السياسي لا يخدم الصالح العام، بل يمكن أن نقول إنه نوع من الاحتكار للساحة السياسية والتموقع والزعامة لا غير، وكلّ من انساق وراء هذه المبادرة هي أحزاب تربطها المصالح وتهميش لبعض الأحزاب الأخرى، ومن خلال قراءتنا لمدلول الندوة عن عمق أدركنا أنها لن تستطيع تحقيق أيّ شيء جديد على الساحة، إنما الندوة يمكن وصفها بلا حدث وتريد بهذا الإجماع زعامة السياسية والبحث عن التموقع ليس إلاّ، ويمكن أن نشير هنا إلى أن ما تنادي به ندوة الإجماع الوطني هذه ونظرا لفحوى مذكّرة الأشغال التي أتت بها تختلف جملة وتفصيلا عن أفكار الحسين آيت أحمد الزعيم الرّوحي لجبهة القوى الاشتراكية، فهي مبادرة مائعة انسلخت من منطق المعارضة ولم تذب مع الموالاة).