وضع رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله شروطا على الأفافاس، حيث أبدى الشيخ جاب موافقة مبدئية على اللقاء لكنه وضع حجرا أمام أي مسعى لحزب حسين آيت أحمد للحديث عن مسعى مبادرة الإجماع الوطني، وذلك بعد أن اشترط ألا يتضمن اللقاء الحديث عن الندوة والدعوة للمشاركة فيها لكنه لم يمانع من عرض الوضع السياسي العام على طاولة النقاش، لاسيما أن موقف جاب الله واضح بهذا الشأن حيث يعتبر أن لمبادرة حزب جبهة القوى الاشتراكية. لا يمكن أن يكون لها أي أفق، أو عمل مشترك لاسيما أن هناك اختلافات في المنطلق الأساسي بين تنسيقية الانتقال الديمقراطي وبين الأفافاس. وبهذا يكون جاب الله قد قطع الطريق أمام أي احتمال لإشراك الحزب في مسعى الأفافاس الذي يصر على مواصلة مشاوراته مع مختلف الأطراف السياسية دون استثناء، ومن المرجح أن تسعى قيادات الأفافاس لطرح مبادرتها وأهدافها أمام الشيخ لكن مرحلة الإقناع ستكون عسيرة لاسيما بعد أن اتخذت تنسيقية الإنتقال الديمقراطي موقفا بعدم المشاركة في ندوة الإجماع الوطني المرتقبة. من جانب آخر استبق حزب جبهة التحرير الوطني مختلف الأحزاب والأطراف السياسية لإعلان موقفه بشأن مسعى حزب الدا حسين، وذلك بالإعلان عن الموافقة على فتح باب المشاورات مع الحزب بعد أسابيع من لقائه الأول مع قيادات الأفافاس التي اختارت الأفلان كأول وأقوى حزب في الساحة السياسية "ليكون محطتها في مرحلة التعريف والإقناع بشأن مبادرة الإجماع الوطني، حيث أكد المكلف بالإعلام في جبهة التحرير الوطني السعيد بوحجة في اتصال مع "البلاد" تقديم الأفلان ردا إيجابيا بشأن مسعى حزب جبهة القوى الاشتراكية، حيث قال "نحن دعاة حوار، وسنلتقي الحزب من أجل تقييم الحوار للوصول على توافق بشأن الندوة التي يحضر لها الأفافاس، وأضاف أن تشكيلته السياسية ستقدم مقترحات تفصيلية حول تعديل الدستور وكذا تصور الحزب حول المسائل الاقتصادية وخلال لقاء ثان مع جبهة القوى الاشتراكية، واعتبر أن اللقاء الثاني سيتضمن تقديم رؤية الحزب بشأن مختلف الجوانب، ومن ثم ستتولى لجنة تابعة لحزب الأفافاس دراسة مقترحات الحزب على غرار مختلف المقترحات التي جمعتها من الأطراف التي التقتها ومن ثم تدخل مرحلة التقييم وعلى ضوء نتائج هذا التقييم سيتم التوجه نحو عقد ندوة الإجماع الوطني، ولم يحمل موافقة أعرق حزب في الساحة على العمل المبدئي مع أقدم حزب معارض في الجزائر من أجل الوصول على مخرج للأزمة. ويأتي دعم حزب جبهة التحرير الوطني لمبادرة الأفافاس في وقت لم تحظ الأخيرة بالقبول داخل تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وكذا قطب التغيير لمنسقه علي بن فليس، وهؤلاء لا يرون في مسعى الأفافاس جديدا بل يؤكدون أنهم لا يتعاملون بمنطق الورقة البيضاء، وأن المعارضة التي اجتمعت في فندق مزفران في 10 جوان الماضي بزرالدة قادت إلى أرضية سياسية حققّت الإجماع وأنهم لا يريدون العودة إلى مربع الصفر.