قال السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية، محمد نبو، إنه سيتم عقد ندوة "الإجماع الوطني" في التاريخ المعلن سابقا يومي 23 و24 فيفري القادم، مشيرا إلى أنه "لا يوجد شيء يمكنه الوقوف في وجه الحزب"، مضيفا أن الحزب سيواصل شرح مبادرته للمواطنين رغم الانتقادات الموجهة لها من طرف أحزاب المعارضة. وبرر محمد نبو عقد ندوة الإجماع الوطني في التاريخ المعلن سابقا بكون الأمر "يتعلق بمصداقية الحزب" وأيضا بÇالتزامه" تجاه قاعدته النضالية، وحسب ما نشر في الموقع الإلكتروني "الجزائر الحرة" المحسوب على "الأفافاس" فإن نبو أوضح خلال لقائه الأخير بالمناضلين بولاية سيدي بلعباس، أن قرار عقد ندوة لإعادة بناء الإجماع الوطني تم اتخاذه أثناء المؤتمر الخامس للحزب قائلا "الأمر يتعلق بالتزام سياسي للحزب مع مناضلي الحزب واتجاه الوطن"، وشدد المتحدث على مواصلة الحزب لندواته وخرجاته الميدانية في مختلف ولايات الوطن لشرح مبادرته للمواطنين بغرض عقد الندوة "وإخراج الجزائر من أزمتها في ظل الظروف الإقليمية الصعبة". وأوضح نبو أن مشروع جبهة القوى الاشتراكية يهدف إلى "تجميع كل القوى على طاولة واحدة لحماية المصالح العليا للبلد"، على أن يتم مناقشة كل الخلافات "لإيجاد مخرج توافقي" لما تعيشه الجزائر. من جهة أخرى، أكد نبو أن "الأفافاس" لا يتأثر بالانتقادات الموجهة لمبادرته ولا الشكوك التي تحوم حولها من طرف أحزاب المعارضة، في إشارة واضحة إلى تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي وقطب قوى التغيير برئاسة علي بن فليس. ويبدو من خلال تصريحات السكرتير الأول لأقدم حزب معارضة في تاريخ الجزائر، أن حزب الدا الحسين ينوي عقد ندوة الإجماع الوطني بمن حضر فقط، أو بالأحرى بأحزاب الموالاة فقط التي لم تبد اعتراضها على مبادرة الحزب، بالإضافة إلى بعض الأحزاب الصغيرة التي تريد ركوب ظهر "الأفافاس" للظهور على الساحة السياسية، ناهيك عن بعض فعاليات المجتمع المدني من نقابات وجمعيات وطنية. في الوقت الذي أعلنت أكبر أحزاب المعارضة رفضها الخوض في المسار الذي انتهجته جبهة القوى الاشتراكية، خاصة تنسيقية الحريات من أجل الانتقال الديمقراطي التي تضم حركة مجتمع السلم، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، وحركة النهضة، وجبهة العدالة والتنمية، وجيل جديد، ورئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، بالإضافة إلى قطب قوى التغيير الذي يضم من جهته هو الآخر عددا معتبرا من الأحزاب المولودة حديثا. للإشارة، فقد اعترفت قيادة "الأفافاس" بفشلها الضمني خلال المرحلة الأولى من المشاورات في إقناع الطبقة السياسية بمشروعها ومبادرتها، وهو ما اضطرها إلى القيام بجولة أخرى في محاولة لتبسيط رؤيتها "المعقدة" حسب البعض، ساعية للإجابة على تساؤلات المعارضة خاصة فيما يتعلق بمشاركة السلطة في ندوة الإجماع.