جزائريون يتقاسمون بيوتهم مع الجن .. وآخرون يفرّون! - من هم عُمّار الدار .. ما هي أنواعهم.. ومن هما طارش و كراكيل ؟ - كيف نعلم بوجود عُمّار الدار .. وكيف نصرفهم على الطريقة النبوية؟ * تحقيق: سيد علي. ش إنهم يعيشون معنا، بيننا، ووسطنا.. يرونا من حيث لا نراهم.. بعضهم سكن بيوتنا قبلنا، والبعض الآخر، معنا.. وقلّة قليلة منهم جاؤوا بعدنا، وأرادوا فرض هيمنتهم علينا، وطردنا من عُقر ديارنا!.. إنهم سكان (العالم الآخر) الموازي لعالمنا.. (الجن)، والذين سكنوا الأرض وأفسدوا فيها حتى قبل نزول سيدنا آدم (عليه السلام) إليها.. والحديث هنا عن النوع الذي يقيم معنا في بيوتنا، والذي يسميه أهل الدين، ب(عُمّار الدار).. وما جعلنا نفتح موضوع (عمّار الدار) هي القصص التي تناهت إلينا عن جزائريين يتقاسمون بيوتهم مع عائلات من (الجن) ويتعايشون معها.. وآخرون يفرّون من مساكنهم هربًا من أذيّتها!.. قصص أغرب من الخيال، وأخرى أرعب من الرُعب نفسه.. فمن هم (عُمّار الدار).. ومن هما (طارش) و(كراكيل) وما علاقتهم بما يحدث في بيوتنا!؟.. كيف نعلم بوجود (عُمّار الدار).. وكيف نصرفهم على الطريقة النبوية؟.. هل (عُمّار الدار) من مسلمي الجان.. أم فيهم من أصحاب الديانات الأخرى؟!.. ماذا عن الأصوات الغريبة التي سمعها بعض من يتقاسمون بيوتهم مع (الجان).. والحوادث المخيفة التي عاشها هؤلاء!؟.. وما حكاية الأثاث الذي شوهد يسبح في الهواء!؟.. وما هو التفسير العلمي للظاهرة؟.. هي أسئلة، ضمن أخرى كثيرة، حاولنا الإجابة عنها في هذا التحقيق المثير.. فتابعوا، ولكم بعدها أن تحكموا بأنفسكم. من كثرة الحوادث المرعبة التي تُعزى إلى (بتَر) الجان، وتطاوله على البشر، وإفراطه في أذية البعض حدَّ الإرهاق، أصبح الحديث عن قصص وأحداث عايش أصحابها من خلالها الجان، من الكثرة ما كان، ما أخلط علينا الأمور، وجعل الوصول إلى أخبار صحيحة، وحقائق عينية، أمرًا جدُّ صعب، لكنه ليس مستحيلاً، والدليل أننا استطعنا أن نجمع لكم هذه العينات التي - على غرابتها - فهي عينات واقعية، ننقلها على لسان أصحابها، و(العُهدة على الراوي) (كما يُقال)، فتابعوا، واحكموا بعدها بأنفسكم. *.. عندما تصبح الجنية المسلمة صديقة العائلة! الحالة الأولى جرت وقائعها في قلب العاصمة، عندما قرّرت إحدى العائلات العاصمية أن تغادر البيت العائلي الذي ضاق بأفرادها، إلى بيت آخر، وقد أخذ منها الأمر وقتًا طويلاً قبل أن تعثر العائلة على منزل قديم كان أصحابه قد هجروه لسنوات طوال.. منزلٌ يتوسّط حديقةً كبيرة، وتقف عند مدخله نخلتان باسقتين (وكأنهما تحرسان مدخله!).. ولكن ما إن قرّرت العائلة تهديم البيت، وإجراء تعديلات، وتوسعة عليه، حتى بدأت المشاكل تِباعًا، بدءًا بتعطل الأشغال، وصولاً إلى المقاومة الشديدة وغير المعهودة للنخلتين اللتين تحديا الجرّافات والمعاول، ورفضتا الاقتلاع من مكانهما، بشكلٍ غريب، لتتراجع هذه العائلة عن قرارها باقتلاع النخلتين بعدما نصحهم الجيران بأن يدعوا النخلتين وحالهما.. ولأن العائلة تشتتت بعد أن أخذ البناء وقتًا طويلاً وبدا كأنه (لن ينتهي)، فقد قرّر أفرادها أن يؤمّوا بيتهم بمجرد الفراغ من إعمار طوابقه، حتى لو لم تكن جاهزة للسكن، وكان الأمر كما قُدّر له أن يكون في البداية، وكانت كل الأمور تسير بشكل عادي في البداية (أو هذا ما بدا للعائلة أوّل الأمر)، لكن مع مرور الوقت أصبحت تحدث أمور غريبة في البيت، فقد بدأ أفراد العائلة يسمعون أصوات (همهمة)، و(وشوشة)، ثم أصوات خطى أشخاص يتنقلون في الطوابق، وأصواتٍ أخرى في المطبخ، لكنهم لم يكونوا ليعيروها أدنى اهتمام، إلى أن جاء اليوم الذي رأت فيه صاحبة البيت أثناء وقت الصلاة خيال امرأة يمرّ من أمامها في الطابق السفلي، فتأتى لها أنها مجرد خيالات لا غير، ولكن - ومع مرور الوقت- أصبح الخيال أكثر ظهورًا، وأقوى وضوحًا، إذ أصبح أهل البيت وعند كل وقت صلاة، يرون صورة امرأة تلتحف (حجاب الصلاة) الأبيض، وهي تفترش سجادة الصلاة أسفل الدرج في الطابق الأرضي، على بعد أمتار من عتبة البيت، أين تربض النخلتين خارجًا، خاصةً أن العتبة، وما جاورها كانا الجزء الوحيد المتبقي من البيت الأصلي.. ومع ذلك، ولأنهم لم يؤذوا المرأة الجنية (المسلمة)، التي أصبحت (صديقةً للعائلة)، فإنها - وبالمقابل - لم تؤذهم أيضًا، خلافًا لما حدث مع أفراد العائلة الأخرى التي سوف نوردها لكم في العينة الثانية. * الجنية الغيورة .. تغضب منها ف تنشر لها حِجرها ! العينة الثانية التي سوف نضعها بين أيديكم وقعت أحداثها في بداية الأُلفية، بإحدى مداشر (البرواقية) (ولاية المدية)، عندما اضطر أحد الفلاحين الشباب أن يغادر بيتهم العائلي بعد زواجه، حتى يفسح المجال لأشقائه الأصغر سنًا، حتى يتمكنوا من تكوين أُسر، لأن البيت العائلي لم يكن ليسعهم جميعًا.. وفتش الفلاح الشاب عن قطعة أرض قريبة، ليبني عليها، فدلّه البعض على قطعة ب (رُخص التراب)، تناسبه ثمنًا، وحجمًا، فما كان منه إلاّ أن سارع لاقتنائها، وبناء بيته عليها، قبل أن يعمد إلى استصلاح ما تبقى منها.. كانت الأمور في البداية تسير على ما يُرام، لكن وبعدما أصبحت زوجة الفلاح حاملاً، سرعان ما بدأت تحصل أمور غريبة في بيت الرجل، خصوصًا لدى غيابه، إذ أصبحت زوجته كلما همت بغسل يديها في صنبور المياه الموجود في فناء الدار (الحوش)، إلاّ وتراءى لها كأن امرأة تسبقها إلى هناك، وتفعل نفس الشيء، وكلما أوقدت (الكانون) لطهي (المطلوع) إلا وشمّت رائحة الخبز حتى قبل أن (يخمر).. ولكنها كانت تمسح عينيها، وتصبّر نفسها بالقول أنه من علامات (الوحم)، ولكن وبعد فترة أصاب الكساد بضاعة الفلاح، وأصبح مردود فلاحته قليلاً، وزادت شكاوى زوجته، لكنها بعد وضعها لابنتها البِكر، أصبحت كل صباح تجد إمّا قطعة من الذهب (لويزة)، أو رزمة من الأوراق النقدية.. وكانت الزوجة في البداية تمنح زوجها النقود، أو تبيع (اللويزة) وتعطي زوجها ثمنها، ليصرف على البيت، وهي تخبره أنه من مال أهلها، لكن بعد إنجابها لمولودها الذكر الأول بعد 05 بنات، تغيّر حالها، وأخذتها الأنفة، وتملّكها الغرور، وأصبحت تتصرف بعنجهية مع زوجها، الذي تبيّن أنه كان متلبسا من (الجنية العاشقة)، وأنها هي من كانت الزوجة (الضرة) ترى خيالها، وهي مصدر النقود والذهب، وبدأت بتعيير زوجها، والمنّ عليه، وأهملت زوجها وبناتها، وأفرطت في دلال ابنها، وفي إحدى الليالي، وبعد شجار حاد مع الزوج، انزوت الزوجة مع ابنها الرضيع في غرفة معزولة عن زوجها، وراحت ترضعه، وهي في قمة الغضب والسخط عليه، لكن غضب (ضرتها) (الجنية) كان أكبر، إذ تصوّرت لها لأوّل مرة في صورتها الحقيقية وهي (كما وصفتها الزوجة) شديدة السواد، فارعة الطول، لا يكاد يظهر لها قدمان، بشعر أحمر منكوش، وأسنان بارزة، ووجه لم تتبين ملامحه! * بيوت مسكونة بالجملة في القبة ! إذا كانت الأمثلة في الحالات السابقة، تتحدّث عن بيوتٍ بعينها، فما رأيكم إذا قلنا لكم أن هناك أماكن أخرى، تتعدّد فيها الحالات في منطقة واحدة، (كما هو الحال في بلدية (القبة) بالعاصمة)، ففي (القبة)، وتحديدًا في المكان المسمى (طريق كالفار)، كثيرًا ما تحدث السكان عن (فيلا كلونيالية فخمة) باتت مهجورة منذ أكثر من 20 سنة، لا لشيء سوى لأنها - ببساطة - (مسكونة)، وقد تصدعت جدرانها وسقطت أجزاء منها، حيث تروي حفيدة سكانها الأصليين، قصة هذه (الفيلا) قائلة: (كان يعيش في هذه الفيلا جدي وجدتي، وكانت جدتي توقد (كانون) النار في ركن بالحديقة، وتطبخ الخبز على (الكانون)، وذات مرة رأى جدي النار مشتعلة، فقال لجدتي لماذا تشعلين النار في هذا الجو الحار؟ لكن جدتي أقسمت له بأنها لم توقدها، وأنها لم تطبخ الخبز، فخرج معها للحديقة ليريها بأن النار مشتعلة، وكانت الصدمة عندما شاهدا معا بأم أعينهم امرأة غريبة تجلس خلف (الكانون) وتطبخ الخبز على الطاجين، وأصيبا بصدمة لهول ما رأيا، وأغلقا الباب بسرعة وعادا إلى الداخل، وظل جدي وجدتي شاهدين معا على هذه الحادثة).. والغريب أن هذه (الفيلا الكولونيالية) ليست الوحيدة المتواجدة في بلدية القبة، وخصوصًا في المنطقة المعروفة ب (كالفار).. فقد تناقل سكان (كالفار) عدة روايات عن عشرات الفيلات (الكولونيالية) مهجورة بالقبة، ولم يستطع أن يسكنها أحد، وبعضها لم يظهر أصحابها منذ أكثر من 30 سنة، والجميع يشك بأنها فيلات (مسكونة بالجن والأرواح)، لهذا لم يستطع أحد دخولها. حادثة في الذاكرة حكاية البيت الذي هجره أهله بعد حرب طويلة مع (عُمّاره)! من القصص المثيرة التي تأتي على ذكر الصراع الأزلي بين سكان البيوت، و(عُمّارها) من الجان، هي هذه القصة المثيرة، والتي وقعت في نهاية الثمانينات، وهي القصة التي عاش أطوارها راقي الجريدة المعروف (الشيخ بن سالم)، ونقلها لنا، لننقلها لكم بدورنا.. فوضى الأشياء.. وانقطاع الكهرباء! هي قصة عائلة عاصمية، كانت تقطن بمنطقة (الأبيار) بأعالي العاصمة، وكانت تعيش حياةً هنيئة، قبل أن يجور عليها (عُمّار الدار)، لسبب أو لآخر (الأرجح أنه انتقام من العائلة لأن أحد أفرادها قد اعتدى بغير قصد على أحد أفراد عائلة الجن)، وكان أكثر المتضرّرين من هذا الانتقام هو ربة البيت التي تحولت حياتها إلى جحيم، بعد أن بدأت تهاجمها ألسنة اللهب في المطبخ تارةً، وانقطاعات التيار الكهربائي، تارة أخرى، قبل أن تبدأ الأدوات المنزلية والأثاث في التحرك من مكانها، كان آخرها التلفاز الذي أصبح يسبح في الهواء، والثلاجة التي تتحرك من مكانها!.. والغريب في الأمر أن الزوج كان لا يصدق كلام زوجته، ويتحدى وجود الجان، الذي. يبدو أن ذلك أثاره أكثر- إذ لم يكد الزوج ينهي نصحه لزوجته بأن تدع تلك (الترّاهات) - بزعمه- جانبًا. حتى فوجىء بمجموعة سكاكين تتطاير تباعًا، وهي تمر بجانب خديه (في حركة تحذير)، ناهيك عن (الثريا) التي راحت تدور في مكانها بأقصى سرعة، وتطاير الأثاث (وكأن عاصفةً هاجمت المكان)!.. لحظتها أطلق الزوجان قدميهما للريح، وهربا خارج بيت الرعب، قبل أن يقرر الزوج، وباقي أفراد العائلة هجران البيت، وبيعه، وتغير المكان، بل تغير البلد بالمرة، إذ هاجرت هذه العائلة إلى إيطاليا، هربًا من جور (عُمّار بيتهم).. وللإشارة فقد سمعنا في ذات المجال عن شقة أخرى، تقع في الطابق السابع من إحدى عمارات (حسين داي)، وتحديدًا في منطقة (الرويسو)، يقول السكان بأنها (مسكونة) أيضا، وأن عدة عائلات هربت مرعوبة منها، لأنهم شاهدوا الثلاجة تتحرك لوحدها في المطبخ. وشقة أخرى في الطابق السابع من العمارة بالرويسو، يقول السكان بأنها (مسكونة) أيضا، وأن عدة عائلات هربت مرعوبة منها، لأنهم شاهدوا الثلاجة تتحرك لوحدها في المطبخ. التفسير العلمي للظاهرة: طاقات كهرومغناطيسية سلبية تحرك الأشياء من مكانها! إذا كان التفسير الديني لظاهرة البيوت (المسكونة) هو تواجد (عُمّار الدار) من الجان بها، فإنه ومن الجانب العلمي في تفسير الظاهرة، رؤية وتحليل آخر، إذ يرى علماء الفيزياء أنه توجد في بعض المناطق والمنازل قوة (كهرومغناطيسية) تسبب ضررا للنفس، حتى من الناحية العلمية، لأنه تتواجد كهرباء سلبية وتوجيهية (أو(كهرومغناطيسية)) يكون لها تأثير على الدماغ، فتجعله يرى أمورا غريبة، ويعتبرون تحرك الأشياء من تلقاء نفسها نتيجة وجود طاقات (كهرومغناطيسية) في حالة نشاط غير طبيعي، (مجهولة الأسباب) هي التي تؤدي إلى تحرك هذه الطاولة أو هذا الكرسي، فيحس الإنسان بهذه الظواهر الغريبة، لكن خارج النطاق العلمي طبعا، ولا يمكن تفسيرها لحد الآن، لكن في المستقبل يمكن إيجاد سبب (واقعي مقنع) لوقوعها. كلمة لابد منها آذنوهم.. ولا تؤذوهم! إننا إذ نفتح موضوع (عُمّار الدار)، الذين يختلفون باختلاف نوعهم، وطباعهم ودياناتهم، فإننا لا نفعل ذلك على سبيل الإثارة، أو التهويل، والتخويف.. ولكن على سبيل التنبيه لما يحدث حولنا، حتى نتجنب أذيتهم، ردًا على أذيّةٍ قد تصدر منا دون قصد!.. فإذا كان ولابد من مجابهة هؤلاء، فلنأذنهم ثلاثًا قبل قتلهم (كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)، قبل أن نؤذيهم، فيؤذوننا، أو ينتقمون من أهلنا، وذرياتنا.. اللهم هل بلّغنا؟.. اللهم فاشهد.