أصوات مزعجة·· الأنوار تنطفئ وتشتعل الأبواب تفتح وتغلق·· إنها بعض الروايات التي رواها لنا بعض من كانوا يقطنون في بيوت مسكونة· من جهتها ”البلاد” قامت بالاتصال بسكان هذا الحي، حيث قال محمد بلميلي، 49 سنة قاطن الآن بالمدينة الجديدة علي منجلي وهو أول من قبل الحديث معنا أتحداكم لو دخلتم المنزل وخرجتم سالمين وبدأ حديثه: ”كنت أقطن منذ عشر سنوات بحي سليمان زواغي وكان هناك منزل عرضه أصحابه للبيع لكن الذي يأتي لا يشتريه وذات مرة جاء شيخ كبير إلى هناك عندما سمع عن إشاعة وجود أشباح بالبيت، حيث أحضره أصحاب المنزل ليقوم بطرد هذه الأشباح منه لكنه وجد ملقى على الرصيف مربوطا من يديه ورجليه ولم يعرف أحد إلى حد اليوم ما حصل معه· ويضيف محمد·ب أن سكانه هربوا منه منذ فترة من الزمن لأن المنزل مسكون من العفاريت ومرصود من الجن”· وواصل محمد حديثه: ”من الأشياء التي حدثت في المنزل كان صاحبه يشرب فنجان شاي وفجأة دون أي سبب وجد الكأس فارغة والأضواء كانت تشتعل وتنطفي لوحدها ففر مفزعا وعلامات الاستفهام تتطاير من جنباته”· من جانب آخر عند سؤالنا لمحمد عن سر هذه الظاهرة، أي البيوت المسكونة، قال إن حلاقا يعمل بجانب هذا البيت أخبره أن المنزل ليس مسكونا بالجن والأشباح وإنما السر حسب رأيه يتمثل في أن كل المساكن في حي زواغي بني فوق قبور الأولياء الصالحين· كما أخبرنا عن بيت مهجور آخر وهو بيت عمه الذي يبعد مسافة شارعين فقط عن البيت الأول: ”البيت مهجور منذ خمسة وعشرين عاما فعمي تركه وسافر إلى فرنسا ولم يعد فصارت تحدث أشياء جد غريبة فيه إلى درجة أن الساكنين بجانب هذا البيت المخيف اضطروا إلى ترك منازلهم وهجرها كما أن عمي المغترب يصر على إبقائه ولا يريد بيعه لحد الآن لم اعرف السبب الحقيقي الذي جعل عمي يغلق هذا المنزل”· وختم محمد حديثه قائلا: ؛صدقوني أنا شخصيا رأيت هذه الأشياء تحدث بأم عيني حقيقة هذه القصص واقعية ولا شيء يمكن أن يكون بعيدا عن الخيال”· ولأن العفاريت تتشابه وتختلف في الأسماء من قسنطينة إلى العاصمة، فإن الظاهرة نفسها تعرفها بعض الأحياء إذ يقول السيد رزقي، 33 سنة القاطن بحي العمر الخماسين: ”أنا أسكن في عمارة قديمة ومعروفة بناها الفرنسيون أثناء احتلالهم للجزائر ويوجد منزل تركه أصحابه منذ أعوام، حيث توفي فيه آنذاك أحد أفراد العائلة محترقا وهو نائم في سريره ومنذ ذلك الحين قيل إن البيت تسكنها الأرواح وإنه كان عبارة عن مكان يخبئ فيه الفرنسيون جثث الجزائريين الذين قتلوهم إبان الثورة·من جهتها روت لنا السيدة كريمة حادثة وقعت مع ابنتها: ”عندما توجهت إلى العمل تركت ابنتي في المنزل، بعدها سمعت دقات الباب ففتحت الباب لتجده شقيقها جاء ليطلب غرض وبعدما أغلقت الباب اندهشت وماتت رعبا لأن أخاها مسافر منذ يومين، أنا في بداية الأمر لم أصدقها لكن عندما عدت من العمل ورأيت حالتها الهستيرية عرفت أن هذه الحادثة وقعت بالفعل ومنذ ذلك الحين عرفنا أن البيت المجاور مسكون بالجن وهذا البيت لا نعرف أصلا من هو مالكه”· مجرد خرافات يقول فارس مسدور، الوجه البارز في قناة القران الكريم في حديثه ل ”البلاد”: ”لا نقول أشباح وإنما نقول الجن لأنه ثابت بالقران الكريم والسنة النبوية الشريفة وهو معروف بأذيته للأشخاص· كما أن اليوم أصبح هناك أشخاص يستخدمون الشعوذة والسحر لاستحضار الجن وهذا بطبيعة الحال تنتج عنه عواقب وخيمة يمكن أن تودي به إلى الموت المحتم، أن الأقاويل التي تروى عن الأولياء الصالحين هي مجرد خرافات لا غير جاءت من حكايات كما قال باللغة العامية ”ناس بكري غير يحكو ويخرطو”· وعلى هذا الأساس قال فارس إن الإكثار من قراءة سورة البقرة في البيوت يطرد الجن ويحرر زواياها من الشياطين بإذن الله تعالى·