فيديو لأشخاص يمنعون إماما من إقامة الصلاة في سطيف يفجّر الجدل مطالب بتدخّل السلطات لمنع وتجريم الممارسات السيّئة في بيوت اللّه تحوّلت بعض المساجد في الجزائر إلى حلبات للصراع وتسوية الخلافات ونشر الضغينة بين المصلّين بفعل سلوكيات شرذمة من الجهلة بآداب بيوت اللّه، الأمر الذي استنفر نخب الأمّة وجعلهم يطالبون السلطات بوضع حدّ لهذه المظاهر المخزية التي تشوّه صورة الإسلام -حسبهم- وتعطي حجّة لمن لا حجّة لهم للطعن في بيوت أذن اللّه أن يرفع فيها اسمه. خلّف فيديو حديث لأشخاص يمنعون إمام مسجد من إقامة صلاة الظهر في سطيف موجة من ردود الأفعال الساخطة من طرف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين استنكروا مثل هذه التصرّفات الطائشة والصبيانية التي انتشرت بكثرة مؤخّرا في بيوت العبادة في الجزائر، فيما طالبوا بضرورة تدخّل السلطات لمنع وتجريم مثل هذه الممارسات التي تشوّه الإسلام -حسبهم- وتعطي حجّة لمن لا حجّة لهم للطعن في بيوت أذن اللّه أن يرفع فيها اسمه. وتداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعي (الفايس بوك) مقطع فيديو يظهر الوضع الكارثي الذي وصلت إليه مساجد الجزائر. وحسب الناشرين فإن الفيديو اِلتقط من مسجد (بلعزام) عين أزال في ولاية سطيف، أين يظهر إقدام 5 أشخاص بكلّ وقاحة على منع إمام المسجد من إقامة صلاة الظهر وسط تعالي الأصوات والكلام الذي لا يليق بحرمة المسجد وذهول المصلّين الذين وجدوا أنفسهم في نزاعات دنيوية وهم الذين قصدوا بيت اللّه للتضرّع إلى ربّهم يبتغون دار الوعد. صور مُخزية تتكرّر يوميا في مساجدنا أصبحت بعض المساجد عبارة عن حلبة صراع بين الأئمة والمصلّين، فيما تشهد أخرى حربا باردة حادت فيها بيوت اللّه عن الهدف الذي وجدت لأجله، خاصّة حين يتهجّم إمام على مصلّي أمام غيره من المصلّين لا لشيء سوى لأنه وقف في الصفّ الأوّل خلف المحراب، وفي أحيان أخرى يتهجّم المصلّون على الإمام لأنه أطال الخطبة أو الصلاة. كما انتشرت ظاهرة جمع التوقيعات لطرد الأئمة الذين لا يعجبون بعض المصلّين رغم أن الإمام موظّف لدى الدولة وليس لدى سكّان الحي الذي يتواجد به المسجد. وبرزت في مساجدنا مؤخّرا ظاهرة جلب الكراسي إلى المساجد، حيث لم تعد مختصرة على المُسنّين والمرضى وإنما أصبحت لأشخاص (VIP) تجدهم عوض الوقوف لصلاة التراويح يجلسون فيها للرّاحة والاستجمام رغم أنهم لا يعانون من شيء. هذا، وأصبحت نعمة المكيّفات نقمة في دور العبادة في الجزائر، حيث تتسبّب في الكثير من الأحيان في ملاسنات حادّة بين المصلّين بين من يريد تشغيلها ومن يرفض ذلك. وتعدّ مسألة تسوية الصفوف من بين المواضيع التي تتسبّب في ملاسنات حادّة بين المصلّين في المساجد، فبدل أن يسعى الجميع للوقوف أمام يدي الخالق عزّ وجلّ بأحسن طريقة ممكنة، خاصّة بالنّسبة لمرتادي المساجد تصبح مشكلة الكثيرين التراصّ في الصفّ والوقوف جنبا إلى جنب مع غيرهم من المصلّين. حكم الدين يرى رئيس لجنة الإفتاء بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الشيخ جلول فسّوم أن بعض التصرّفات والشجارات التي تشهدها مساجدنا تصرّفات منهي عنها ولا تليق خصوصا في بيوت اللّه التي لها حرمتها. وأوضح الشيخ جلول في تصريحات صحفية سابقة أنه وبحكم أنه إمام بالمسجد يشاهد يوميا بعض التصرّفات التي تكثر خصوصا في الشهر الفضيل، خاصّة في الصفّ الأوّل أو بالنّسبة لتشغيل المكيّف من عدمه، إضافة إلى أن هناك أشخاصا يصرّون على جلب الكراسي معهم إلى المساجد وليس بهم شيء. وأكّد المتحدّث أن هذه التصرّفات منهي عنها من الناحية الشرعية وحكمها خارج بيوت اللّه هو نفسه داخلها، لكن الجزاء يكون مضاعفا، خاصّة في حال كان هناك تلفّظ بالكلام النابي داخل المساجد، وهذه هي الكارثة التي يجب أن نتجنّبها. وأضاف إمام المسجد العتيق بحيدرة أن الأئمة يعانون يوميا مع تصرّفات المصلّين، لذا فإنهم ملزمون بالتعامل مع الجميع. أين وزارة عيسى ونقابة حجيمي؟ في الوقت الذي تتفاخر فيه وزارة محمد عيسى بتشييد المسجد الكبير وإنشاء هيئة عليا للفتوى يعيش 20 ألف مسجد في الجزائر حالات متكرّرة من الفوضى وانتشار المظاهر السلبية دون رادع، وفي الوقت الذي تتحدّث فيه النقابة المستحدثة للأئمة وعمال الشؤون الدينية والأوقاف عن زيادات الراتب والامتيازات يتعرّض الأئمة لتجاوزات أخطر من ترهيب وسباب واعتداءات أحيانا لم نجد لها موقعا في أرضية مطالب نقابة الشيخ جلول حجيمي.