بقلم: محمد قروش مقتل عائلة مسلمة في أمريكا لم يُحرك ساسة العالم المنافقين ولا الإعلام الغربي المكلوب ولا أحباب شارلي الكذوب .. ببساطة لأنها دماء مسلمين لون دمهم أبيض وليسوا غربيين دمائهم حمراء وزرقاء وبألوان قوس قزح، ولأن عيونهم ليست زرقاء وبشرتهم ليست بيضاء .. وبالتالي فهم ليسوا أهلا لأي عزاء ولا رثاء ولا حتى كلمات ورسائل تعاطف .. إنهم مسلمون.. وقتل المسلم في كل الأعراف والاتفاقيات أمر مقبول لا يُعاقب عليه أي قانون لأن (قتل كلب في غابة جريمة لا تُغتفر .. وقتل شعب مسلم أمر فيه نظر). إنه نفاق عالمي ليس بعده نفاق، فالمسلمون هم الإرهابيون وهم همج الإنسانية، وهم أوباش الدنيا الذين لا حق لهم في الوجود ولا الحياة ولا الحماية والاهتمام، لذلك فإن قتلهم أمر لا يهم أحد، والقتلة هم دائما (الإرهابيون المسلمون)، أما القتلة الغربيون ليسوا سوى مرضى نفسيا يجب علاجهم لأنهم ليست لهم نوايا إرهابية ولم يكونوا يقصدون القتل، حتى عندما يقتلون عشرات المسلمين بدم بارد عبر أنحاء العالم، وجرائمهم ليست سوى حوادث منعزلة لا تمثل الأمريكيين ولا الغربيّين المتحضرين دعاة الحرية الزائفة وحقوق الإنسان الكاذبة .. أما ما يقوم به أي مسلم في أي مكان في العالم فهو الإرهاب بعينيه الذي يستدعي تدخل كل الأمم لمحاربته وأخذ الحق منه. لكن وكما يقول المثل العربي (الحق مش عليهم) والخطأ ليس خطأهم واللوم ليس عليهم، لأنهم لا يتعاملون معنا إلا وفق ما نحن عليه فعلا، فنحن الأذلاء وهم الأعزاء ونحن الميتون وهم الأحياء .. ونحن الإمعة وهم القادة .. ونحن العبيد وهم الأسياد .. ونحن الخرفان وهم الرعاة.. ونحن الكلاب وهم الأسود ..ونحن الأذناب وهم الرؤوس وما دامت معادلة (من نحن ومن هم؟) لم تُحسم فإننا سنبقى هكذا للأبد بل أن الآتي أكبر وأمرّ {إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم}.