استمر أمس الجمعة أسوأ حريق غابات تشهده إسرائيل في تاريخها، ولم تسفر جهود رجال الإطفاء طوال الليلة قبل الماضية سوى عن منع انتشارها جزئياً. وأسفر الحريق الذي اندلع صباح الخميس فوق سفوح جبل الكرمل، شرقي مدينة حيفا، شمال إسرائيل عن مقتل 40 شخصا حتى أمس الجمعة وقضى على آلاف الهكتارات من الأحراش، فضلا عن إجلاء حوالي 13 ألف شخص عن منازلهم. ووصلت ألسنة النيران قبل فجر امس، والتي ساعدت الرياح القوية على انتشارها، إلى المنازل في قرية تيرات مكارميل، التي تم إجلاء سكانها مساء الخميس، عندما تبين أنه لن يتم التمكن من احتواء النيران. كما وصلت النيران إلى أربع قرى أخرى، تم إجلاء سكانها. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رجال الإطفاء نجحوا في وقف تقدم النيران على طريق رئيسي يربط حيفا بتل أبيب، إلى الجنوب. ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قام بزيارة المنطقة مساء الخميس، الحريق بأنه (كارثة غير مسبوقة). وكان المتحدث باسم هيئة إطفاء الحرائق في حيفا قال "فقدنا السيطرة على النيران"، فيما قال وزير الأمن العام يتسحاق أهارونوفيتش إنه من المستحيل أن يتم تحديد موعد لاحتواء النيران. وهرعت طائرات إطفاء إلى إسرائيل من أسبانيا واليونان وقبرص، في وقت مباكر صباح أمس، بالاضافة إلى مساعدات إضافية من بريطانيا وروسيا ومصر وأذربيجان ورومانيا والأردن وبلغاريا، كما سترسل الولاياتالمتحدة طائرة (بوينغ) محملة بمواد كيميائية مضادة للحرائق. وفي واشنطن، أعرب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما عن تعازيه لأسر ضحايا الحريق. ولم يتضح بعد ما إذا كان السبب في اندلاع النيران حادث عرضي، أم أنه كان متعمدا.