تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي محاولة السيطرة على حريق ضخم شب في غابة بالقرب من مدينة حيفا الساحلية في شمالي إسرائيل ، مما تسبب في مصرع حوالي 40 شخصا وعشرات الجرحى، وعقد المجلس الوزاري المصغر جلسة خاصة في مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في تل أبيب لمتابعة أزمة الحريق المستعر على جبل الكرمل. وذكرت الاذاعة الإسرائيلية أن الجلسة تستهدف تنسيق الجهود التي تجريها وزارات مختلفة على هذا الصعيد، على أن يتوجه نتنياهو فيما بعد إلى حيفا لمراقبة جهود إخماد الحريق الهائل عن كثب ولقاء بعض القوات الأجنبية التي تشارك فيها. وكان واحد وأربعون شخصا قد لقوا مصرعهم في الحريق الهائل الذي اندلع قبل ظهر الخميس في غابات جبل الكرمل بالقرب من مدينة حيفا في شمال اسرائيل ما ادى الى اجلاء حوالى 12 ألف نسمة من المنطقة. وتشير التقارير الصحفية الى أن أربع طائرات لإخماد الحرائق وصلت من قبرص بدأت في إخماد الحريق وأعلن ضابط مسؤول في خدمات الإطفاء أن حوالي عشرين طائرة لإخماد الحرائق ستنضم إلى جهود مكافحة الحريق حتى ساعات الظهر، مشيرا إلى أن عمليات إخماد الحريق قد تستمر عدة أيام. وتضم قائمة الدول الأخرى التي وافقت على مساعدة إسرائيل كلاً من روسيا وتركيا وآذربيجان وإيطاليا وفرنسا. وبحسب تقارير إسرائيلية فإن إسرائيل لم تطلب المساعدة من تركيا، إلا أن الأخيرة عرضت إرسال طائرتين. ومن المتوقع أن تصل 4 طائرات فرنسية، وطائرتان من كل من روسيا وإسبانيا وكرواتيا. وكتبت صحيفة ''هآرتس'' أن مصر عبرت عن جاهزيتها لإرسال مروحية إخماد حرائق، وتوقعت أن تقوم الأردن بإرسال شاحنات تحمل مواد خاصة لإخماد النيران. وذكر وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان أن ثلاثة طواقم إطفائية أردنية ستصل إلى البلاد ، كما يجري ديوان رئاسة الوزراء اتصالات مع الولايات المحدة حول احتمال إرسالها عدة طائرات أخرى لإخماد الحرائق. من جهته، اتصل وزير الحرب إيهود باراك هاتفيا بنظيره الفرنسي واتفق معه على شراء ستين طنا مو مواد الاطفاء. ومن المقرر ان تقوم طائرات سلاح الجو الاسرائيلي بنقل هذه المواد. كما اصدر باراك تعليماته الى مصنع لانتاج مواد الاطفاء في ''روش بينا'' بتكثيف عملية الانتاج حيث من المتوقع ان يتم صباح اليوم انتاج عشرين طنا اضافية. وفي الوقت الذي يُرجَّح فيه أن يكون الحريق الهائل قد قضى على الكثير من الثروة الحيوانية في أحراش الكرمل أعلنت سلطة الطبيعة والحدائق أنه يتعذر عليها نقل الحيوانات الموجودة في المحمية الطبيعية الكبيرة في تلك المنطقة حتى وإنْ طالتها ألسنة اللهب. ودعا قائد اللواء الشمالي في قيادة الجبهة الداخلية سكان جميع القرى والأحياء الذين تم إجلاؤهم بسبب خطر الحرائق إلى عدم العودة إلى منازلهم حتى تلقيهم تعليمات واضحة تسمح لهم بذلك. وتشير التقارير الى أن الحريق ينتشر غربا بفعل الرياح القوية حيث اقتربت ألسنة النار من المباني السكنية في شارعي ''هبروش'' و''لانيادو'' في طيرات هكرميل حيث يتم اجلاء السكان من منازلهم. كما اندلعت النار في مواقع جديدة في قرية عسفيا وقرب قريتي ''نير عتصيون'' و''يمين أورد'' اللتين سبق أن تم اخلاؤهما بعد ظهر أمس. واغلق الطريق رقم 4 من قرية الفريديس شمالا والطريق الواصل بين إلياكيم ودالية الكرمل. وتسعى طواقم الاطفاء لابعاد النار عن طريق حيفا-تل ابيب القديم . وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ''لقد أودى الحريق الذي يجتاح جبل الكرمل بحياة عدد كبير من الضحايا''. وبسبب نقص العديد والعدة دعا نتنياهو قادة اليونان وقبرص وايطاليا وروسيا الى ارسال طائرات مكافحة حرائق اضافية. وقال نتنياهو ان قبرص واليونان واسبانيا سترسل عشر طائرات لمكافحة الحريق ومروحية. وقالت الاذاعة الاسرائيلية الناطقة باللغة العربية إن ''هذا الحريق لم يسبق له مثيل في السنوات الاخيرة''، موضحا أن ''النيران التهمت آلاف الدونمات من الغابات الطبيعية وهي تنتشر نحو السفوح الغربية لجبل الكرمل''. وأضافت الاذاعة ان ''الحريق اندلع بالقرب من المدخل الشمالي لبلدة عسفيا ربما في مكب للنفايات وقد اغلقت الشرطة الطريق المؤدي من عسفيا ودالية الكرمل الى حيفا. ومن جانبه ، قدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما ''تعازيه الحارة'' في ضحايا حريق الغابات في جبل الكرمل باسرائيل وعرض تقديم مساعدة أمريكية. وقال أوباما خلال استقبال بمناسبة عيد الأنوار اليهودي في البيت الابيض ''أريد ان اقدم تعازي الحارة لعائلات واقارب جميع الذين قضوا بسبب حريق الغابات هذا في شمال اسرائيل''. واضاف في حضور حوالى 500 مدعو بينهم سفير اسرائيل في واشنطن ان ''الولاياتالمتحدة تتخذ اجراءات لمساعدة اصدقائنا الاسرائيليين''.