مليشيا مسلّحة للمستوطنين في القدس المحتلّة دعا وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إلى هجرة ملايين اليهود من العالم إلى إسرائيل من أجل رفع عددهم هناك إلى أكثر من 10 ملايين. قال ليبرمان في تدوينة على حسابه في (الفايس بوك) أمس الاثنين: (على اليهود في العالم أن يفهموا أن هناك مكانا واحدا فقط آمنا لهم وهي دولة إسرائيل)، وأضاف أن الهجرة الكبيرة إلى إسرائيل ستساهم في البلد لأنه بعد أن يكون فيها 10 ملايين يهودي فإنه (يمكننا أن نحلّ كلّ مشاكلنا رغما عن الأمم المتّحدة والاتحاد الأوروبي). وكان مسؤولون إسرائيليون دعوا اليهود في العالم إلى الهجرة إلى إسرائيل بعد سلسلة هجمات في أوروبا. ويقول مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي إن عدد سكان إسرائيل يزيد على ثمانية ملايين، من بينهم ما يزيد على ستّة ملايين نسمة من اليهود وما يزيد على مليون و600 ألف عربي، أمّا المتبقّون فهم من المسيحيين غير العرب ومن لم تقيّد لهم ديانة في سجِّل السكان في إسرائيل. وتقدّر الوكالة اليهودية (غير رسمية وتشجّع الهجرة إلى إسرائيل) أنه يعيش 13.7 مليون يهودي في العالم، يتركّزون في إسرائيل وفي الولايات المتّحدة الأمريكية حيث يعيش 5.8 مليون يهودي، وفي أوروبا حيث يعيش 1.4 مليون يهودي والبقّية موزّعون في أنحاء أخرى من العالم. * رفض للهجرة رفض كبير حاخامات الدانمارك يائير مالكيور دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يهود أوروبا للهجرة إلى إسرائيل عقب الهجوم الذي استهدف كنيسا في كوبنهاغن السبت وأدّى إلى مقتل شخص وإصابة شخصين آخرين بجروح. وقال مالكيور إن الإرهاب ليس ذريعة للعودة إلى إسرائيل، و(الإرهابيون لا يمكن أن يتحكّموا في حياتنا). وكان نتنياهو دعا الأحد يهود أوروبا للهجرة إلى إسرائيل بعد هجوم كوبنهاغن، وقال مخاطبا إيّاهم إن (إسرائيل هي موطنكم وتنتظركم بذراعين مفتوحين، وهي على استعداد لاستيعاب هجرة جماعية منكم)، وأعلن أن حكومته ستقرّ خطّة بقيمة 180 مليون شيكل (45 مليون دولار) لتشجيع هجرة اليهود من فرنسا وبلجيكا وأوكرانيا، واعتبر أن أوروبا تتعرّض لما وصفه بإرهاب التطرّف الإسلامي، و(أسفر آخر الهجمات عن مقتل يهودي أوروبي لمجرّد أنه يهودي)، مرجّحا استمرار هذا النوع من الهجمات. وكان نتنياهو وجّه دعوة مماثلة ليهود فرنسا في أعقاب هجوم مسلّحين على مقرّ صحيفة (شارلي إيبدو) في باريس بداية الشهر الماضي. * مليشيا مسلّحة كشف النقاب مؤخّرا عن تشكيل مليشيات مسلّحة من المستوطنين بقيادة أرييه كينغ، أحد زعماء المستوطنين الإسرائيليين في حيّ رأس العمود، إلى الشرق من البلدة القديمة من القدس. وتتّخذ هذه المليشيات من مستوطنة (معاليه هزيتيم)، المقامة على أراضي الحيّ الفلسطيني، مقرّا لها. وتنطلق تلك الميليشيات من (معالية هزيتيم)، كما تعمل على نصب الكمائن لشبّان فلسطينيين يتّهمهم هؤلاء باستهداف مستوطني القدس. وكان كينغ، المعروف لدى المقدسيين بأنه عرّاب الجمعيات الاستيطانية في السيطرة على عقارات المقدسيين، قد اشتكى ممّا سمّاه (تقاعس) الشرطة عن حماية المستوطنين في (معالية هزيتيم)، والذين باتوا أهدافا سهلة لهجمات الشبّان الفلسطينيين بالحجارة والزجاجات الحارقة، وبالتالي يرى أن تشكيل مجموعات مسلّحة من المستوطنين أنفسهم هو الردّ المناسب على هجمات الفلسطينيين. ويعيد تشكيل هذه المليشيا إلى الأذهان مليشيات مسلّحة كانت تعرف ب (لجنة الأمن على الطرقات)، وكانت قد شكّلتها حركة (كاخ) الفاشية العنصرية في منطقة الخليل، وتحديدا في منطقة تل الرميدة. و(لجنة الأمن على الطرقات) واحدة من أخطر المليشيات المسلّحة التي اقترفت في حقّ الفلسطينيين عشرات الاعتداءات وجرائم القتل، نفّذ أخطر هذه الهجمات السفّاح باروخ غولدشتاين، والتي عرفت لاحقا بمجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994. وفي هذا السياق، حذّر نشطاء فلسطينيون في حديث خاصّ ل (العربي الجديد) من أن ظهور هذه المليشيات المسلّحة في قلب حيّ فلسطيني يزيد عدد سكانه عن 30 ألف نسمة ستكون له تداعيات خطيرة على أمن المواطنين في الحيّ. وحذّر النشطاء من أن ظهور تلك المليشيات قد يفضي إلى مواجهة شاملة في القدس عامّة بالنظر إلى الممارسات العنيفة والمتطرّفة التي يقوم بها هؤلاء ضد المقدسيين وتصاعد اعتداءاتهم العنصرية على مقدسيين في أماكن عملهم في القدس الغربية. ويأتي هذا التطور مع نشر جهاز (الشاباك) الإسرائيلي تقريرا يسجّل فيه ارتفاعا وصف ب (الحادّ) في حجم العمليات الفلسطينية في الضفّة الغربية والقدس بالتزامن مع استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بوساطة أمريكية. وذكر (الشاباك) في تقرير صدر عنه أنه منذ نهاية شهر جويلية 2013، وهو موعد استئناف المفاوضات، طرأ ارتفاع حادّ في العمليات الفلسطينية في مدينة القدس ولوحظ بشكل أساسي في عمليات إلقاء الزجاجات الحارقة، إذ وقعت حوالي 167 عملية على خلفية قومية في نوفمبر 2014. بيْد أن التقرير لم يشر إلى أن هذا التصاعد في الهجمات مردّه جريمة قتل الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير حرقا من قِبل ثلاثة من غلاة المستوطنين المتطرّفين في العام الماضي، وهو ما تسبّب في ردّة فعل فلسطينية واسعة كادت تتحوّل إلى انتفاضة ثالثة.