شهدت مدينة القدسالمحتلة حراكاً اسرائيلياً، يهدف الى عزل المقدسيين عن المدينة بهدف تهويدها وتغيير ديمغرافيتها على حساب السكان الفلسطينيين، حيث كشفت تقارير موثقة ، تخصيص الاحتلال الاسرائيلي ، مبالغ طائلة لتنفيذ هذا الهدف، فضلاً عن تمويل لا يقل سخاءاً من احد كبار رجال الاعمال اليهود. و شرع الاحتلال مؤخراً بإخلاء عدة منازل تعود لعائلات عربية في المدينة القديمة بالقدسالمحتلة ، بالاضافة الى منازل اخرى في القرى الفلسطينية المتاخمة للمدينة المقدسة، في محاولة اسرائيلية للحيلولة دون تواجد السكان الفلسطينيين في تلك المنطقة. وأفاد التقرير الشهري لمجموعة الرقابة في دائرة شؤون المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية، بأن شهر اكتوبر 2010، شهد تزايداً ملحوظاً في اعتداءات المستوطنين على السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، خاصة في مدينة القدس.مضيفا أن ثمانية فلسطينيين قتلوا الشهر الماضي. كما رصدت مجموعة الرقابة 127، هجمات لمستوطنين على فلسطينيين في الضفة الغربية في اكتوبر 2010، تركزت في عمليات لاطلاق النار والدهس والاعتداء بالضرب وإلقاء الحجارة وتجريف الأراضي وحرق المساجد. وعملت سلطات الاحتلال مؤخراً ، على تضييق الحصار بشكل مضاعف على القدسالشرقية وضواحيها. إذ حذر مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية منذ عدة أيام، من مخطط إسرائيلي يستهدف عزل منطقة العيسوية شمال شرق القدس، بهدف سلخها عن المدينة المقدسة، في إطار مخطط طال قبل ذلك أحياء مثل قرى الزعيم، ومخيم شعفاط، ورأس شحادة، ورأس خميس، وضاحية السلام. وكانت مساحات كبيرة من أراضي منطقة العيسوية قد صودرت قبل أكثر من عشر سنوات لصالح المشروع الاستيطاني الضخم شرق المدينة والمعروف بمخطط "إي- ون"، ومن المقرر أن تقام عليه آلاف الوحدات الاستيطانية والمناطق الصناعية والمنتجعات السياحية، التي ستربط مستوطنة معاليه أدوميم بالقدسالمحتلة . ووفقا لوسائل اعلامية فلسطينية ، عن النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، برنارد سابيلا، أكد أن الهدف من عمليات البناء والاستيطان في القدس هي التهويد بعينه، لفصل الفلسطيني وتغريبه عن وطنه وأرضه، مضيفا أن اسرائيل تنفذ سياساتها في القدس والاراضي الفلسطينية دون رادع من أحد، معتمدة على التحالف الإسرائيلي الأمريكي، قائلا :" أنها أصبحت هي الدولة الكبرى والولايات المتحدة هي الصغرى". وقد تم مقايضة المقر القديم للشرطة الإسرائيلية في رأس العمود مع جمعيات استيطانية اسرائيلية سيطرت عليه وتقوم بترميمه في هذه المرحلة، وإعادة تأهيله لبناء عشرات الوحدات الاستيطانية، التي ستتصل عبر جسر بمستوطنة معاليه هزيتيم، التي تم توطينها مؤخراً ب 66 عائلة جديدة، ليرتفع العدد فيها الى نحو 250 عائلة، مقابل نقل ملكية هذا المقر للمستوطنين. يذكر أن هذا المشروع يتم تمويله من قبل رجال اعمال يهود من بينهم المليونير الأمريكي اليهودي إيرفينغ موسكوفيتش، لبناء المقر الجديد للشرطة شرق مدينة العيسوية على طريق أريحا القدس، بكلفة وصلت إلى نحو 100 مليون دولار.