قام الآلاف من الفلسطينيين في مخيّم شعفاط في القدس المحتلّة بجنازة وهمية ل (إبراهيم العكاري الذي قتل بعد التطوّرات الأمنية التي شهدتها المدينة. هذه التطوّرات تتزامن مع زيارة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موريغيني التي انتقدت سياسة الاستيطان الإسرائيلية وطالبت بتهدئة الأوضاع في القدس. وفي ظلّ استمرار اشتعال الأوضاع في القدس المحتلّة زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي إسرائيل لأوّل مرّة، مطالبة بالعمل لإقامة الدولة الفلسطينية ومحذّرة من استمرار العنف. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال: (القدس هي موضوع حسّاس ونتعامل معها بحساسية، لكن هذه عاصمتنا وكونها كذلك هي ليست مستوطنة، والجميع يعلم أنها ستبقي جزءا من إسرائيل في أيّ تسوية سلمية). من جانبها، قالت ممثّلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا مورغيني: (التوتّر المتصاعد في القدس يخلق خطرا يتمثّل في أنه إذا لم نتحرّك قدما في المسار السياسي فإننا سنعود إلى العنف). وعلى الأرض فرضت إسرائيل طوقا أمنيا خانقا على القدس المحتلّة مستعينة بوحدات إضافية من الجيش والشرطة ومنعت حركة المركبات وفرضت قيودا على دخول المصلّين إلى المسجد الأقصى. وقال مواطن مقدسي: (هذه الجمعة الخامسة على التوالي التي نمنع فيها من الصلاة في الأقصى بحجّة منع المواجهات وهذه حجج واهية). واندلعت الجمعة مواجهات عنيفة في مخيّم شعفاط في القدس المحتلّة بين جنود الاحتلال وشبّان فلسطينيين استعملت خلالها الشرطة الإسرائيلية القنابل المسيلة للدموع وقنابل صوتية. الشاباك يوصي بتقسيم الأقصى قال أحد كبار ضبّاط جهاز مخابرات الاحتلال الشاباك إن (ما يجري في المسجد الأقصى بشكل خاص وما يجري في القدس بشكل عام كان أكثر من المتوقّع مع استمرار الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى من قِبل المستوطنين، لكن ما فاجأنا فعلا هو ردّة فعل الجماهير الفلسطينية في الضفّة الغربية التي لم تتجاوز حدّتها الغضب عبر مواقع التواصل الاجتماعي). وادّعى الضابط في حديث لإذاعة جيش الاحتلال أن هذا كلّه دليل على إنجازات (الشاباك) خلال الأعوام الأخيرة التي تمكّن فيها من تفكيك البُنى التحتية للتنظيمات الفلسطينية بالضفّة الغربية، خصوصا الأجنحة العسكرية لحركتي (حماس) و الجهاد). ويوضّح الضابط: (الحديث عن تقسيم الأقصى والاقتحامات المتكرّرة من قِبل المستوطنين وزعمائهم وأعضاء الكنيست من الإسرائيلين كان سيؤدّي إلى اندلاع موجة هجمات عنيفة واحتجاجات جماهيرية واسعة النطاق لتصل إلى مستوى انتفاضة ثالثة)، لكن هذا لم يحدث لأن (الشاباك) -حسب ادّعائه- (نجح خلال الأعوام الأخيرة في تفكيك البُنى التحتية العسكرية لحماس والجهاد بالضفّة والقدس، فلم تعد تلك الاحتجاجية باستثناء القدس صفحات الفايس بوك). ويضيف الضابط أن (منفّذي الهجمات الأخيرة في القدس أعضاء وأنصار لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ونفّذوا هذه الهجمات بشكلٍ منفرد كما أثبتت التحقيقات، وهذا دليل على أن تلك التنظيمات باتت تجد صعوبة في الاتّصال بأعضائها أو أنصارها لكي تقدّم لهم التدريب أو السلاح أو التعليمات، لكن الشاباك يواجه في نفس الوقت معضلة فشلة في إحباط هذه العمليات بالاعتماد على معلومات استخباراتية لأن المهاجمين يعملون بشكل منفرد ويستخدمون وسائل مبتكرة). ولفت الضابط إلى (أن الشاباك كان يعارض تكثيف الاقتحامات من قِبل اليهود وتأدية الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى في السابق مخافة اندلاع جولة تصعيد جديدة، لكنه الآن لم يُعد يعارض ذلك بعدما شاهد ردّة فعل الجماهير في الضفّة الغربية وغزّة على وجه الخصوص).