الأزهر: الضربة العسكرية جهاد في سبيل اللّه والوطن دعا قائد الانقلاب عبد الفتّاح السيسي إلى استصدار قرار من الأمم المتّحدة يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخّل في ليبيا بعدما قصفت طائراته أهدافا لتنظيم الدولة هناك وراح ضحيتها عدد من الأطفال والمدنيين، وقال في مقابلة صحفية: (إنه ما من خيار آخر في ضوء موافقة شعب ليبيا وحكومتها ودعوتهما لمصر إلى التحرّك)، وسئل عمّا إذا كانت مصر ستكرّر العمل نفسه، فقال: (إن الموقف يتطلّب فعل ذلك من جديد وبشكل جماعي). وفي ذات السياق، قال عبد الفتّاح السيسي إن عملية حلف (الناتو) في ليبيا (لم تكتمل وحان الوقت للقيام بذلك) خلال لقائه مع وزير الدفاع الفرنسي جان لودريان في القاهرة. هذه التصريحات نقلها المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف عن السيسي، مشيرا إلى أن العمليات العسكرية المصرية في ليبيا (قد تتواصل خلال الفترة المقبلة). وحول إتمام صفقة استيراد طائرات رافال المقاتلة ذكر وزير الدفاع الفرنسي أن إتمام هذه الصفقة في زمن قياسي يدلّل على (مدى التفاهم والثقة المتبادلة بين الجانبين وحرصهما المشترك على تنفيذ ما تمّ الاتّفاق عليه من شراكة استراتيجية بين البلدين لمواجهة التهديدات الأمنية). وأضاف يوسف أن السيسي وضع صفقة الطائرات الفرنسية في إطار (تعزيز القدرات المصرية على مكافحة الإرهاب)، معتبرا أن عملية حلف (الناتو) في ليبيا، والتي استهدفت قوّات الزّعيم الرّاحل معمّر القذافي (لم تكن مكتملة، ما أسفر عن سقوطها تحت سيطرة الجماعات المسلّحة والمتطرّفة، وأنه قد حان الوقت لتدارك هذا الأمر)، على حدّ قوله، وأوضح أن السيسي شدّد على (أهمّية تجفيف منابع تمويل الإرهاب في ليبيا ووقف إمدادات السلاح إلى الجماعات المتطرّفة بما يحول دون تحوّل ليبيا إلى ملاذ آمن للإرهابيين الذين لا يقتصر وجودهم فقط على منطقة الشرق الأوسط ولكن يصل إلى عدد من الدول الإفريقية)، وفقا لما نقلته وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية. * الاتحاد الأوروبي يستبعد التدخّل دعا الاتحاد الأوروبي إلى القيام بعمل مشترك لوقف (انهيار) ليبيا. وقالت فيديريكا موغيريني، وزيرة خارجية الاتحاد، إن تنظيم (داعش) يمثّل تهديدا لكلّ الليبيين وطالبتهم بالعمل المشترك لمواجهة هذا التهديد. جاءت التحذيرات التي صدرت على لسان وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني مع تصاعد مخاوف أوروبية من توسّع نفوذ (داعش) إلى مناطق قريبة منها، وبالتزامن مع لقاء مرتقب يجمعها مع وزيري خارجية مصر وأمريكا في واشنطن الأسبوع المقبل دون الإشارة إلى أيّ تدخّل عسكري في ليبيا قريبا. من جهته، طالب الجانب الليبي المجتمع الدولي برفع حظر التسليح المفروض على الجيش الليبي، مشيرا إلى حجم الأخطار الكبيرة فيما لم يحصل الجيش على السلاح المطلوب. * وزير الداخلية المصري: التدخّل البرّي في ليبيا وارد قال اللّواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية بحكومة عبد الفتّاح السيسي، إن (خيار التدخّل البرّي لإجلاء المصريين وارد إذا استلزم الأمر ذلك، على أن يكون وفق إجراءات تضمن سلامة المغادرين والقوّات المشاركة في عمليات الإجلاء). وأكّد في تصريحات صحيفة له صباح أمس الثلاثاء: (كلّ الخيارات مفتوحة لحماية المصريين باعتبار حياتهم مسؤولية الدولة). وكان الجيش المصري قام بتوجيه ضربات جوّية إلى أهداف تابعة لتنظيم الدولة في درنة شرقي ليبيا فجر أمس الموافق ل 16 فيفري على خلفية قيام (داعش) بإعدام المصريين الأقباط ال 21. وقال بيان الجيش المصري إن القصف جاء تنفيذا لقرارات (مجلس الدفاع الوطني في إطار الردّ على الأعمال الإجرامية للتنظيمات المسلّحة داخل وخارج مصر)، كما قال البيان. * خرجة الأزهر أكد الأزهر الشريف أن الضربة العسكرية المصرية لتنظيم (داعش) في ليبيا (جهاد في سبيل اللّه والوطن)، مشيرا إلى أن جرائم التنظيم تستوجب التصدّي له بكلّ قوّة وحسم. وقال بيان للأزهر: (يدعّم الأزهر الشريف التحرّك السريعَ والقوّي لجيش مصر العظيمِ اتجاه ضرب الأهداف الحيوية لتنظيم داعش الإرهابي داخل ليبيا ردّا على إعدامهم لعدد من أبناء مصر العاملين في ليبيا)، مؤكّدا أن (تحرّك قوّاتنا المسلّحة للدفاع عن الوطن يعدّ جهادا في سبيل اللّه والوطن). وشدّد الأزهر الشريف على أن جرائم تنظيم (داعش) ومن على شاكلته تستوجب التصدي له بكل بقوة وحسم، رافضا نعت هذه الجماعة الإرهابية ب (الإسلامية) لأنها (تنفّذ أجندة استعمارية تسعى لتفكيك الوطن العربي والإسلامي وتحاول صنع صورةٍمغلوطة ومشوهة ومفزعةٍ عن الإسلام والمسلمين الذين يستنكرون كلّ هذه الممارسات الوحشية والإجرامية). وأكّد الأزهر وقوفه بكلّ ما أُوتِيَ من قوّة خلف قوّاته المسلّحة (الباسلة) في حربها على الإرهاب، مع ثقته الكاملة في نصر اللّه.