أظهر استطلاع جديد لمؤسسة "غالوب" الأمريكية أن المسلمين المتدينين أكثر استعدادا للحوار مع الغرب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التوترات الموجودة بين العالم الإسلامي والمجتمعات الغربية نابعة من الاختلافات في المصالح السياسية وليس بسبب اختلاف الدين أو الثقافة. وخلصت نتائج الاستطلاع الذي أجرى على أكثر من 100 ألف شخص في أكثر من 55 دولة تمتد عبر أربع قارات في الفترة بين مارس 2008 وماي 2010 إلى أن نصف الذين شملهم الاستطلاع من المسلمين يعتقدون أن الغرب لا يحترمهم، لكن عدداً غير قليل من المسلمين المتدينين مستعدون للحوار مع الغرب. واعتمد الاستطلاع على ردودهم على أسئلة حول الاحترام والصراع لتحسين العلاقات، ويعتقد ثلاثة أرباع المسلمين أن زيادة الاحترام للرموز الدينية الإسلامية وعدم تدنيس القرآن الكريم من الممكن أن يؤدي إلى تحسين العلاقات المتوترة بين الغرب والمسلمين، بالإضافة إلى أن النصف يريدون مشاهدة أفلام "دقيقة" عن شخصيات إسلامية من إنتاج هوليوود. ووجد باحثو غالوب أن الناس في جميع أنحاء العالم من الولاياتالمتحدة إلى أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى يعتقدون أن التوتر بين الدول الإسلامية والعرب يمكن تجنبه في معظم الأحيان. وتعليقا على الاستطلاع الجديد قالت داليا مجاهد، المدير التنفيذي لمركز غالوب للدراسات الإسلامية: "كان هذا صحيحا خاصة بين الناس الذين يعتقدون أن النزاع ذو طابع سياسي وليس بسبب الاختلافات الدينية". وأضافت داليا أن "السياسات" لم تكن موجودة في التقرير الجديد، لكن في الدراسات السابقة لمعهد غالوب أظهرت النتائج أن المشاركين قلقون بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن معظم الدول التي شملها الاستطلاع يعتقد الناس أن أكبر قدر من التفاعل بين المسلمين والغرب يمثل مكسبا كبيرا وليس تهديدا؛ ففي الولاياتالمتحدة رأى 76% من الأفراد أن التفاعل سيكون مفيدا مقارنة ب63% من الإيرانيين. وصنف الباحثون في غالوب الأفراد المستطلع آراؤهم إلى "مستعد" أو "غير مستعد" للتفاعل بين المسلمين والغرب، على أساس مواقفهم وكذلك تصوراتهم حول الاحترام والصراع في المستقبل. كما ذكر الباحثون أن الدين يلعب دورا رئيسيا في استعداد المسلمين للحوار مع الغرب، وقال الملخص الذي صدر عن المعهد "بالنسبة للأفراد غير المستعدين بغض النظر عما إذا كانوا يعيشون في مجتمعات إسلامية أو مجتمعات غربية فإن الدين يعتبر عاملا في تأجيج التوترات بين المسلمين والغرب". كما كشف الاستطلاع أن الأفراد الذين يعيشون في مجتمعات ذات أغلبية مسلمة وصنفوا على أنهم "مستعدون" وأولئك الذين يعيشون في مجتمعات غربية "غير مستعدين"، ذهبوا جميعاً إلى أماكن العبادة في الأسبوع الماضي.