ناشد سكّان حيّ (سعيدون) المتواجد على مستوى بلدية بوروبة، السلطات المعنية العمل على إدراج الحيّ ضمن المشاريع التنموية من أجل إعادة التهيئة وإعطاء لمسة حضارية لهذا الأخير، في مقدّمتها تعبيد الطرقات وإنجاز بعض المرافق الضرورية، على غرار المرافق الترفيهية والثقافية كدار الشباب وقاعات الرياضة وغيرها من المشاريع الأساسية التي ترفع الغبن عن قاطنيه، خصوصا فيما يخص إنجاز مساحات خضراء، إلى جانب إصلاح بلوعات صرف المياه القذرة التي باتت تؤرّق يومياتهم بسبب انسدادها وتدفّقها فوق السطح، متسبّبة بذلك في انتشار روائح كريهة تسدّ الأنفاس، فضلا انتشار الأوبئة والأمراض وسط هؤلاء. عبّر هؤلاء السكّان خلال اتّصالهم ب (أخبار اليوم) عن سخطهم وتذمّرهم عن جملة النقائص التي لم تعرفها المنطقة، مطالبين السلطات البلدية بإعادة إطلاق تلك المشاريع التي تمّت برمجتها منذ سنوات، على حدّ تعبيرهم، وهذا لإنهاء مشاكل الطين والأوحال التي تغطّي الحيّ، خاصّة في فصل الشتاء. وما أثار حفيظة السكّان هي عمليات (البيركولاج) السطحية التي شهدتها أحياء البلدية، والتي تكشفّت عيوبها في فترة وجيزة، حيث تعرّض الزفت للتلف والتآكل والحفر وعادت الطرقات الى سابق عهدها بسبب الغشّ في المواد، حسب محدّثينا. كما انجرّ عن عدم تعبيد الطريق وتواجد العديد من الحفر والمطبّات في الطرق المؤدّية إلى الحيّ تراكم النفايات والأوساخ لعدم تمكّن شاحنات مؤسسة النظافة نيتكوم التي اشترطت على بلدية بوروبة تعبيد الطريق من أجل شروعها في رفع نفايات تلك الأحياء. حيث أكّد لنا السكّان في نفس الصدد أن تلك النفايات لم ترفع منذ أن تمّ رفعها من طرف أحد أعوان النظافة بالبلدية الذي حضر لإنجاز المهمّة بعد جهد شاقّ بذله هؤلاء السكّان. وقد أصبحت تلك الجموع من القمامات والنفايات ملجأ لأطفال الحيّ الذين يسترزقون من بقايا أكياس النفايات ويجدون في البحث وسطها ذوق اللّعب والمرح والتمتّع بالحياة بينما من المفترض أن كلّ طفل جزائري له الحقّ في اللّعب واللّهو والنظافة، لكن ما يحدث في بوروبة عكس ذلك. من جهة أخرى، اشتكى سكان الحيّ من انعدام أدنى المرافق العمومية والاجتماعية، منها المدرسة الابتدائية، حيث أعربوا في حديثهم إلينا عن أن الأحياء الخمسة التي تتواجد في تلك النّاحية من بلدية بوروبة كلّها تملك مدرسة ابتدائية واحدة وتتواجد في منطقة تبعد عن تلك الأحياء بحوالي 500 كلم، فأولئك الأطفال الذين يلتحقون بها يجبرون على المرور من بعض الأحياء أين تتواجد بعض البيوت الفوضوية ويعرّضون أنفسهم للخطر بسبب تكاثر الحشائش الطبيعية الضارّة في تلك المنطقة. وما زاد من تخوّف الأولياء على أبنائهم هو ظهور الجرذان والأفاعي في تلك الحشائش، ناهيك عن انتشار البعوض والذباب والحشرات السامّة التي انجرّت عن تراكم قمامات النفايات وانتشار الأوساخ والروائح الكريهة التي تطلقها قنوات صرف المياه، إلى جانب تواجد مصنع قرب الحيّ يقوم برمي كلّ بقاياه من أوساخ ومواد كيميائية التي تكدّست في الحيّ رفقة مزبلة أصحابه. وعليه، يطالب هؤلاء بالتدخّل العاجل للسلطات المعنية لاحتواء المشاكل المذكورة وإيجاد حلول ناجعة في أقرب وقت ممكن.