أعرب سكان حي محمد سعدون ببوروبة عن تذمّرهم الشديد من سياسة التهميش والتماطل من طرف السلطات المحلية في إنجاز المشاريع التنموية التي تم تسطيرها منذ سنوات عدة من أجل إعادة التهيئة الشاملة للحي والأحياء المجاورة، على غرار تعبيد الطرقات وإنجاز بعض المرافق العمومية الضرورية والمرافق الترفيهية والثقافية كدار الشباب وقاعات الرياضة وغيرها من المشاريع الأساسية التي تفك عزلة المواطنين سيما فيما يخص إنجاز مساحات خضراء، إلى جانب إصلاح بلوعات صرف المياه القذرة، التي تتسبب في روائح كريهة بسبب انسدادها في مرة. مليكة حراث عبر هؤلاء السكان وفي حديثهم مع (أخبار اليوم) عن استيائهم عن المشاريع التي لم تعرف تجسيدها منذ أزيد من 4 سنوات رغم أنها مبرمجة، وعليه جددوا نداءاتهم عبر هذا المنبر الإعلامي للمسؤولين بإطلاق تلك المشاريع لإعادة هيبة الحي، وإنهاء المعاناة مع الأوحال التي تغطي الحي في فصل الشتاء أما في فصل الصيف فحدث ولا حرج حيث يتحول هذا الأخير إلى زوبعات من الغبار الأمر الذي يجبر السكان غلق نوافذهم في عز الحرارة الشديدة حسبهم ، وما زاد الوضع تفاقما هو عملية تعبيد الطرقات تمت بطريقة عشوائية وسطحية مما أدى إلى تعرض الزفت للتلف والتآكل وتكشفت عيوبها خلال الأيام الممطرة، بالإضافة إلى عمليات التوقيعية انجر عنها تواجد العديد من الحفر والمطبات في الطرق المؤدية للحي، فضلا عن تراكم النفايات والأوساخ لعدم تمكن شاحنات مؤسسة النظافة نيتكوم بسبب الوضعية الكارثية للطرقات التي تميزها الحفر البليغة، حيث أكد لنا السكان في هذا الشأن أن تلك النفايات لم ترفع لمدة أيام. وقد أصبحت تلك الأكوام من القمامات والنفايات فضاء لأطفال الحي الذين يسترزقون من بقايا أكياس النفايات ويجدون من البحث في وسطها ذوق اللعب والمرح والتمتع بالحياة، الذي هو من المفروض أي طفل له الحق في اللعب واللهو والنظافة، ولكن ما يحدث في الحي المذكور يعكس ذلك، فأطفال الأحياء القصديرية تعودوا على حياة الأوساخ والتمتع بالاسترزاق من بقايا ما يرميه سكان حي سعدون، سيما أن تلك المنطقة تشهد تواجد السكنات الفوضوية. ومن جهة أخرى يعاني سكان الحي من انعدام أدنى المرافق العمومية والاجتماعية على غرار المدرسة الابتدائية، حيث عبر السكان في حديثهم أن أزيد من 4 أحياء التي تتواجد في تلك الجهة او المنطقة تصب في مدرسة ابتدائية واحدة، وزيادة على تواجدها في منطقة تبعد عن تلك الأحياء بحوالي 400 كلم، فأولئك الأطفال الذين يلتحقون بها يجبرون على قطع مسافات معرضون أنفسهم لخطر الاعتداءات المتكررة إلى الأطفال من طرف منحرفين. وفي هذا الصدد، أبدى عدد من الأولياء تخوفهم الشديد على أبنائهم من الاعتداءات، ناهيك عن الجرذان والأفاعي التي تنتشر كالطفيليات في الطريق لمؤدي إلى المؤسسة بسبب الحشائش الكثيفة والقصب، فضلا عن انتشار البعوض والذباب والحشرات السامة التي انجرت عن تراكم قمامات النفايات وانتشار الأوساخ، في كل الأركان وتكديسها، ضف إلى الروائح الكريهة التي تطلقها قنوات صرف المياه بسبب تدفقها فوق السطح في كل مناسبة إلى جانب تواجد مصنع قرب الحي يقوم برمي كل بقاياه من أوساخ ومواد كيميائية التي كدست في الحي. وإلى جانب تعرض هؤلاء الأطفال لخطر مواجهة الأفاعي والجرذان، وقد أكد سكان الحي تخوفهم الشديد من تأزم الوضع وإصابتهم بأمراض خطيرة كالوباء. وأمام تلك الأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان حي سعدون ببوروبة والأحياء المجاورة، يطالبون مصالح البلدية بالتهيئة الشاملة ووضع حد لمخاوفهم بتغير وجهة رمي نفايات المصنع المحاذي في مكان مخصص لها.