تعد أزمة النقل تحصيلا حاصلا في العاصمة في ساعات الدوام التي تقترن في الغالب بالفترة الصباحية والمسائية وما زاد من كارثية الوضع هو عدم تكافؤ الخطوط التي نجدها تتضاعف بنقاط وتكاد تنعدم بنقاط أخرى في اغلب مقاطعات العاصمة، وهو الأمر الذي اشتكى منه المسافرون عبر العديد من المحطات الرئيسية والثانوية خاصة وان ذلك يعرقلهم في تنقلاتهم اليومية إلى العمل والدراسة. ما يلاحظه المسافرون عبر اغلب محطات النقل البري عبر العاصمة هو عدم التكافؤ الحاصل في توزيع الخطوط التي تكثر في نواحي وتنعدم في نواحي أخرى مما يؤدي إلى المكوث المطول للمسافرين في محطة الانتظار ناهيك عن التدافع الحاصل في حالة الظفر بحافلة واحدة بالنظر إلى كثرة المسافرين، وعدم استيعاب الحافلات المشغلة عبر الخط لأعدادهم المتزايدة ما يقابله تضاعف عدد الحافلات عبر خطوط أخرى والتي لا يصطدم فيها المسافرون بأي إشكال، إلا أن فئات منهم تندب حظها كون أن أماكن عمل بعض المواطنين فرضت عليهم الاصطدام بذلك النقص الحاصل في الحافلات عبر خطوط معينة بصفة متكررة. انتقلنا عبر بعض المحطات الثانوية منها والرئيسية وتحدثنا إلى بعض المواطنين الذين أبانوا غيظهم حول تضاعف عدد الحافلات في خطوط وتضائلها في خطوط أخرى مما يؤدي إلى تكرر السيناريو المؤسف في كل صبيحة، والذي يطبعه التدافع والصراع بين المسافرين للظفر بمكان في الحافلة أو بالأحرى مساحة للوقوف بغية الذهاب إلى العمل أو الدراسة كونها وسيلة هامة لا مفر من استعمالها اليومي. اقتربنا من بعض المواطنين على مستوى محطة بئر مرادرايس بالعاصمة فوجدنا المشكل حاصلا عبر بعض الخطوط المشغلة لاسيما خط بئر مراد رايس – الابيار ومن الخط ذاته إلى عين النعجة، ذلك ما عبرت عنه إحدى السيدات وهي موظفة بالابيار ما يجبرها على استعمال حافلة الابيار التي تتضاءل على مستوى المحطة وهي تعد على الأصابع مما يؤدي إلى كارثية الوضع الذي يواجهه المسافرون في كل صبيحة، بالنظر إلى الأعداد المضاعفة من المسافرين التي لا تستطيع الحافلات المشغلة استيعابهم كلهم بالنظر إلى قلتها، ما لا نلاحظه على خطوط أخرى على مستوى ذات المحطة على غرار بن عكنون والشراقة، حيث تتضاعف الحافلات على مستوى تلك الخطوط ولا ندري أين هو الإشكال الذي أدى إلى مضاعفة الحافلات عبر خطوط معينة وتضاؤلها في أخرى ليدفع ثمن ذلك المسافرون الذين يتخبطون في مأساة الركوب كل صباح ومساء في رحلتي الذهاب والإياب من والى العمل. المشكل ذاته وجدناه على مستوى المحطة الثانوية بالمدنية والتي تتضاعف فيها حافلات "اتوسا" عبر خط المدنية- ساحة أول ماي إضافة إلى سيارات الأجرة ما يقابله تضاؤل الحافلات المؤدية إلى ساحة "اودان" وكذلك سيارات الأجرة، مما يؤدي إلى تشكل طوابير لا متناهية في ساعات الدوام ذلك ما جعل المسافرين في حيرة من أمرهم. يقول احد الموظفين بساحة اودان انه يصطدم باستعصاء التوجه إلى عمله في صبيحة كل يوم بالنظر إلى النقص الفادح في الخط الرابط بين "اودان" والمدنية سواء من حيث الحافلات أو من حيث سيارات الأجرة، ما يقابله توفر كلتيهما بأضعاف مضاعفة إلى ناحية أول ماي ولا ندري السبب في انعدام التكافؤ الذي يدفع ثمنَه المسافرون. بالفعل ذلك ما هو حاصل عبر بعض الخطوط وما هاتان العينتان إلا قطرة في بحر لذلك وجب إعادة النظر في التوزيع العادل للخطوط عبر العاصمة بصفة تضمن راحة المسافرين وتخفف من عنائهم.