يعدّ عدم التوازن في منح الخطوط في قطاع النقل من بين الأسباب التي أدت إلى تزايد أزمة النقل في العاصمة لاسيما في أوقات الدوام، ذلك ما اشتكى منه العديد من المسافرين عبر عدة مقاطعات من العاصمة وخارجها ففي الوقت الذي تتوفر فيه عشرات الحافلات في خط معين لا نجد سوى نصف أو ربع عددها في خط آخر مما يؤدي إلى خلق أزمة نقل في كل الأوقات، وتزداد حدة في ساعات الدخول والخروج من وإلى العمل، ذلك ما أدى إلى فوضى عارمة يدفع تكلفتها المواطن البسيط الذي يجد نفسه في مواجهة تلك الأزمات التي باتت الميزة العامة لقطاع النقل الخاص، فهو على قدر إيجابياته لا يخلو من السلبيات التي تعود أساسا إلى عشوائية التسيير. في جولة قادتنا إلى بعض محطات النقل بالعاصمة لمسنا الانعدام التام لحافلات النقل عبر بعض النقاط مما أدى إلى مكوث المسافرين لساعات طوال وهم ينتظرون حافلات تقلّهم إلى وجهاتهم، نظير ذلك هناك خطوط زاد فيها عدد الحافلات عن الكمية المطلوبة بدليل اصطفافها الواحدة تلو الأخرى في ظل انعدام المسافرين، ذلك ما ولَّد سخطاً لدى أغلب المسافرين وعبَّروا عن تذمُّرهم لطريقة التسيير تلك التي لا تخدمهم البتة وتعطلهم عن أداء نشاطاتهم اليومية بصورةٍ طبيعية. وتعيش أغلبُ المحطات ذلك المشكل الشائع في نقص عدد الحافلات على مستوى بعض الخطوط على غرار محطة بئر مراد رايس، بوزريعة، عين النعجة... إلى غيرها من المحطات التي لا يسعنا المجال إلى ذكرها، كوننا نواجه نفس المشكل ولو في خط واحد، مما ينعكس بالسلب على مستعملي ذلك الخط، ما يدفعهم إلى الفرار من تلك المحطة وإطالة المشوار بالتنقل إلى محطة أخرى تتوفر فيها خطوط للوجهة التي يذهبون إليها. بمحطة بئر مراد رايس اقتربنا من بعض المسافرين فحدثنا بعضهم وهم مستاءون من تلك النقطة التي لا تتوازى فيها البتة كمية الحافلات المشغلة عبر جل الخطوط، وذلك يتجسد من خلال كثافتها عبر بعض الخطوط ونقصها في خطوط أخرى، على الرغم من العدد الهائل من المسافرين الذين يستعملون تلك الوجهة، إلا أن العجز مس ذلك الخط دون غيره لأسباب يجهلها الكل. قال أحد المسافرين الذي التقيناه بمحطة بئر مراد رايس بالعاصمة والذي كان في انتظار حافلة الأبيار التي تشغل خط »بئر مراد رايس _ الأبيار« إنه مكث ينتظر حوالي 45 دقيقة ولم تأت الحافلة وهو المشكل الذي يواجهه مرارا وتكرارا في تلك المحطة التي لا تتوفر على العدد الهائل من الحافلات في الخط المذكور، فهو بحكم استعماله لذلك الخط قال إن عدد الحافلات لا يتجاوز الثلاث أو الأربع حافلات ما لا يتوافق مع العدد الكبير من المسافرين المستعملين لذات الخط، وهو نفس المشكل الذي يواجهه مستعملو خط »بئر مراد رايس- بن عمر« بالنظر إلى قلة الحافلات المشغلة عبر ذلك الخط والتي لا تتعدى في أحسن الأحوال خمس حافلات، مما خلق استياء كبيرا لدى مستعملي ذلك الخط، وقارن محدثونا بين كل تلك الخطوط التي تعاني عجزا ونقصا واضحا، وبين خط »بئر مراد رايس- بن عكنون« الذي يحوز على عشرات الحافلات، في الوقت الذي يوازي فيه طالبوه من المسافرين مستعملي الخطوط الأخرى، التي تتميز بنقص الحافلات في الغالب بل يقلون عنهم أحيانا. وهي نفس المشاكل التي تلحق بالمسافرين في محطات أخرى على غرار محطة عين النعجة التي تعرف نقصا فادحا في الحافلات الرابطة بينها وبين محطة بئرمراد رايس، وكذا محطة بوزريعة التي تتضاءل فيها حافلات النقل إلى بن عكنون، في حين يتضاعف عددها في خط الأبيار. ويجهل الأغلبية أسباب عدم التوازن في توفر الحافلات على الرغم من التعداد الهائل للمسافرين الذي يميز بعض الخطوط، وما يقابله هو النقص الفادح في عدد الحافلات المشغلة عبره مما يولد أزمة نقل حقيقية بكل المعايير.