تمكّنت فرقة البحث والتدخّل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية لأمن ولاية الجزائر مؤخّرا من توقيف أربعة أشخاص تورّطوا في سرقة أزيد من 16 مليار سنتيم من وكيل سيّارات معتمد، حسب ما علم أمس السبت عن الملازم الأوّل طكوك محمد. وأوضح المصدر خلال ندوة صحفية أن وقائع القضية تعود إلى 25 جانفي المنصرم، عندما تعرّض وكيل سيّارات معتمد لعملية سطو بوسط مدينة بئر خادم، أين كان متوجّها على متن مركبته الشخصية لإيداع أمواله في أحد البنوك. وباغت الفاعلون الضحية لدى توقّف الحركة المرورية، حيث فوجئ بهم وقد حطّموا زجاج نافذته بمطرقة حديدية قبل أن يقوموا برشّه بقارورة غاز مسيل للدموع، ما اضطرّه إلى ترك مركبته والفرار بعيدا عن المكان. وبعد فتح تحقيق في الواقعة تبيّن أن أحد الموظّفين العاملين بالوكالة الرئيسية للضحية والمتواجدة على مستوى مدينة الشرافة كان على علم بأن رئيسه في العمل يتنقّل إلى فروع الوكالة المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر لتحصيل مداخيله المالية قبل أن يودعها في بنك ببئر خادم دون أيّ مرافقة أو حماية. وعمل الموظّف على تزويد شركائه الثلاثة بتلك المعلومات وبتفاصيل أخرى تتعلّق بالمسار الذي يسلكه الضحية ومواقيت تحرّكاته، ما ساعدهم على ضبط مخطّطهم الذي تضمّن تدليس ترقيم المركبات التي استعملت في العملية بغية تضليل مصالح الأمن. واستمرّت التحرّيات لمدّة شهر -حسب المصدر- استجوب خلالها كلّ العاملين في الوكالة وفروعها قبل أن يتمّ تحديد هوية الفاعلين الذين تترواح أعمارهم بين 25 و32 سنة، علما بأنهم غير مسبوقين قضائيا وكلّهم من عائلات ميسورة ماديا. وتمّ استرجاع قرابة 3 ملايير نقدا من إجمالي المبلغ المستولى عليه، كما تمّ استرجاع 6 سيّارات من الطراز الفخم ودرّاجة نارية قام الجناة باقتنائها بعد اقتسام حصّتهم من المال المسروق، إضافة إلى استرجاع كمّيات معتبرة من الأثاث المنزلي الفاخر والأدوات الكهرومنزلية التي عثر عليها في منازل المشتبه فيهم، كما تمّ حجز المركبتين اللتين استعملتا من قِبلهم في عملية السطو.