قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، مفتي عام المملكة العربية السعودية، إن الأمن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على عباده، ومن فضل الله ورحمته بعباده أن هيأ لهم وسائل حفظ الأمن فجعله مرتبطا بالإيمان به، وعبادته وحده ارتباطا قويا، وتلازما ضروريا، فلا أمن دون تطبيق الشريعة الإسلامية، ولا يتحقق كمال الإسلام والعمل بشعائره، وإقامة حدود الله إلا بالأمن، ولا تقوم مصالح العباد وعمارة الكون إلا بالأمن، ولا تستقر المجتمعات ويسعد أفرادها، ويأمنون على أنفسهم ودينهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم، إلا بالأمن فهو روح الحياة وقلبها النابض. وأضاف إن من أهم أنواع الأمن وأعظمها تأثيرا في حياة الشعوب والأمم هو الأمن الفكري، فهو لب الأمن وقاعدته الكبرى وركيزته العظمى، لذلك فإنه لا يتحقق الأمن المحسوس دون تحقيق الأمن الفكري إذ هو ثمرة تمسك الأمة بعقيدتها الإسلامية، ومحافظتها على مصادر تشريعها، وأخلاقها السامية، ومثلها العليا. واستطرد آل الشيخ: لكي يتحقق الأمن الفكري للفرد والمجتمع لا بد من الأخذ بالوسائل والأسباب التي تحافظ عليه، ومن أهمها التمسك بكتاب الله والسنة النبوية المطهرة وتطبيقهما قولا وعملا والتزاما وتحاكما إليهما، وأن تكون مصادر التشريع وثقافتنا الإسلامية وأخلاقنا وعاداتنا الأصيلة مستمدة منهما ومحفوظة مصانة، وفي ذلك جمع لكلمة المسلمين وعصمة بإذن الله، من الوقوع في الضلالة والفتن، وصيانة للفرد من الوقوع في البدع والمغريات. وشدد على ضرورة الاهتمام بمناهج التعليم في جميع المراحل الدراسية بحيث تكون سليمة مما يتعارض مع تعاليم الإسلام السمحة، والاهتمام ببناء عقول الطلاب والطالبات بناءً سليما مستمدا من كتاب الله وسنة نبيه، وربطهم بحلقات تحفيظ القرآن، ومجالس العلم والعلماء الموثوقين حتى لا يقعوا في أوحال التطرف والغلو. والاهتمام بمجال الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهما صمَّام الأمن، وطوق النجاة للفرد والمجتمع.