حث مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ في خطبته بمسجد نمرة بمناسبة وقفة عرفات جميع المسلمين والعالم على تضافر الجهود والعمل على استئصال الإرهاب واصفا إياه ب"الداء العضال" . وأكد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن الإرهاب من أخطر التحديات التي تواجه الأمة، حيث عانى منه المسلمون والعالم كله فهو يستهدف المنشآت والنفوس البريئة بغير حق، موضحا في ذات الوقت بأنها مشكلة عالمية إذ توجد في العالم صور مختلفة منه. وفي هذا الصدد قال الإمام أن هناك من يستغل الإرهاب ويفسره على هواه فإن رأى تحقيق مصالحه أمده بطريقة مباشرة وإن رأى فيه عكس ذلك حاربه. ونبه المفتي العام للمملكة العربية السعودية إلى ما تواجهه الأمة من عصابات إجرامية دولية لا ضمير لها، هدفها محاربة الشعوب والأمم واستنزاف طاقة الشباب مستشهدا بعدد الجرائم المرتكبة والأعراض المنتهكة والأموال المسلوبة والبيوت المدمرة التي تسببوا فيها. وأشار الخطيب إلى أن العالم يشكو من العمليات الانتحارية والتفجيرات الإجرامية التي جلبت على العالم الإسلامي البلاء والمصائب، مؤكدا أن هذه العمليات الانتحارية في بلاد المسلمين "بلاء" يستهدف الرجال والنساء والأطفال ويدمر المنشآت ويفرق المجتمع. وفي هذا السياق، حذر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ العباد من أن يكونوا سببا لهدم بلدانهم بأيديهم وأن يكونوا سلاحا في أيدي أعدائهم، داعيا إياهم بقوله "أحقنوا دماءكم وحلوا مشاكلكم فيما بينكم أحرصوا على الوحدة والتماسك" . وكان مفتى عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ قد استهل هذه الخطبة بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم ومنها الاجتماع العظيم على جبل عرفات الطاهر. ودعا الأمة الإسلامية إلى تضافر جهودها من أجل التصدي للتحديات التي توجهها خاصة انتشار بعض المعاصي والآفات الاجتماعية التي تنخر جسد الأمة وتضعف كيانها كالتطرف والمخدرات. وأكد الخطيب علاوة على ذلك على أهمية الحفاظ على الأمانة في مختلف المجالات السياسية، الاقتصادية، الثقافية، الإعلامية والتربوية منها لتكون الأمة الإسلامية خير أمة أخرجت للناس. كما دعا الأمة الإسلامية إلى الحرص على التمسك بالقيم التي يأمر بها الدين الإسلامي الحنيف من وحدة وتأليف القلوب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد وقف حوالي 3 ملايين حاج لبيت الله الحرام يوم الخميس 9 ذي الحجة على جبل عرفات لأداء هذا الركن الأعظم من أركان الحج. وقد توجه الحجاج بملابس الإحرام في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر راجلين أو على متن حافلات من الوادي الصخري بمنى إلى جبل عرفات جبل الرحمة حيث ينبغي على الذي مكثوا به إلى مغيب الشمس التوجه بعدها إلى المزدلفة حيث قضوا ليلهم هناك. وأكد مصدر رسمي سعودي أن 1.6 مليون حاج أجنبي منهم 36.000 جزائري قد حجوا هذه السنة إلى بيت الله الحرام يضاف إليهم مئات الآلاف من السعوديين والمقيمين الأجانب بالعربية السعودية. وأدت الجموع من حجاج بيت الله الحرام بمسجد نمرة صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة نبينا محمد صلى اللّه عليه وسلم و استمعوا لخطبة عرفات.