ما رأيناه مؤخرا أثار في نفسنا الدهشة والذهول، امرأة تقوم بركل سيارة سيدة أخرى كانت تقود سيارتها بل تُدخل يديها من أجل مسك تلك السيدة وضربها، فما كان علينا إلا ترميق النظر أكثر للتأكد من أن تلك السيدة هي امرأة وليست رجلا خاصة وأن الأفعال التي كانت تصدر منها قد تنسب إلى شاب متهور وليس إلى سيدة تجاوزت العقد الرابع، والأدهى والأمر أنها تلبس اللباس الإسلامي المحترم أو كما يقال سيدة (ملتزمة)، شد ذلك الموقف أنظار الكل وملأت ملامحهم علامات الدهشة والاستغراب من ذلك الموقف الحاصل أمام أعينهم والتي تزعمته سيدة، بحيث كانت تضرب السيارة بكل قوتها وتحججت بأن تلك المرأة أوشكت على صدمها، ووجهت وابلا من السب والشتم إلى تلك السيدة التي تجمدت في مكانها وزرع ذلك المنظر في نفسها الخوف والهلع ولم تنطق ببنت شفة خاصة وأن المرأة الثائرة كانت في حالة هيجان مشابه لما نراه في الصراعات الحامية بين الشبان عبر الأحياء الشعبية. فهل وصل عنف الجنس الأنثوي في الجزائر إلى ذلك الحد، وهو ما تفسره العراكات والمشاجرات التي بتنا نشاهدها في كل مكان بالشارع والأسواق والمحطات والحافلات، وقد يلحق الأمر حتى إلى العراك بالأيدي في مناظر يندى لها الجبين خصوصا وأنه من العيب أن تنسب تلك الأفعال إلى نساء وعهدناها أكثر في بعض الشبان والمراهقين، لاسيما وأن تلك المناظر المفزعة تمس بأنوثة المراأة وطباعها الهادئة وصفاتها المتزنة. وهو ليس بالسيناريو الأول بل تعددت السيناريوهات، ففي إحدى المرات اندلع شجار وبنفس الأسلوب بين سيدتين كانتا تنتظران الدور أمام طابور طاكسي، وبعد ملاسنات احتد الأمر وسقطتا أرضا وهما تتبادلان الضرب واللكمات في منظر جد مؤسف. ونحن وإن تحدثنا على العنف الممارس ضد النسوة وجب المكوث قليلا أمام العنف الممارس من طرف المرأة ضد المرأة لاسيما وأن خشونة بعض النساء وطباعهن الحادة حوّلهن إلى مصدر خطر على بعض النسوة بعد أن استسهلن الضرب واللكم عبر الشوارع، بحيث ابتعن حياءهن فتلك التصرفات تخدش حياء المرأة وتقضي على احترامها بل وتسيء لسمعة النسوة فالمرأة حياؤها هو عمادها الذي لا يقبل النقاش. وكانت المحاكم قد ناقشت في الكثير من المرات قضايا ضرب وجرح تزعمتها نسوة سواء بحكم الجوار في العمارة الواحدة وتكون عراكات لأتفه الأسباب وقد تنتقل إلى الشوارع بسبب هفوة أو نظرة عفوية تؤدي إلى عراك حاد بين امرأتين وللأسف، فكيف للبعض أن ينادوا بحماية المرأة من العنف بكل أنواعه وقد تكون بنت جنسها هي من تتزعمه ولحسن الحظ أنها حالات شاذة فالمراة الجزائرية عرفت بمميزاتها الطيبة وعفتها وتحليها بالأخلاق الكريمة وهؤلاء لا يمثلن إلا أنفسهن، فمن الخزي والعار أن تشهد شوارعنا تلك الصراعات ويكون الأمر أخزى إن تزعمت تلك الصراعات نسوة كان من واجبهن التحلي بالحياء والصفات الحميدة ليكن مثالا للآخرين لكن ما تشهده أزقتنا يثبت العكس وقد يتحوّل نعت الجنس اللطيف إلى جنس (يا لطيف)...