شاع عن المرأة أنها جنس لطيف إلا أن المثل لا ينطبق على جل النساء فبعد أن ألفنا ممارسة العنف والخشونة من طرف الرجال، قفزت الظاهرة إلى بعض الفتيات والنسوة، ولا نقل كلهن كون أن هناك منهن من لازالت تلتزم بأقصى درجات الحشمة والحياء ويبقى في نظرها أن الرجل له مكانة حسب أعراف مجتمعنا وهو رمز للقوة والرهبة، وتأتي المرأة من ورائه في الدرجة الثانية. إلا أن بعض الفتيات المنسلخات من أنوثتهن أبين إلا مواجهة الرجال الند للند والعراك معهم بل هن أول من يلجأ إلى التعارك بالأيادي، وما تظهره شوارعنا وما تخفيه مقرات العمل اكبر دليل على ما تجرأت على فعله بعض الفتيات والنسوة وما وصلت إليه قيمة بعض الرجال في نظر بعضهن. بتنا نشاهد تلك الصفعات على المباشر أو حتى التعارك بالأيدي بين ذكر وأنثى وفي الغالب بنت حواء هي من تفتتح وتبدأ تلك المعارك بعد أن توجه للطرف الآخر صفعة على الوجه أمام الملأ دون أدنى احترام لجنسه كرجل، ويعلم الجميع لما لتلك الكلمة من معاني سامية وفقا لأعراف مجتمعنا فهو الأولى بالتقدير والاحترام شئنا أم أبينا، إلا أن هناك فتيات بتن يرفضن تلك الأفكار بعد مناداتهم بالمساواة بين الرجل والمرأة ويرفضن نظرات الكائن الضعيف الذي تلاحقهن من طرف الجميع، ويفعلن المستحيل لمحوها. ولم يجدن السبيل إلا بإظهار فتيل عضلاتهن على مستوى الشوارع وبمقرات العمل أين يصطدمن مع الرجال، وتجرأن حتى على ضربهم، ذلك ما كشفه الواقع في الكثير من المرات حيث انتهزن في ذلك تشدد القانون الجزائري مع الرجل المتعدي على المرأة كونها كائنا ضعيفا ومرهف الحس، فانقلبت الآية وصرن هن من يبدأن التعدي على الرجال لمجرد مناوشة بسيطة تطورت فيما بعد إلى حد صفع الرجل أمام الملأ ودهس كرامته ووقاره كرجل ذلك ما تظهره شوارعنا وتخفيه مقرات عملنا بعد أن تجرأت بنت حواء على التصدي لابن ادم وممارسة التعنيف معه. ذلك ما وقفنا عليه مؤخرا بأحد المطاعم فبعد مناوشة بسيطة تجرأت فتاة "مسترجلة" على صفع زميلها، وما كان على كل الحاضرين إلا الاستغراب والتأسف من الموقف الذي حصل من أمام أعينهم، فما كان على ذلك الشاب إلا تهديدها بعد أن احمر وجهه من شدة الحرج، وكانت هي تخبره إن فعل وضربها فسوف تكلفه تلك الخطوة الكثير، والسؤال المطروح ماذا كلفها هي ذلك السلوك الذي لا يمت الصلة بطبيعتها الأنثوية، فحتى المسكين لا يجرؤ على رد الصفعة. موقف مماثل عايشناه بساحة الشهداء بالعاصمة حيث كانت فتاة وشاب يتخاصمان وفجأة رفعت يدها وصفعته أمام الملأ، فما كان عليه إلا رد الصفعة بكل قوة وانقلب المكان إلى حلبة للصراع فيما بينهما جلب كل أنظار العابرين الذين تأسفوا كثيرا لما وصلنا إليه، فبالأمس القريب كانت الفتاة تلتزم بالحياء والحشمة داخل وخارج منزلها وتعرف مقام الرجل فلا تظلمه ولا تتجرأ حتى على إرسال نظرات حادة باتجاهه، إلا انه في الوقت الحالي صارت تلحقه من بعض أصناف الفتيات والنسوة إن لم نقل أشباههن، صفعات وحتى ركلات وخدش وبصق فصدق المثل القائل والشائع في المجتمع الجزائري بقوة "عيش تشوف".