ظلم و حفرة وعنف لفظي تتكبده النسوة يوميا تفشت ظواهر غريبة عبر وسائل النقل وهي تعكس الانحطاط والمرض الذي يميز البعض، حيث صارت النسوة من مختلف الأعمار لقمة سهلة ينهشها من سولت له نفسه التعدي على حقوق النسوة، وأضحت غاية البعض من وطء الحافلات التعدي على حرمة النسوة مهما كان طريق أو شكل ذلك التعدي فالمهم إشباع الرغبات الحيوانية بكل السبل إزاء نسوة مغلوبات على أمرهن، وإن حدث أن تفوهت الضحية بكلمة فإن الأمر سينقلب عليها وسيلحقها وابل من السب والشتم والنعت بأقبح الصفات.
نسيمة خباجة الأمور الجارية التي وقفنا عليها في أكثر من مرة تستدعي أخذ تدابير مستعجلة لحماية النسوة من بطش هؤلاء المرضى والمعتوهين فاختلالهم النفسي دفعهم إلى التحرش بالفتيات والسيدات من مختلف الأعمار، ولم تسلم من الظاهرة الغريبة سوى العجائز اللواتي لا يشكلن مطمعا لهؤلاء، ولم يعد السلوك يصدر من الشبان فقط بل حتى من الكهول الذين غزا الشيب شعرهم، وعدم حيائهم دفعهم إلى التعدي على حرمة نسوة شريفات عفيفات جمعهن القدر مع جبناء تجرأوا على الاعتداء على حرمتهن. السرقة والتحرش غايتان وسائل نقلنا صارت عنوانا للفوضى وعدم الاحترام والمشاجرات الروتينية بين الركاب ويرجع الأمر إلى الاكتظاظ الحاصل عبرها وتقاطع الذهنيات، فالحافلة تجمع الكثير من الفئات الاجتماعية المتعلمة وغير المتعلمة، السوية والطائشة، وغيرها من الأصناف والفئات المختلفة التي تجبرها الظروف على الاجتماع عبر وسائل النقل كوسيلة عمومية متاح استعمالها للجميع، لكن البعض صاروا يندبون حظهم من بعض الأمور التي صارت تحدث عبرها فمن انتشار السرقة وتحيّن الوقت للانقضاض على جيوب المسافرين إلى التحرشات بالنسوة التي أضحت عنوانا سلبيا لوسائل نقلنا وضاقت منها النسوة ذرعا.
مواقف محرجة للغاية لازالت التحرشات تصنع الحدث عبر وسائل النقل وفي الوقت الذي ينتظر أن توضع لها حدود تضاعفت الظاهرة في السنوات الأخيرة، فانحراف سلوكات البعض جعلهم يقصدون وسائل النقل ويغتنمون فرصة الازدحام من أجل إفراغ مكبوتاتهم الحيوانية وأذية شرف النسوة وانزعاجهن بتلك التصرفات الغريبة جدا. اقتربنا من بعض النسوة اللواتي أبدين انزعاجهن وغضبهن من مواقف حصلت لهن ولازلن يصطدمن بها في كل مرة عبر وسائل النقل، حيث قالت إحدى السيدات التي كانت تستقل حافلة من ساحة الشهداء المتوجهة إلى بئر توتة وكانت مملوءة عن آخرها، إن تلك الحافلة صارت عنوانا لتفشي مختلف السلوكات المنحرفة فمن السرقة إلى التحرش وغيرها، حيث بعد الدفعات المرحلة إلى ذات الناحية صارت الحافلة تملأ بالركاب في ظل قلة الحافلات وتدفع النسوة ثمنها، وأضافت أنها مؤخرا تشاجرت مع أحدهم فألقى عليها وابلا من السب والشتم لا لشيء سوى لأنها أحبطت محاولته في الالتصاق بإحدى الفتيات وأمرتها بالابتعاد عن تلك المساحة من الحافلة فاغتاظ وراح يبعد عنه التهمة وينعت السيدة بأقبح الصفات، ناهيك عن الكلام الخادش للحياء على مرأى ومسمع جميع الركاب. عقليات متخلفة على الرغم من لهث الدولة الجزائرية إلى تطوير وسائل النقل وجعلها أكثر حداثة وعصرنة إلا أننا نجدها تقف عاجزة وراء تحديث الذهنيات التي بقيت متخلّفة وجعلت من وسائل النقل غاية للتحرش على النسوة والمساس بحريتهن، فمن السرقة إلى التحرش ومحاولة الالتصاق بهن بكل الطرق وهو الأمر الذي يحز كثيرا في نفسية الفتيات والنسوة من مختلف الأعمار، هؤلاء اللائي تقربنا منهن وأدلين ببعض الشهادات الحية التي تعكس مرارة ما يتجرعنه بصفة يومية وتعكس أيضا تخلف وانعدام أخلاق وتربية البعض إلا من رحم ربي . إحدى الأوانس في العقد العشرين قالت إنها تمتنع عن ركوب الحافلة إن رأت أنها مكتظة لأن ذلك سوف يكلفها المساس بكرامتها من طرف من تستحي حتى أن تمنح لهم حذاءها لمسحه على حد تعبيرها، تضيف لقد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل وملت الفتيات من العراكات الروتينية التي يكون سببها الرئيسي الاعتداء، أو محاولة الاعتداء عليهن بطرق دنيئة لا يتقبلها لا العقل ولا المنطق وأضافت أنها شخصيا لا تتقبل تلك الأفعال وتقف لهؤلاء بالمرصاد حتى ولو كلفها الأمر ضرب المعتدين على حرمتها، لأنه لا يقابل العنف إلا العنف فالفتاة حرة في تنقلها إلى العمل والدراسة فلماذا يأتي هؤلاء الجبناء ليحطوا من معنوياتها بتلك السلوكات التي تمس كرامة المرأة وعفتها وشرف عائلتها، على الكل أن يعلنون الحرب على هؤلاء وحتى إن اقتضى الأمر تسليط عقوبات ردعية لوضع حد لتلك الظواهر المشينة . تخصيص أعوان للأمن بات ضروريا طالبت جل النسوة والفتيات بضرورة تسخير أعوان للأمن عبر وسائل النقل وجعلهم كمصدر حماية لكل الركاب من الظواهر التي باتت متفشية على رأسها التحرش المسلط على النسوة عبرها لاسيما أن الركاب صاروا لا يتدخلون عند بعض المواقف الظالمة خوفا على أنفسهم من بطش بعض المنحرفين وفق سياسة تخطي راسي الذي التزم بها البعض وللأسف في الوقت الحالي، فلا يحركون ساكنا إن ظلمت فتاة أمام أعينهم بل يلومها البعض أحيانا ويلخصون ذلك اليوم في عبارة تستاهل التي صارت تتلفظ بها الأفواه، متناسين أن الموقف الذي تعرضت إليه فتاة مغلوبة على أمرها من الممكن جدا أن تقف فيه أخواتهم أو زوجاتهم أو حتى قريباتهم في يوم ما. ومادام أن الكل يلتزمون الصمت إزاء تلك المواقف وتقف الفتاة موقف المتهمة والضحية في آن واحد، طالبت العديد من النسوة بضرورة تخصيص أعوان للأمن داخل حافلات النقل لحفظ النظام ومنع الممارسات المخلة بحياء النسوة وحتى منهم من نادت بضرورة تخصيص حافلات للنسوة وحافلات للرجال لكي ينتهي المشكل، لاسيما أننا في بلد إسلامي وتليق بنا تلك الحلول النافعة.