بدأت الكثير من المصارف الأجنبية بمحاولات لتطبيق المفاهيم الإسلامية في التمويل المصرفي والمعاملات البنكية، بعد أن أثبتت التجارب وخاصة السنوات التي انهارت فيها بعض البنوك، أن التجربة المصرفية الإسلامية هي الأفضل، بعيداً عن الربا والمعاملات المحرمة. ومع انطلاق العديد من المصارف الإسلامية في الغرب، أعلن رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الكويتي (بيتك) حمد عبد المحسن المرزوق أن وحدة تابعة له، حصلت على أول رخصة لإنشاء مصرف إسلامي متكامل في ألمانيا، وأنه سيبدأ العمل فيه في جويلية المقبل. وقال المرزوق: إن البنك الجديد سيعمل تحت اسم (كي تي بنك)، وهو مملوك بالكامل للوحدة التركية لبيت التمويل الكويتي (بيتك-تركيا)، مضيفا أن مقره الرئيس سيكون في مدينة فرانكفورت. وأوضح أن هذا هو أول مصرف يتم ترخيصه بالكامل لمزاولة أنشطة استقطاب الودائع وتقديم خدمات التمويل والائتمان في ألمانيا وفق الشريعة الإسلامية. مشيرا إلى أن بيتك-تركيا له فرع في مدينة مانهايم الألمانية يعمل منذ سنوات. وأشار المرزوق إلى أن إصدار هذه الرخصة في ألمانيا -أكبر اقتصاد في أوروبا- يتفق مع الإقبال العالمي على الخدمات المصرفية المتوافقة مع الشريعة، ويأتي بعد نشاط متواصل للبنك في القارة الأوروبية من خلال الصفقات التي نظمها في مجال الصكوك والصناديق الاستثمارية وغيرها. وأكد المرزوق أنه بالرغم من أن ألمانيا يعيش فيها نحو أربعة ملايين مسلم، فإن المستهدف هو أن يقدم البنك خدماته لعموم السوق، للاستحواذ على أكبر شريحة ممكنة من العملاء الأفراد والشركات، والانطلاق فيما بعد، من السوق الألماني نحو التوسع في أوروبا، من خلال فروع وبنوك وشركات جديدة. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لبيتك-تركيا، أفق إيوان: إن موافقة الحكومة الألمانية على منح ترخيص تشغيل بنك إسلامي متكامل، قرار مهم في مجال عمل البنك وتوسعاته، وفي مسيرة الصيرفة الإسلامية في أوروبا. مبينا أن ألمانيا تزخر بفرص نمو عديدة ومتنوعة، ستساهم في نمو أعمال البنك بسرعة كبيرة. وقد كشفت دراسة متخصصة في منتصف العام الماضي أن الأصول المصرفية الإسلامية العالمية، التي تمتلكها المصارف التجارية ستفوق 3.4 تريليونات دولار، بنهاية عام 2018م، مدفوعة بالنشاط الاقتصادي المتنامي في أسواق التمويل الإسلامي الرئيسة.