مع توفير الدولة للقطار الكهربائي السريع من الفئة الجديدة تخلص معظم المسافرين من أزمة النقل على الخط الرابط بين الثنية والعاصمة، حيث أصبح معظم المواطنين يفضلون استعمال القطار هروبا من زحمة المرور عبر أغلب الطرق التي تؤدي إلى العاصمة، ولكن ومع ضمان النقل عبر القطارات يواجه المسافرون مشكلا آخر أوقعهم في حرج المضايقات بسبب تنقل فئة المرضى عقليا عبر القطارات بكل ما تخلفه الظاهرة من خطر على بقية الراكبين. بحيث يشتكي مستعملو القطار على الخط الرابط بين العاصمة وبلدية الثنية من تراجع خدماته على عكس السنوات الماضية. إلى جانب آفة أخرى ضاق منها المسافرون ذرعا وهي آفة تنقل المختلين عقليا داخل القطار بكل ما يشكلونه من خطر على المسافرين، لم نود تضييع فرصة التأكد من الأمر وتوجهنا إلى محطة تافورة مع دفع تذكرة إلى محطة الثنية، ركبنا القطار كباقي المسافرين أخذنا أماكننا هناك وكانت تقابلنا في الجلوس طالبتان جامعتان، كانتا متوجهتين إلى الدار البيضاء بالإضافة إلى فئات أخرى، وعند وصولنا إلى محطة خروبة حدث الأمر المتوقع وركب معنا أحد المختلين عقليا وجلس بجانبنا، استغربنا لأمره كثيرا خاصة وأنه راح يغني ويرقص ويصفق واستغرب الجميع للموقف الحاصل. وكانت فرصة أن سألنا بعض المسافرين هناك وأولهم الطالبتين الجالستين بمحاذاتنا إذ قالتا إنهما تستقلان القطار تقريبا كل يوم والمشهد هذا يتكرر وأصبح بالنسبة لهما من الأمور العادية، فقالت إحداهما (اليوم راه زهانا) لكن في بعض الأحيان هناك منهم من يطلق تصرفات غير مقبولة وقد تكون عدوانية، ونحن مجبرون _ تقول - على تحمله فلا خيار لنا بعد أن ركب معنا ولا ندري أين هو دور أعوان الأمن في تنظيم عملية الركوب في القطار الذي أضحى يركبه كل من هب ودب. وتجدر الإشارة أن معظم محطات القطار التابعة لذات الخط تحوّلت إلى ملتقى للمجانين والمشردين وأصبحت القطارات ملجأ يفرون إليه وعبر معظم المسافرين عن تذمرهم من الوضعية التي آلت إليها القطارات على الرغم من بعض نقاط التقدم والرقي التي شملتها في الآونة الأخيرة إلا أن استقلال المجانين للقطارات من شأنه أن يؤدي ألى المخاطرة ببقية المسافرين، كما طالبوا بضرورة تدخل المصالح المعنية لنقل هؤلاء إلى المصحات العقلية كأنسب الأماكن لهم لاسيما وأنهم أضحوا مصدر خطر للمسافرين من دون أن ننسى الإزعاج الذي يسببونه بحركاتهم وأفعالهم غير المميزة بالنظر إلى غياب وعيهم وإدراكهم.