باشرت مديرية النقل لولاية الجزائر خلال اليومين الأخيرين بالمحطة البرية لنقل المسافرين "تافورة" بإيقاف عدد هائل من الحافلات المتدهورة التي كانت تشغل خط "تافورة - درقانة" وهذا بسبب وضعيتها الكارثية التي أصبحت تهدد حياة المسافرين. أخيرا قررت مديرية النقل بالعاصمة تخليص مسافرو بعض الخطوط من خطر الموت الذي كان يتهددهم بسبب حافلات النقل القديمة والتي تصلح لكل شيء إلا لنقل المسافرين، رغم أنها وصلت إلى درجة جد متقدمة من الإهتراء ما يشكل خطرا حقيقيا على سلامة وحياة الركاب، وهو ما جعل هؤلاء يرفعون عديد الشكاوي إلى مديرية النقل من أجل وضع حد للمعاناة التي كانوا يعيشونها يوميا، وكانت البداية بخط "درقانة - تافورة" حيث تشير أولى الإحصائيات التي بحوزتنا إلى أن السلطات الوصية قامت إلى حد الآن بإيقاف حوالي سبع حافلات مهترئة، وأفاد أحد السائقين بأنه تفاجئ أول أمس بقدوم شخصين نحوه عندما كان جالسا في حافلته هو والقابض ينتظران امتلاء الحافلة التي كانت تسبقه وأردف بالقول "كشف هاذين الشخصين عن هويتهما وعرفت أنهما من مديرية النقل بالأبيار، وبعدها طلبا مني أن أعطيهم أوراق الحافلة وعندها أمراني بركن الحافلة وعدم ملئها بالركاب نظرا لقدمها على حد تعبيرهم وهو ما قمت به وطلبوا مني أن لا أستعملها مجددا" وفي المقابل أمرت مديرية النقل لولاية الجزائر من أصحاب الحافلات القديمة بتغييرها بحافلات جديدة حفاظا على سلامة الركاب، خاصة وأن معظم الحافلات أكلها الصدأ وباتت مصدر خطر على مستعمليها، كما أن فصل الشتاء على الأبواب وهو الموسم الذي يشهد أوضاعا كارثية يكون أبطالها السائقون وحافلاتهم القديمة، حيث يرتفع عدد الحوادث بشكل كبير والتي يكون لهؤلاء في الكثير من الأحيان يدا فيها، بالإضافة إلى أن المسافرين حسبما صرحوا به لنا يعانون كثيرا من قطرات الماء التي تتسرب إلى داخل الحافلات القديمة عبر الأسقف والنوافذ المكسرة، التي كثيرا ما يلجأ أصحابها إلى إثباتها بالشريط اللاصق. ومن المرجح أن تواصل مديرية النقل إزالة عديد الحافلات في الخطوط المتبقية الأخرى في خطوة للقضاء نهائيا على "حافلات الموت" التي تخيف مستعمليها وتأتي تلك التي تشغل خط "بن عمار- السماكة" في المقدمة حيث اشتكى الركاب كثيرا من وضعها الكارثي، وهو الأمر نفسه ينطبق على حافلات "تافورة - عين طاية" و"تافورة - عين بنيان" و"تافورة - الشراقة" وهي الخطوط الثلاث التي تشغلها حافلات يعود تاريخ إنتاجها السبعينيات وبداية الثمانينيات، ما يعني أنها تعمل منذ حوالي 27 سنة وهو الأمر الذي يعكس الحالة المزرية التي هي عليها هاته الحافلات .