عرفت القضية البربرية في الجزائر العديد من المحطات وشهدت الكثير من التجاذب، حيث شكل الربيع الأمازيغي الذي شهدته الجزائر في 20 أفريل 1980 حدثا مفصليا في تاريخ الجزائر المستقلة التي كانت حينها تستعد للاحتفال بالذكرى ال 18 للاستقلال، وهو عمر قصير لدولة حديثة بدأت تتلمس طريقها في البناء وتضميد الجراح. يحتفل الأمازيغ الجزائريين بتاريخ 20 أفريل من كل سنة بالربيع الأمازيغي المرتبط بأحداث مأساوية عاشها الأمازيغ الجزائريين، ويعود سبب هذا الاحتفال الى سنة 1980 عندما استدعى طلبة جامعة تيزي وزو الكاتب الأمازيغي والأب الروحي للغة الأمازيغية في الجزائر (مولود معمري) وهذا ليقدم محاضرات عن اللغة الأمازيغية والشعر والحضارة الأمازيغية بيد أنه تم مقابلة هذا العرض الثقافي حسبهم بالمنع مما دفع بطلبة جامعة تيزي وزو إلى إعلان إضراب عام ومفتوح استدعى تدخل وزير التعليم العالي آنذاك من أجل البحث الحثيث لوقف الإضراب الذي امتد إلى الثانويات والإكماليات وحتى المؤسسات والشركات الحكومية، وأدى هذا إلى ارتفاع درجة التوتر بولاية تيزي وزو قلب القبائل، بعدها تقرر أجراء مسيرة سلمية بالجزائر العاصمة، غير أن هذه المسيرة اتخذت مجرى مأساويا بعدما امتدت إلى مدن أمازيغية أخرى من الجزائر في 20 من شهر أفريل سنة 1980 ليبقى هذا التاريخ راسخا في أذهان كل القبائل الأمازيغ. وفي إطار إحياء الذكرى ال 35 للربيع الأمازيغي شهدت العديد من الولايات على غرار تيزي وزو، بجاية، بومرداس مسيرات سلمية شاركت فيها أحزاب سياسية رفعت فيها شعارات أهمها الاعتراف الحقيقي بالأمازيغية وترسيم اللغة الأمازيغية، ودعوا إلى ما سموه (استقلالية) منطقة القبائل. حيث شهدت مدينة تيزي وزو أول أمس مسيرتين وانطلقت المسيرة الأولى من مقر جامعة حسناوة شارك فيها الآلاف من أنصار حركة (الماك) ومناضلي الأرسيدي وشارك العشرات من طلبة جامعة مولود معمري، إضافة إلى ثانويين وأطفال، أما المسيرة الثانية انطلقت من ساحة الزيتونة باتجاه وسط المدينة لأنصار بقايا حركة العروش شارك فيها عشرات من المواطنين، وانتقلت الوفود بعدها إلى المحطة السابقة لتوقف عربات نقل المسافرين باتجاه المدن الواقعة بالجهة الشرقية للولاية لتسميتها باسم المطرب القبائلي سليمان عازم حيث وضعوا لوحة تذكارية لتجسيد الحدث. من جهتها حذرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون من دار الثقافة مولود معمري بعاصمة جرجرة أين نشطت تجمعها الشعبي تزامنا والاحتفال بذكرى الربيع الأمازيغي من العواقب الوخيمة التي قد تنجر في ظل التلاعبات التي فرضتها بعض الأطراف بخصوص اللعب على أوتار الجهوية باسم الأمازيغية والتي قالت إن ترسيمها يجب أن يكون بدون شروط ولا استفتاء شعبي، كونها اللغة الأم عبر ربوع الوطن، مؤكدة أن الاستفتاء في مثل هذه الحالة يعتبر تمزيقا للجزائروخلقا للفوضى الداخلية.