أصدرت وزارة الدفاع السعودية بيانا بشأن عمليات (عاصفة الحزم)، إذ أكدت من خلاله أنه تم إزالة أي تهديد للسعودية وحدودها من الميليشيات الحوثية وميليشيات الرئيس المخلوع علي عبد اللّه صالح، في الوقت الذي أعلنت فيه قيادة التحالف انتهاء عمليات (عاصفة الحزم) بعدما حققت أهدافها، وبدء عمليات إعادة الأمل التي ستكون وفق قرار مجلس الأمن، وسرعة استئناف العملية السياسية في اليمن وتهدف إلى حماية المدنيين واستمرار مكافحة الإرهاب. أكدت وزارة الدفاع أن الطلعات الجوية أزالت أي تهديد ضد السعودية ودول الجوار، وتدمير الصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات. كما أكد المتحدث باسم عاصفة الحزم، العميد أحمد عسيري، أن عاصفة الحزم حققت أهدافها بشكل دقيق على الأرض، بعد ما وصل عدد الطلعات الجوية إلى ألفين وأربعمئة وخمسَ عشرة طلعة جوية. وقال البيان: (تعلن وزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية أنه على إثر انطلاق عملية عاصفة الحزم والتي شاركت فيها القوات المسلحة السعودية بكل كفاءة واقتدار وأدت وللّه الحمد إلى فرض السيطرة الجوية لمنع أي اعتداء ضد المملكة ودول المنطقة، فقد تمكنت -بفضل اللّه- الطلعات الجوية التي شارك فيها صقورنا البواسل مع أشقائهم في دول التحالف بنجاح من إزالة التهديد على أمن المملكة العربية السعودية والدول المجاورة من خلال تدمير الأسلحة الثقيلة والصواريخ البالستية التي استولت عليها الميليشيات الحوثية والقوات الموالية ل علي عبد اللّه صالح من قواعد ومعسكرات الجيش اليمني). * أهداف عمليات إعادة الأمل نص بيان دول التحالف على التالي: "نعلن عن انتهاء عملية (عاصفة الحزم) مع نهاية هذا اليوم وبدء عملية (إعادة الأمل) والتي سيتم خلالها العمل على تحقيق الأهداف التالية: 1 سرعة استئناف العملية السياسية وفق قرار مجلس الأمن رقم (2216) والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل. 2 استمرار حماية المدنيين. 3 استمرار مكافحة الإرهاب. 4 الاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني في المناطق المتضررة وإفساح المجال للجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية. 5 التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج. 6 إيجاد تعاون دولي من خلال البناء على الجهود المستمرة للحلفاء لمنع وصول الأسلحة جوا وبحرا إلى الميليشيات الحوثية وحليفهم علي عبد اللّه صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين). وأضاف البيان: (وفي هذا الخصوص تثمن دول التحالف صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بتخصيص مبلغ 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية في اليمن، من خلال الأممالمتحدة. وتود دول التحالف تأكيد حرصها على استعادة الشعب اليمني العزيز لأمنه واستقراره بعيداً عن الهيمنة والتدخلات الخارجية الهادفة إلى إثارة الفتنة والطائفية وليتمكن من بلوغ ما يصبو إليه من آمال وطموحات، وليعود اليمن لممارسة دوره الطبيعي في محيطه العربي). * حملة تشويه علنية بدأت وسائل الإعلام الإيرانية، وبعد دقائق من إعلان توقف عاصفة الحزم التي تقودها السعودية على المليشيات الحوثية في اليمن، بالحديث عن (الهزيمة) السعودية وانتصار (أنصار اللّه). وسبق توقف (العاصفة) تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان توقّع فيها وبثقة شديدة وقف الحرب في اليمن خلال ساعات، ليأتي الإعلان عن توقفها مساء اليوم ذاته. وأعلن المتحدث الرسمي باسم (عاصفة الحزم) أحمد عسيري انتهاء عملية (عاصفة الحزم) وبدء عملية (إعادة الأمل)، مبررا ذلك بطلب من الحكومة اليمنية بعد أن حققت العاصفة أهدافها. * من الذي انتصر؟ تختلف وسائل الإعلام الإيرانية مع العسيري بأن العاصفة حققت أي أهداف في اليمن سوى (قتل آلاف اليمنيين) و(حصد أرواح الأبرياء والآمنين من النساء والأطفال). وفي تقرير لها عن توقف الحرب قالت وكالة (فارس) الإيرانية للأنباء إنه (ومما لاشك فيه أن أسرة آل سعود لم تحقق أيا من أهدافها على الصعيد السياسي بعد ما يقارب من مرور شهر من الهجمات الجوية المكثفة على الأراضي اليمنية، فمنذ الأيام الأولى لبدء العدوان قال الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في خطاب وجهه من القمة العربية إن عاصفة الحزم لن تنتهي إلا بتحقيق شرطين هما انسحاب عناصر حركة أنصار اللّه من العاصمة صنعاء وميناء عدن إلى مواقعهم السابقة، والثاني يتمثل بإعادة الرئيس اليمني المستقيل وحليف نظامه عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، وهو ما أطلق عليه عودة الشرعية لكن طائرات التحالف بقيادة السعودية عادت إلى قواعدها بخفي حنين بعد أربعة أسابيع من الضربات المتتالية وآل سلمان وأسرته الحاكمة إلى الفشل الذريع). ورغم أن المبادرة العُمانية، البلد الخليجي الذي قرر البقاء على الحياد، اشترطت على الحوثيين كل ما ذكر في تقرير فارس، إلا أنها تصر على أن السعودية هي من خسر الحرب. * شماته إيرانية من جهته، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن إعلان النظام السعودي بدء عملية (إعادة الأمل) في اليمن يشير إلى نسيانها لمرحلة ما قبلها وهي مرحلة إعادة التأهيل النفسي للحكومة السعودية عقب هزيمتها النكراء هناك. وأكد لاريجاني أنه لا يمكن إطلاق أي عنوان على هذا العدوان الذي استمر 27 يوما سوى عنوان الهزيمة للعملية العسكرية الصبيانة في اليمن، والمنتصر هو الشعب اليمني، وأن مقاومته واستقامته واستبساله جعل المعتدين يندمون. واستطرد رئيس السلطة التشريعية قائلا إن (الأكثر أسفا هو حال الرئيس الذي دعا دولة أخرى لشن عملية عسكرية على بلاده، وهذا الجفاء تجاه الشعب اليمني أفقده ما تبقى من شرعية له، ليعود لاحقا مع الحكومة السعودية ليتحدث عن إجراء الحوار اليمني)، وتساءل: (هل كان باب الحوار اليمني قبل العدوان قد أغلق؟). وسارعت الخارجية الإيرانية إلى التذكير بأن إيران قالت منذ اليوم الأول إن الحل لن يكون عسكريا، وهو ما كان، بحسب تصريح للمتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم على وكالة الأنباء الإيرانية. وقالت أفخم: (إن التوقف عن قتل الأبرياء العزل هو خطوة إلى الأمام). من جهتها، هنأت مليشيا أنصار اللّه (الحوثية) الشعب اليمني ب (الانتصار على العدوان الوحشي)، وحسب وكالة تسنيم الإيرانية غرد (أنصار اللّه) على (تويتر): (يمن الصمود ينتصر وانتصرت إرادة الشعب اليمني بصموده الأسطوري، أمام العدوان السعودي الأمريكي الهمجي هزيمة عاصفة الحزم. اليمن ينتصر).