كثف التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته على العاصمة اليمنية ليلة الإثنين، اعتبرها سكان محليون هي الأعنف منذ بدء عمليات القصف على مواقع الحوثيين، في الوقت الذي تحدث فيه شهود عيان من السكان عن تبادل لإطلاق نيران المدفعية والصواريخ بين قوات سعودية ومقاتلين حوثيين يمنيين في عدد من المناطق على الحدود أمس الثلاثاء. من جانب آخر، اُستهدف معسكران للحرس الجمهوري الموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف مع الحوثيين صباح أمس بأربع غارات في الضالع جنوب اليمن وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع فوق الموقع، كما قال الشهود. وإلى جانب صنعاء، تواصلت الغارات الجوية حتى صبيحة أمس، وأصابت مواقع للحرس الجمهوري ومواقع دفاعات جوية في عدة مناطق باليمن حسب سكان. وقال أحد السكان ويدعى عاصم الصبري لوكالة الأنباء الفرنسية، "لقد شهدنا الغارات الأعنف" في صنعاء منذ بدء عملية التحالف العربي الخميس. وأضاف "سمعنا دوي انفجارات قوية طوال الليل. لم يغمض لنا جفن". من جهته، دعا وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس إلى "تدخل بري عربي في اليمن بأسرع وقت ممكن". وقال ردا على سؤال لقناة "الحدث" التلفزيونية حول ما إذا كان يطلب تدخلا بريا عربيا "نعم نحن نطلب ذلك وبأسرع وقت ممكن حتى يتم بالفعل إنقاذ البنية التحتية وإنقاذ اليمنيين المحاصرين في الكثير من المدن". وقال آخر "كل معسكرات الحرس الجمهوري في محيط صنعاء وكذلك مطار العاصمة تعرضت للقصف طوال الليل". وهدف التحالف الذي يضم تسع دول عربية هو تدمير البنى التحتية العسكرية للحوثيين وحلفائهم من قوات صالح، الذين يهددون بالسيطرة على كافة أنحاء اليمن. ووسع التحالف عملياته إلى عدة محافظات في اليمن، من بينها مأرب قرب صنعاء والحديدة (غرب) وتعز وعدن (جنوب) بحسب إفادات سكان. وخلال تصريحه الصحفي مساء الاثنين، أقر المتحدث باسم قوات التحالف العربي المشترك "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد عسيرى، ضمنيا بمسؤولية التحالف في الغارة التي أوقعت 40 قتيلا على الأقل و200 جريح الاثنين في مخيم النازحين في المزرق شمال غرب اليمن. وقال إن "التحالف اُستهدف من قبل ميليشيات من منطقة سكينة واضطر طيران التحالف للردّ" في اتجاه مصدر النيران وذلك ردا على سؤال حول ضربة ضد مخيم المزرق. وأضاف أن "الحوثيين يسعون إلى وضع قواتهم في صفوف السكان والتحالف يبذل أقصى جهوده لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين". أعلن المتحدث باسم عملية "عاصفة الحزم"، العميد ركن أحمد عسيري، (سعودي)، "اكتمال وصول جميع القطع البحرية لتنفيذ خطة الحصار البحري على الموانئ اليمنية ومراقبة تهريب البشر والأسلحة". وفي مؤتمر صحفي عقده، مساء الاثنين، في مطار القاعدة الجوية بالرياض، أكد عسيري، وهو أيضا مستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أنه "لن يسمح لأحد بمغادرة الموانئ اليمنية دون تفتيش سواء للسفن القادمة أو المغادِرة". وكشف عسيري، في إيجازه الصحفي عن عملية "عاصفة الحزم"، أنه تمت الاثنين محاولة فاشلة لإطلاق صاروخ باليستي من إحدى ضواحي العاصمة صنعاء وسقط على بعد 60 كم لفشل محاولة الإطلاق. وبيّن أنه "في الوقت المناسب قصفت قوات التحالف منصة القصف". وأكد أن العمليات الجوية استهدفت تحركات الحوثيين ومراكز تجمعهم، ومخازن ذخيرة الحوثيين. وعرض في هذا الصدد مقاطع مصورة لاستهداف ناقلة دبابات، ومستودع ذخيرة، وموقع دفاع جوي، وقصف لإحدى الدبابات. ولليوم السادس على التوالي، تواصل طائرات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية "عاصفة الحزم"، التي انطلقت فجر الخميس الماضي، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، للتدخل عسكرياً بهدف "حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية" على حدّ قوله.