على الرغم من مضاره الصحية ظاهرة التدخين تتفشى في أوساط النسوة تحوّل الإدمان على التدخين إلى سلوك يومي نقابله في كل مكان ليس من طرف الرجال فقط بل مالت إليه حتى السيدات والأوانس من مختلف الأعمار، وعلى الرغم من أعراف مجتمعنا المحافظ إلا أن بعضهن لم تراع ذلك وراحت إلى التدخين لأسباب وحجج واهية، فبين البريستيج والمحافظة على القوام الرشيق أو الهروب ونسيان المشاكل تدمن المئات من الفتيات على ذلك السم القاتل. نشاهد تزايد حالات ممارسة المرأة للتدخين، خصوصاً وأنّ الجميع يعتقد أنّ الأمر لا يشكل ظاهرة واسعة الانتشار، لأنّ التدخين يعتبر سلوكاً يمارسه الرجال فقط، وفقاً للثقافة الشعبية، والتي تنظر إلى المرأة المدخنة بسلبية، إلاّ أنّها اليوم أصبحت أكثر تنامياً. طرحنا سؤالا على ياسمين طالبة جامعية متزوجة ومدخنة، قالت إنّها بدأت التدخين منذ سنتين تقريباً، مبيّنةً أنّها لا تدخن بشكل يومي، حيث أنّها تدخن من ثلاث إلى أربع مرات في الشهر، ولا يوجد سبب لذلك سوى أنّها تحب رائحة دخان السجائر، مضيفةً: (هي مجرد تسلية مع الصديقات، ولا تعتبر إدماناً، وعائلتي متقبلة لهذا الوضع، ولا أشعر بنظرة حرج منهم؛ وأرى أن التدخين يعتبر عاديا جداً، وهناك بعض النساء ينظرن لي نظرة مستهجنة وفيها استنكار حين يشاهدوني وأنا أدخن. وذكرت (ريم ) -طالبة جامعية مدخنة- أنّ قصتها مع التدخين بدأت مبكراً، موضحةً أنّها مدخنة بشراهة، حيث جربت السيجارة فاعتادت عليها، ثم أدمنتها، مع أنّها تعلم جيداً أنّ عواقبها ستكون فادحة، على الرغم من أنّ أسرتها منفتحة على العالم، إلاّ أنّها ما زالت تخفي عنهم أنّها مدخنة للسجائر؛ لأنّ لهم تصورات مثل المجتمع تربط بين المدخنة والسلوك الأخلاقي. وأكّدت (حنان) أنّ كل المجتمعات التقليدية ترفض قبول هذه المسألة؛ لأنّها تعتبر التدخين شيئا يخص الرجل، مضيفةً أنا أدخن بالخفاء، وأجد أن أخي الأصغر أجرأ مني في المجاهرة في هذا السلوك؛ لأنّ مجتمعنا اعتاد أن يمنح الرجل كامل الحق حتى في السلوك السلبي!! ونقبل منه أي تصرف، بينما المدخنة هي فتاة منحرفة وتمارس سلوكا لا يوجد له أي قبول اجتماعي). ومن الناحية الشرعية التدخين هو ظاهرة تتنافي مع تعاليم الإسلام، حيث أجمع العلماء على حرمة التدخين وذلك لأضراره الصحية والاجتماعية، كما تتنافي هذه الظاهرة مع مظهر المرأة حيث تنبعث من السجائر رائحة كريهة ومن الناحية الصحية فإن التدخين له آثار ضارة على المرأة أكثر من الرجل وقد أصبح واضحا وجليا أن تناول السجائر وإن اختلفت أنواعها وطرق استعمالها تلحق ضررا بالغا بالإنسان آجلا أو عاجلا في نفسه وماله. ويزيد التدخين من الأضرار الصحية التي تصيب المرأة عكس الرجل فإن نسبة إصابة المرأة بأمراض الشرايين التاجية تزيد عن الرجل،كما أن التدخين له تأثير على الحمل حيث تكثر حالات الإجهاض بين النساء المدخنات ويمثل التأثير السيئ للتدخين على الأجنة في بطون الأمهات حيث أثبتت الدراسات نقص موازين المواليد للأمهات المدخنات وسرعة ضربات قلوبهم مما يدل على أن هؤلاء الأجنة يعانون من المصاعب التي تهدد حياتهم. إن التدخين لا يكتفي بالتأثير على الأجنة فقط وإنما يستمر في جسم الطفل حتى يصل إلى سن الرجولة، وفي الأخير يبقى التدخين مضر بالصحة سواء بالنسبة للرجل أو المرأة.