* تباين في الآراء إن كان "العصير المخمر للعنب" حلالا أم حراما لم تلبث أن تزول الحملة التي شنت ضد قرار وزير التجارة الأخير والقاضي بتحرير قطاع الخمور وبيعه بالجملة، وهي القضية التي أثارت جدلا كبيرا في المجتمع الجزائري وغضبا على وزارة التجارة، حتى عادت إلى الساحة ضجة أخرى عن الخمور، من خلال استعراض شركة إسبانية (نبيذ عنب مخمر بدون كحول)، في معرض الجزائر الدولي (جازاقرو)، حيث شدّ انتباه الحضور قارورات (مشروبات الفتنة) التي أسموها بالعصائر والتي لها المواصفات الكاملة لقارورات الخمر، حيث باتت الجزائر ركحا لاستعراض تجارب بعض ("المغامرين)، على حساب هوية الشعب الجزائري الأصيل. وتباينت آراء أئمة ومشايخ بخصوص إذا ما كان (عصير العنب المخمر) المعروض في الصافكس من قبل شركة اسبانية حلالا أم حرام، حيث قال بعض المشايخ مثل الشيخ شمس الدين والشيخ عبد الفتاح زيراوي، أنه لا يمكن الفصل في ما إذا هذا المشروب الموجود بالصافكس حلالا أو حراما ما لم يتم التحقق من ذلك عن طريق مخابر، رافضين في بادئ الأمر القارورات التي تم تعبئة (العصير المخمر) فيه، فيما يرى الكثير منهم أن تسويق منتجات تشبه الخمور من دون كحول هي نتيجة حتمية لقرار وزير التجارة الملغى من قبل الوزير الأول عبد المالك سلال، وبيع النبيذ من دون كحول هو حلالا مالم يحوي أي قطرة من الكحول والتعبئة هي أمر تسويق فحسب -حسبهم-. زيراوي: "حيلة ماكرة لإفساد المجتمع وتدمير نسيجه" أكد زعيم حركة الصحوة الحرة الإسلامية السلفية عبد الفتاح زراوي حمداش أن هذه الأخيرة ترفض أن تباع مشروبات الخمور منزوعة الكحول نسبيا في بلاد الإسلام الجزائر لأنها -حسبه- حيلة ماكرة لإفساد المجتمع وإغوائه وتحطيمه وتدمير نسيجه، مضيفا في بيان صحفي له تلقت (أخبار اليوم) نسخة منه، أن مشروبات الخمور منزوعة الكحول نسبيا محرمة لأنها تشبه بالخمارين الكفرة وطريق لارتكاب الحرام ودعوة لاتباع خطوات الشيطان وسبيل لتمريرها مستقبلا في الجزائر. قاهر: "الويسكي الإسباني حلال مثل البيرة الجزائرية" ومن جهته، يرى الشيخ محمد الشريف قاهر عضو المجلس الإسلامي الأعلى ورئيس لجنة الفتوى، أن وزير التجارة استند الى معايير اقتصادية بحتة في تشريعه لتجارة الخمور بالجملة، مشيرا في هذا الإطار أن الجزائريين قيّموا القضية منظور الحلال والحرام وليس الربح والخسارة عكس بن يونس ما أثار ضده عاصفة من الانتقادات سواء على وسائل الإعلام أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يرى الشيخ قاهر أن بن يونس مجبر على رؤية الموضوع من منطلق الربح والمصلحة العامة مسديا نصيحة الى وزير التجارة في تصريحاته ( اترك ما ريبك الى ما لا يريبك)، وأشار الشيخ إلى أنه كان من المفروض على وزير التجارة التراجع عن القرار إذا شك فيه مباشرة. ومن هذا المنطلق، اكد محمد الشريف قاهر أن هذه المشروبات حلال لأنها ليست مسكرة، مؤكدا أن كل مشروب يسكر قليله فكثيره حرام وما عدا ذلك فهو حلال طيب للمسلمين، حيث أكد الشيخ في ذات الإطار أن الشراب حلال في هذه الحالة الا ما حرمه الطبيب لضرره على الصحة. وفي هذا الإطار، شدد الشيخ قاهر على الجزائريين ضرورة أخد الحيطة والحذر في هذا الموضوع تحديدا، فحكم (الويسكي) الذي تروّج له الشركة الإسبانية حلال مادام خاليا من الكحول وغير مسكر مثله مثل مشروب الشعير المعروف باسم (البيرة) من دون كحول والتي يتم بيعها واستهلاكها بشكل عادي من دون أي مشاكل إضافة الى كون بعض الأطباء يوصون بها مرضاهم المصابين بمشاكل في الكلى. تجار الخمور يتهربون من الضرائب أكد مقربون من وزير التجارة، أنه يضيع على الجزائر ما يقارب 71 مليار دينار كل ثلاث سنوات بين تهرب ضريبي ورسوم جمركية وغيرها في تجارة الخمور، ما يطرح سؤالا حول حجم هذه التجارة فعلا في الجزائر خاصة وأن الكثير من الهيئات التجارية العالمية صنفت الجزائر كثالث دولة منتجة ومصدرة لأجود أنواع الخمور في الجزائر.