أنفق الجزائريون، 661 مليار سنتيم لاستيراد الخمور والمشروبات الكحولية بمختلف أنواعها من الخارج، والخمور بمختلف نكهاتها وماركاتها العالمية، وهو رقم يعادل 83 مليون دولار من العملة الصعبة، مسجلة زيادة نسبتها 35 بالمائة مقارنة ب 475 مليار سنيتم سنة 2012، وتعتبر فرنسا وإسبانيا وإيطاليا أكبر الدول الممولة للجزائر بالبيرة والويسكي والفودكا والخمور الرغوية وماء الحياة وكحول الإيثيل. وكشفت إحصائيات حصلت عليها "البلاد" من الجمارك، أن استيراد الخمور والمشروبات الكحولية ارتفع من حوالي 29 مليون لتر سنة 2012 إلى أكثر من 39 مليون ألف لتر سنة 2013، وتنوعت الكميات والعلامات المستوردة بين المشروبات الرغوية، الجعة، ونبيذ بمختلف أنواعه، نبيذ العنب ، والنبيذ الرغوي، بالإضافة إلى مختلف أنواع الخمور المقطرة المسمّاة "المشروبات الروحية" المتحصل عليها بتقطير النبيذ أو العنب أو بتقطير منتجات قصب السكر المخمرة وهي باهظة الثمن، مثل الويسكي، عرق قصب السكر، جين وجنيفا والفودكا، الروم وتافيا، العرق، الشامبانيا والبراندي وجونيافر وماء الحياة". "الجعة... المشروب الكحولي الأكثر استيرادا واستهلاكا من قبل الجزائريين" وتأتي البيرة ونبيذ العنب على رأس القائمة من حيث الكمية المستوردة، باعتبارها الأكثر استهلاكا من قبل الجزائريين، نظرا إلى سعرها المنخفض، كونها مصنفة ضمن الخمور الرخيصة، وتعتبر فرنسا وإسبانيا وألمانيا أكبر الممولين الأوائل للجزائر بالبيرة المالطية، أو كما تسمى "الجعة"، وهي بيرة مصنوعة من الشعير، بينما يأتي المغرب في المرتبة الرابعة عالميا من حيث تصدير البيرة للجزائر. وتعتبر فرنسا أول ممولة للجزائر بالخمور بصفة عامة، تليها بريطانيا العظمى التي تعتبر أول ممولة للجزائر بالويسكي. ويحتل الويسكي المرتبة الأولى في قائمة المشروبات الروحية المستوردة من قبل الجزائر، ب3,5 مليون دينار، نظرا إلى غلاء أسعاره كونه مصنف في خانة المشروبات الكحولية الفاخرة والباهضة الثمن، علما أن الويسكي يصنع من هرسة متخمرة للحبوب والبطاطا المنقوعة في الماء، والتي تقطر عدة مرات، لخفض نسبة الماء فيه، ثم يخزن في خزانات من خشب البلوط المعالج، مدة أربع سنوات، فيكتسب اللون المميّز والطعم الدخاني، ويصنع في أمريكا من الذرة والشوفان، وفي ألمانيا من البطاطا، أما في اسكتلندا فمن الشعير، ويصب منه قليل في قاع الكأس. بريطانياوالسويد أول ممول للجزائر بالمشروبات الكحولية "الفاخرة" وتعتبر بريطانياوالسويد أول ممول للجزائر بالمشروبات الكحولية الفاخرة، لاسيما الويسكي والفودكا، وتاتي بريطانيا على رأس قائمة الدول الممولة للجزائر بالويسكي بقيمة إجمالية وصلت سنة 2013 إلى 2,243 مليار دينار بكمية تقدر ب 2 مليون و851 ألف لتر، حسب إحصائيات الجمارك لسنة 2013، تليها فرنسا ب 83,8 مليون دينار، والولايات المتحدةالأمريكية ب 37,4 مليون دينار، بينما تعتبر السويد أول ممول للجزائر بالفودكا، حيث بلغت قيمة واردات مشروب الفودكا السويدية 643,8 مليون دينار، بكمية تفوق 1,5 لتر، علما أن الفودكا إحدى أغلى الخمور في العالم إلى جانب الويسكي والجين، وهي عبارة عن مشروب كحولي شائع، لا لون له ولا رائحة، يتم إنتاجه عن طريق تقطير ناتج تخمير الحبوب أو البطاطا، وتستهلك الفودكا بشكل كبير في دول أوروبا الشرقية والدول الإسكندنافية الباردة وروسيا لأنها تمنح شعوبها الدفء، ويتراوح محتوى الكحول في الفودكا ما بين 35 إلى 50 بالمائة. غير أن "الويسكي" و"الفودكا" لا يبتاعها إلا الأثرياء ورجال الأعمال، لأن سعرها في الجزائر يتراوح ما بين 3000 دينار و6000 دينار لقارورة سعتها لتر واحد. وتتضمن قائمة الخمور التي تم استيرادها من طرف الجزائر أكثر من عشرة أنواع من بينها الخمور الرغوية كنبيذ العنب الطازج، والأنبذة المقواة بالكحول، ونبيذ فوار، أنبذة أخرى من فصيلة العنب التي أوقف اختمارها بإضافة الكحول، إضافة إلى أنواع أخرى مستقاة من العنب ومنكهة بنباتات أو مواد عطرية ومشروبات شراب التفاح أو الإجاص المخمرين، أو العسل المخمر كذلك، وأمزجة من مشروبات مخمرة مع مشروبات غير كحولية، وكحول إيثيل محول، عياره الكحولي الحجمي يقدر ب80 بالمائة أو أكثر حجما، وكحول إيثيل غير المحول والذي يقل عياره الكحولي عن 80 بالمائة حجما، بالإضافة إلى مشروبات روحية معطرة ومشروبات روحية كحولية أخرى. فرنساوإيطاليا أول ممول للجزائر بمشروب "ماء الحياة" وتعتبر فرنساوإيطاليا أول ممول للجزائر بمشروب ماء الحياة، حيث تم استيراد كمية قليلة جدا بسعر خيالي نظرا إلى غلاء هذا المشروب قدرت ب 209 لتر من فرنسا بمبلغ 609 ألف دينار، و42 لتر من إيطاليا بمبلغ 114 ألف دينار. وبالرغم من هذه الفاتورة المذهلة لواردات الجزائر من الخمور والمشروبات الكحولية، إلا أنها لا تمثل الحجم الحقيقي للاستهلاك الوطني من هذه المواد، كون الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير إذا علمنا أن الخمور المنتجة محليا وإن كانت لا تغطي الطلب الوطني، إلا أنها الأكثر استهلاكا في الجزائر من الأنواع المستوردة، نظرا إلى معقولية سعرها، وسهولة تناولها من الباعة والموزعين، فنجد خمر "تلاغ 1990" من المديةو«تلمسان الأزرق" وخمر معسكر من أكثر الخمور بيعا في المحلات بالعاصمة، حيث تشهد استهلاكا واسعا من المدمنين، لأن سعرها لا يتعدى ال 100 دينار، وكذا خمر "ربوفور" من عنابة و«أربرو" من بجاية الأبخس ثمنا على الإطلاق، حيث يبلغ سعر القارورة بسعة نصف لتر 55 دينار فقط، أما "الطونڤو" بنفس السعة فيقدر سعرها ب 100 دينار ثم "بافاروار" ب200 دينار، وتعتبر هذه الأنواع الأربعة ذات تأثير متوسط على العقل، يستهلك منها المدمنون أزيد من أربع قارورات للوصول إلى حد النشوة والثمالة التي تبعدهم عن عالم الواقع للحظات. وحسب أحدث البيانات لمنظمة الصحة العالمية فإن الجزائر تأتي في المرتبة 179 عالميا من حيث استهلاك الفرد الجزائري للمشروبات الكحولية بمعدل يتراوح بين 0,3 و0,15 لتر للفرد الواحد.