*أغاني هابطة تروّج للسموم وتشجّع على الإدمان لم يتوقّف بارونات المخدّرات بوهران على غرار باقي ولايات الوطن عن ترويج سمومهم في أوساط الشباب رغم فتح أعين أجهزة الأمن الساهرة بمختلف أسلاكها على مكافحة الظاهرة، بل تفنّن هؤلاء الخارجون عن القانون في نشرها بكل الأساليب والوسائل بحثا عن الربح السريع حتى ولو كان ذلك على حساب حياة المستهلكين. أميرة سعيداني تعاني الجزائر منذ سنوات من الأقراص المهلوسة التي بدأت تغزو السوق الجزائرية، والتي تعرف باسم (إكستازي) أو ما يصطلح على تسميتها عند عامّة الشباب من مستهلكيها (ليكستا) و(الحلوى)، أمّا في الغرب فتسمى (عقار النشوة والسعادة)، والتي أضحى تناولها لدى شريحة واسعة من الشباب من الجنسين موضة يتباهون بها فيما بينهم، خاصّة مرتادي الملاهي الليلية لما فيها من تأثير غريب على تصرّفات مستهلكيها الذين يعيشون نشوة عارمة وفرحا غير عادي ونشاطا وحيوية، إلى جانب أنها تنزع عنهم الخجل وتجعلهم يتصرّفون بعفوية دون أيّ تعقيدات، لا سيّما وأن تلك الأماكن تفرض على مرتاديها تناول ذلك النوع من المخدّرات للاستمتاع بالأجواء الصاخبة دون أدنى اهتمام بتأثيراتها الجانبية القاتلة. * مغنو ملاهي يروّجون للسموم اقتربنا من بعض متعاطي هذه الأقراص المهلوسة المدعو (ر.أ) فأعطى لنا تعريفا عن هذه الأقراص كونها تعطي الطاقة من جهة وتأثيرها على الحالة النّفسية من جهة أخرى، ورغم سعرها المرتفع إلا أنه يتعاطاها بصفة دائمة مع علمه بأثارها الجانبية. كما صرّح لنا المدعو (ك.ر) بقوله بصريح العبارة: (اللّي ذاق البنّة ما يتهنّى)، حيث أعرب عن عدم استطاعته التخلّي عنها كونها تساعده في رفع الحرج وتعطيه الطاقة والنشوة والفرح، إذ أصبح الطلب عليها كبيرا وبشكل ملفت للانتباه. فالنشوة التي يمنحها العقار الخطير أضحى موضوع الأغاني في الملاهي الليلية، والتي وجد المغنيون فيها ضالّتهم لترويج ألبوماتهم وحتى أخذ شهرة واسعة وسط الشباب (راكي لاصقة، عينيها مبلفين، الحلوى الحلوى). وذهب الأمر ببعض المغنيين إلى وصف حالة المدمن على (إكستا) خلال فترة النشوة وإطلاق مصطلحات أدت إلى تداولها سريعا، إلى جانب مصطلح (عينين مبلفين) بمعنى عينان حادتان وهي وصف لعين المستهلك وهو في فترة النشوة، حيث يؤدي تناول العقار إلى بروز العينين وجعلهما حادتين إلى درجة أن المدمن مضطرّ إلى ارتداء النظارات الشمسية لتفادي أشعّة الشمس التي تؤلمه كثيرا، ناهيك عن باقي المصطلحات التي أصبح تواجدها ضمن الألبوم ضرورة مُلحّة لضمان ترويجه، خاصّة كلمة (الحلوى). * (الإكستازي) أخطر أنواع المخدّرات يذكر أن (الإكستازي) المحظورة دوليا ما تزال تصنع في مخابر سرّية في أوروبا وأمريكا وجنوب إفريقيا، وقد ظهرت خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت تمنح للجنود الألمان لجعلهم دائما على أهبة الاستعداد ومنحهم نشاطا وحيوية مفرطة لفترة زمنية طويلة وكانت على شكل حبوب وحقن تمنح مستهلكيها نشوة عارمة ونشاطا. كما من شأنها التخفيف من التعب والأرق. لكن خطورة هذا المخدر -حسب الأطباء- تكمن في تأثيراته القاتلة على القدرات الذهنية وحتى الجسمانية، ناهيك عن أنه يعرّضهم للسكتات القلبية المفاجئة والاختناق نتيجة صعوبة التنفس، خاصة إذا كان المستهلك مصابا بالربو. كما أن المدمن على (الإكستازي) معرّض للغيبوبة نتيجة توقّف الدم عن الدماغ وارتفاع الضغط والإصابة بالجلطة الدماغية والبرود الجنسي، ومعلوم أن سعر هذا السم القاتل يعد جد مرتفع في السوق السوداء بوهران أو داخل الملاهي الليلية أين يكثر الطلب عليه، حيث يتراوح سعره بين 2500 و5000 دينار. * صيادلة يحذّرون من رواجها الواسع أجمع الصيادلة الذين تحدثنا إليهم بخصوص هذا العقار القاتل على أنه من الممنوعات باعتباره نوع من أنواع المخدرات، والأكثر من ذلك أن تأثيراته خطيرة جدا تفوق ما ينجرّ عن استهلاك القنب الهندي باعتبار أن (إكستا) لها نفس تأثير المخدرات قوية المفعول كالكوكايين والهيرويين، وعن سؤال حول استقبال هؤلاء الصيادلة للمدمنين على هذا النوع من المخدرات قصد اقتنائه نفى محدثونا ذلك، مؤكدين أن المترددين على صيدلياتهم من المدمنين على الأقراص المهلوسة التي تمنح للمصابين بالأمراض العقلية وبوصفة طبية من قِبل مختص في الأمراض العصبية والعقلية ولا وجود لمثل هؤلاء الزبائن بحكم أن (الإكستازي) يعرّض حاملها إلى المتابعة القضائية. * سموم جارفة لعقول الشباب حسب أوساط عليمة بترويج المخدرات فإن عقار (إكستازي) يهرّب من الحدود الغربية للبلاد قادما من أوروبا، حيث توجد مخابر سرّية لإنتاج هذا المخدر. ويرجع هؤلاء هذه الفرضية إلى كون مخابر إفريقيا بعيدة مقارنة بتلك المتواجدة في القارة العجوز، لهذا يفضّل بارونات المخدرات جلب هذا العقار من أوروبا عبر الحدود الغربية. وذهب بعض العارفين بالملف إلى تأكيد وجود أقراص (إكستا) مغشوشة بأسعار منخفضة مقارنة بالأصلية بأثمان تصل إلى 300 دينار للقرص الواحد يتم جلبها من المملكة المغربية وهي تشكّل خطرا كبيرا على صحة مستهلكيها، فهي سم مضاعف يفتك بصحة كل من يبتلعه، يأتي هذا بالرغم من المجهوذات الجبارة التي تبذلها مختلف وحدات ومصالح الأمن، خاصة بالشريط الحدودي الذي يفصل الجزائر عن المملكة المغريبة، إلا أن هذه السموم الجارفة لعقول الشباب لا تكاد تتوقف طيلة السنة.